استعدادات استباقية تخفق أمام الأمطار الغزيرة في عجلون والغور الشمالي

شهدت مواقع عدة في محافظة عجلون ولواء الغور الشمالي التابع لمحافظة إربد، خلال الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها المملكة قبل أيام، ارتفاع منسوب المياه في الشوارع وفيضان عبارات مياه وانسداد مناهل التصريف، فضلا عن مداهمة مياه الأمطار لمنازل، ما يكشف مجددا عن ضعف البنية التحتية الخاصة بتصريف مياه الأمطار، رغم التأكيدات السنوية للجهات المعنية باتخاذ الإجراءات المسبقة والاستعدادات اللازمة.

وتقاطعت شكاوى المواطنين من مختلف المناطق، سواء في محافظة عجلون أو لواء الغور الشمالي، حول عدم فاعلية الإجراءات المتخذة، واستمرار اعتماد حلول آنية لا تعالج جذور المشكلة.
في عجلون، ورغم كل الإجراءات التي تعلن الجهات المعنية عن اتخاذها قبيل كل فصل شتاء، والمشاريع التي تنفذها في هذا الخصوص، إلا أن هناك مناطق شهدت فيضان قنوات تصريف مياه الأمطار وانسدادها وعدم استيعابها للسيول، وارتفاع منسوب المياه على الطرق حتى داهمت منازل، وجرفت الأنقاض إلى الطرق.
واشتكى العديد من السكان في مواقع عديدة في المحافظة مما سببته الأمطار الغزيرة، حيث تلقت غرف العمليات العديد من المناشدات بضرورة إرسال فرقها لمعالجة مشكلة فيضانات الطرق ومداهمة المياه لمنازل، فيما عمد آخرون إلى بث مشاهد عديدة عبر وسائل التواصل عما أحدثته تلك السيول من أضرار.
ويقول المواطن زيد الشامي “إن الطريق بمنطقة صفيت شهد سيولا تسببت بأضرار كبيرة للطريق وجرف أجزاء منه، وداهمت الأراضي المجاورة”، مؤكدا “حاجة الطريق إلى قناة لتصريف مياه الأمطار”.
وأضاف “أن هذه المشكلة تواجه سكان المنطقة عند تساقط الأمطار الغزيرة في كل موسم شتاء، ما يستدعي المباشرة بإنجاز عبارات لتصريف مياه الأمطار”.
وأكد المواطن يوسف المومني “أن منطقة الإشارة الضوئية في عبين شهدت فيضان الطريق بشكل كبير، ما أربك حركة المرور، وتسبب بفيضان المياه إلى قطع الأراضي المجاورة”، في حين يقول المواطن هاني خطاطبة “إن منطقة الجسر على وادي كفرنجة شهدت خلال الأمطار الغزيرة فيضانا كاد أن يطفو إلى أعلى الجسر”، مشيرا إلى “أن السبب كان انسداد منطقة الجسر بالعوالق المختلفة، وخصوصا البرابيش المنتشرة على وادي كفرنجة التي جرفتها السيول لتعلق بمنطقة الجسر”.
انغلاق عبارات مياه
وبحسب مدير منطقة الروابي التابعة لبلدية عجلون الكبرى عبدة القضاة، فإنه والفرق المناوبة اضطروا إلى تنظيف عبارة بأيديهم من دون انتظار آليات، وذلك بعد أن تفاجأوا بوجود إغلاق لعبارة على مدخل بلدة عين جنا الشمالي (حي الكترة) والمياه تتدفق منها على الشارع، ما دفعهم إلى القيام بتنظيف العبارة بإخراج كميات من الأوراق والنفايات التي تراكمت داخلها لتسهيل مرور المياه.
وكانت الأمطار الرعدية الغزيرة التي تدفقت من مثلث عبين عبر الخط الناقل إلى منطقة مديرية الشرطة، ومن هناك تنساب مع الشارع الرئيس الواصل إلى مدينة عجلون، قد تسببت بإحداث أضرار كبيرة في بعض مزارع الزيتون وتدفق المياه على عرض الشارع الرئيس بالقرب من منطقة عين التيس، بحيث جرفت معها كميات كبيرة من الحجارة والحصى والأتربة. كما أدت الأمطار أيضا إلى تدفق المياه من إحدى العبارات المغلقة تحت الأرض على الشارع الرئيس، محدثة حالة من الفوضى في حركة المركبات.
