(بصمةُ فارسٍ وبيانُ قلم… العجارمة يرفع رايةَ المعلّمين والمعلمات بصوتٍ يُجسّدُ الرؤية الهاشمية الأصيلة).

=
كتبه: د. محمد أحمد فواعرة.
بقلمٍ يتدفّقُ حكمةً، ونَفَسٍ يفيضُ وفاءً، صدح عطوفةُ الدكتور نواف العجارمة بكلماتٍ حملت جوهر الرسالة التربوية وعمق الانتماء الوطني، مثبتًا مكانةَ المعلّم بوصفه الركن الأصيل في بناء الإنسان والوطن، وسادنَ المعرفة ووارثَ رسالة الأنبياء. وفي بيانٍ جاء ببلاغةٍ رفيعة، انعكست فيه روحُ القيادة الهاشمية التي جعلت من التعليم أشرف الرسالات، ومن المعلّم شعلةَ العطاء التي لا تنطفئ.
لقد جاءت كلماتُه تُضاهي الجواهر الثمينة، مزجها بتشبيهاتٍ تُنصف مقام التعليم، ناطقًا برؤية الأديب وعمق المُفكّر، وقد قدّم الدكتور العجارمة في تصريحه صورًا بلاغية رفيعة، كان أبرزها قوله:
“صوتُ المعلّم مثل صوت المؤذّن… كلاهما يوقظ الوعي ويهدي العقول.”
تشبيهٌ بديع يرفع المعلّم إلى مقامٍ روحيّ سامٍ، فكما ينهض نداءُ الإيمان بالضمائر، ينهض نداءُ المعرفة بالعقول. ثم أردف مؤكّدًا:
“والتطاولُ على المعلّم هو تطاولٌ على الفضيلة التي بُنيت بها الأمم.”
وهي عبارة تُذكِّر بأن المجتمعات التي تُهين معلّمها تهدم أساس نهضتها، وتُطفئ نور مستقبلها.
لقد حظي المعلّم في ظلّ القيادة الهاشمية… رعايةً أصيلة ونهجًا راسخًا….
فلم تكن رعايةُ المعلّمين يومًا طارئةً على النهج الهاشمي، بل ظلّت ركيزةً ثابتةً منذ بواكير الدولة الأردنية. فقد جعل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ووليّ عهده الأمين، وجلالة الملكة رانيا العبدالله –حفظهم الله جَمِيعًا– من التعليم أولويةً وطنية، ومن المعلّم قيمةً مصونة لا تُمسّ.
وفي ظل هذه الرؤية الملكية الحكيمة، ترسّخت المقولة الخالدة: “المعلّم قبل الطريق”؛ فانبثقت المبادرات، وتعزّز الدعم، لتظلّ رسالة المعلّم رسالةَ وطنٍ وحضارة.
لقد ظهر من العجارمة موقفٌ لا يلين… وردٌّ بَيّنٌ على المتطاولين…
وقد جاء في ختام بيانه، الذي أطلقه رسالة قوية جاءت كصلابة الجبال ظهرت في قوله:
“ومكانةُ المعلّم لا يهزّها نباحُ المتطاولين.”
عبارةٌ تقطع دابر الإساءة، وتحفظ هيبة المعلّم، وتؤكّد أن العطاء النبيل لا تنال منه الأصوات العابثة، فالمعلّم شجرةٌ طيبة، أصلُها ثابت وفرعُها في السماء.
فتحيةُ تقديرٍ لفارس الكلمة الذي يستحقّ التحية والتقدير على ما سطّره من بيانٍ يليق بمقام المعلّمين والمعلّمات، ويستحضر دورهم المحوري في صناعة العقول وتشييد الأوطان، في ظل قيادة هاشمية آمنت بالتعليم طريقًا إلى المجد، وبالمعلّم حجرَ الزاوية في نهضة الأردن التي لا تنكسر.
وتبقى كلمات جلالة الملك شعارًا راسخًا في الصدور:
“الأردن أولاً… والتعليم لنا أولاً.”