وقامت كوادر وأفراد مديرية الشرطة بجهود كبيرة لإزالة الحجارة والحصى من الشارع الرئيس بالقرب من عين التيس حفاظا على السلامة العامة.
وقال القضاة “إن كميات المياه المتدفقة من مثلث عبين باتجاه عجلون تسببت بأضرار ببنية الشارع، حيث جرفت الحجارة والأتربة، كما أحدثت أضرارا بأملاك المواطنين ومزارعهم”، لافتا إلى “أن بلدية الروابي قامت بما عليها من واجب مع كوادر مديرية الشرطة الذين كان لهم دور بارز في الحفاظ على سلامة الجميع في المواقع وحتى مدينة عجلون”، بينما دعا الجهات ذات العلاقة إلى “معالجة الأمور برمتها ومن جذورها وعدم الاعتماد على الحلول الترقيعية”.
كما طالب مواطنون آخرون بلدية عجلون الكبرى بتفقد العبارات المغلقة، خصوصا العبارة التي تدفقت منها المياه بصورة غير طبيعية على عرض الشارع، مؤكدين وجود المشكلة من العام الماضي، ما يستدعي حلا جذريا لمشكلة تدفق المياه من مثلث عبين المستمرة منذ أكثر 3 أعوام.
وأكدوا أن المشكلة تؤرق مسؤولي المحافظة كافة ولا يوجد حل ناجز يريح المواطنين سواء في منطقة مثلث عبين وصولا إلى مدينة عجلون، متسائلين “إلى متى تبقى الحلول ترقيعية، ولماذا لا يتم إنشاء عبارة صندوقية من مديرية الشرطة لنقل المياه من دون إحداث أضرار بالبنى التحتية للشوارع أو أملاك المواطنين؟”.
يذكر أنه تم إنفاق أكثر من 250 ألف دينار لغايات معالجة المياه على مثلث عبين، بتوفير خط ناقل من خلال مضختين، غير أن المعالجة لم تكن ناجعة وتم ترحيل المشكلة باتجاه مدينة عجلون.
مداهمة مياه الأمطار لمنازل
ووفق رئيس لجنة بلدية عجلون بالإنابة محمد القضاة، فإن “البلدية تعاملت مع عدد من البلاغات والشكاوى لمداهمة مياه الأمطار لعدد من المنازل وارتفاع منسوب المياه في بعض الشوارع، إضافة إلى إغلاق بعض الطرق بشكل كامل أو جزئي بسبب تجمع الأتربة والحصى والطمي الذي أعاق حركة المركبات”.
وأوضح القضاة أنه بالتنسيق مع غرفة العمليات الرئيسة في المحافظة ومديرية الأشغال العامة ومجلس الخدمات المشتركة، فقد قامت الفرق الميدانية بعمل مصدات للمياه بهدف منعها من الوصول إلى المنازل في المناطق المنخفضة، كما عملت الآليات على فتح الطرق وإزالة جميع العوائق التي سحبتها المياه إلى الشوارع بمختلف المناطق، مشيرا إلى أن الفرق الميدانية تعاملت مع حالات إغلاق لبعض مناهل تصريف المياه وقامت بشفط المياه من الشوارع بالمعدات المخصصة لإدامة حركة السير بشكل طبيعي، خصوصا أمام كلية عجلون الجامعية ومحيط مستشفى الإيمان الحكومي.
كما تابع رئيس لجنة بلدية كفرنجة الجديدة إسماعيل العرود جميع الملاحظات الواردة من المواطنين عقب الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق اللواء، ووجه كوادر البلدية للتحرك الفوري ومعالجة أي شكاوى أولا بأول.
وأقر بأن الأمطار كشفت عن بعض الاحتياجات الفنية في عدد من المواقع، وأن البلدية ستقوم بمعالجتها بشكل دائم بعد انتهاء الحالة الجوية، مثمنا تعاون المواطنين وحرصهم على الإبلاغ عن الملاحظات، مؤكدا استمرار فرق البلدية في عملها الميداني حتى إنهاء جميع الشكاوى والمعالجات المطلوبة.
أما في لواء الغور الشمالي، فأكد العديد من المواطنين أن مناطق اللواء شهدت إغلاقات وسيولا وتجمعات مائية في مناطق عدة تابعة لبلديات اللواء.
وقال المواطن علي الكساب من سكان منطقة المشارع “إن البرك والتجمعات المائية التي شهدتها شوارع منطقة المشارع تسببت في أزمات سير خانقة، وتعطل العديد من المركبات، ناهيك عن الخسائر المالية لبعض المحال التجارية جراء التجمعات المائية وعدم قدرة المواطنين على الوصول إليها، مما أدى إلى تراجع حركة الشراء”.
وأكد المواطن علي القويسم “أن الإجراءات التي قامت بها الجهات المعنية في المنخفض الذي وقع قبل يومين غير مجدية، إذ لجأت إلى سحب المياه من خلال تنكات مياه وشفط المياه عبر معدات خاصة”.
وأضاف “أن البرك والتجمعات المائية بين الأحياء السكنية التي خلفتها مياه الأمطار تشكل خطرا يهدد صحة المواطنين، بالإضافة إلى ما تسببه من أمراض جراء تلوثها”، داعيا الجهات المختصة إلى “ضرورة إيجاد حل لهذه التجمعات والبرك المائية والتخلص منها بأسرع وقت ممكن، كالعمل على ردم الحفر العميقة القريبة من المنازل والواقعة بين الأحياء السكنية والتي تصبح مع هطل الأمطار عبارة عن بركة مياه، وعدم ترك النفايات بالقرب منها لأيام عدة”.
انجراف أتربة وبرك مائية
أما المواطن موفق الرياحنة، فقال “إن توسعة السوق المركزي التي كلفت آلاف الدنانير الآن في حالة من الإرباك والفوضى، إذ شهدت تجمعات مائية وخسائر، ناهيك عن الفوضى في العمل وتوقفه حاليا”.
إلى ذلك، يؤكد أهالي منطقة قليعات التابعة تنظيما لبلدية طبقة فحل “أن البرك المائية تداهم المنازل نظرا لعدم وجود شبكة صرف صحي في منطقتهم، وبالتالي قد تدخل إلى أساسات المنازل مع ما يتضمن ذلك من سلبيات تؤثر على البناء ككل، بالإضافة إلى ما تسببه من زيادة في رطوبة الجدران، ناهيك عما تشكله من مشاكل بيئية وصحية”.
وأضافوا أن البرك تتسبب بأزمات مرورية خانقة، مما يزيد من صعوبة التنقل داخل المنطقة، بالإضافة إلى تعذر دخول المركبات إليها، كما تتسبب بعرقلة عمل رجال الإطفاء والإسعاف والإنقاذ في حالات الطوارئ كإنقاذ المرضى وحوادث الحريق والحوادث المرورية، مشيرين إلى “حادث سقوط منزل وقع في منطقة الكريمة، مما تسبب في عرقلة رجال الدفاع المدني جراء صعوبة الوصول إلى الموقع بسبب المياه والرمل والأتربة”.
وبحسب رئيس لجنة بلدية طبقة فحل، المهندس حمزة المومني، فإن “كمية الأمطار التي هطلت في اللواء كانت كبيرة جدا وقوية، مما أدى إلى انجراف الأتربة وإغلاق العبارات الأنبوبية، لكن كوادر البلدية عملت على تنظيف تلك العبارات وفتحها”.
وأكد “أن المجتمع المحلي يقع على عاتقه جزء من المسؤولية، لا سيما أن هناك من يقوم برمي النفايات في الشوارع وعلى جانب الطريق، مما يؤدي إلى إغلاق قنوات تصريف المياه”.
وبشأن تبديل العبارات من أنبوبية إلى صندوقية، قال المومني “إن عملية التبديل مكلفة جدا، ولا بد من توفر دعم مالي”، لافتا إلى “أن البلدية قامت بعمل غرفة طوارئ في اللواء بالتعاون مع الجهات المعنية”.

 

عامر خطاطبة وعلا عبد اللطيف/  الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة