بطولة الدرع بعد الجولة 5.. تصاعد في الإثارة النقطية وانخفاض في المستويات الفنية

تعيش بطولة درع الاتحاد 2025 ارتفاعا ملحوظا في مستوى الإثارة والسباق النقطي الشرس، في ظل ما آلت إليه نتائج الجولة الخامسة من البطولة، رغم أن هذا السباق المحموم لا يجسد الواقع الفني المتراجع للمباريات.
ومع ختام الجولة الخامسة من المسابقة، تشكل فرق الفيصلي والوحدات والحسين والسلط مربع المنافسة على اللقب بفارق نقطة واحدة فقط، بين الفيصلي المتصدر بـ12 نقطة والثلاثي الملاحق الذي يملك 11 نقطة، ما يجعل كل جولة مشتعلة ومفتوحة على كل السيناريوهات حتى صافرة الختام، لكن ذلك يحدث بعيداً عن الجودة الفنية التي تنتظرها الجماهير وتعهدت بها الأندية قبل انطلاق الموسم.
ويواصل الفيصلي الصدارة بـ12 نقطة رغم الخسارة أمام السلط في الجولة الخامسة، يليه الوحدات والحسين والسلط بـ11 نقطة، ثم الأهلي 8، البقعة 5، شباب الأردن 4، السرحان 3، الجزيرة 2، والرمثا أخيراً بنقطة واحدة.
ورغم أن الصراع بين الكبار أعاد شيئاً من الحماس للبطولة، إلا أن الأداء الفني ظل متواضعاً في ظل مجموعة من العوامل التي أثرت على إيقاع المباريات؛ حيث ما تزال اعتراضات الأندية تتصاعد بشأن إقامة المواجهات على ملعب الأمير محمد بالزرقاء صاحب الأرضية العشبية الصناعية، التي تسببت في أكثر من إصابة مؤثرة طالت عدداً من اللاعبين الأساسيين في مختلف الفرق، وآخر الضحايا مهاجم فريق الحسين إربد الألباني لويس كاكوري، الذي تعرض لقطع في الرباط الصليبي وقطع في الغضروف خلال مباراة فريقه أمام نادي الجزيرة ضمن منافسات الجولة، وهو ما ألقى بظلاله الكثيفة على جاهزية الفرق وإيقاعها الهجومي.
ويضاف إلى ذلك غياب الجماهير عن المدرجات، ما أفقد البطولة أجواء المنافسة الحقيقية وأضعف الحافز لدى اللاعبين، إلى جانب إقامة البطولة من دون لاعبي المنتخبين الأول والأولمبي، الأمر الذي وضع بعض الفرق في موقف صعب فنياً، وأدى إلى تفاوت في مستويات الأداء ما بين مباراة وأخرى.
ومع ذلك، يبقى الصراع على القمة هو الحدث الأبرز؛ فالفيصلي يواجه سلسلة من الاختبارات الصعبة تبدأ بالأهلي ثم الرمثا قبل المواجهتين الحاسمتين أمام الحسين والوحدات، وهي مباريات قد تحدد بشكل كبير هوية البطل. وفي المقابل، يستعد الوحدات لمرحلة لا تقل ثقلاً، تبدأ بمواجهة الجزيرة ثم السلط قبل لقاء الأهلي، على أن يخوض واحدة من أهم مواجهاته أمام الفيصلي في الجولة الختامية.
أما الحسين إربد، فيدخل جدولاً مزدحماً وصعباً، إذ يواجه السلط ثم الأهلي قبل مواجهة الفيصلي، ليختتم مشواره بلقاء الرمثا في مباراة لا يمكن التنبؤ بنتيجتها، فيما يملك السلط مزيجاً من اللقاءات القوية والمتوازنة، ابتداء بالحسين ثم الوحدات قبل أن يلتقي السرحان وشباب الأردن.
وتشير المؤشرات الفنية إلى أن الفيصلي يمتلك أفضل خط هجوم في البطولة من حيث الفاعلية واستثمار الفرص بعد تسجيله 9 أهداف، بينما يظهر شباب الأردن كأضعف هجوم بين المتنافسين على القمة برصيد هدفين. وعلى الجانب الدفاعي، يقدم السلط والحسين إربد أفضل خط خلفي بصلابة واضحة وانضباط كبير، حيث لم يتلق كل فريق أكثر من هدف واحد حتى الآن، في حين يبقى الرمثا الأكثر استقبالاً للأهداف بعد تلقيه 8 أهداف.
وفي النتائج الرقمية لمنافسات الجولة الخامسة، فاز شباب الأردن على السرحان 2-1، والحسين على الجزيرة 2-1، والأهلي على الرمثا بهدفين دون رد، والسلط على الفيصلي 1-0، والوحدات على البقعة 3-1.
وتقام البطولة بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة، ويتوج باللقب الفريق الذي يحصد أعلى عدد من النقاط ليمثل كرة القدم الأردنية في كأس السوبر للموسم المقبل. ورغم أن البطولة تعاني من تراجع فني وغياب جماهيري وملاعب غير مثالية، إلا أن تقارب النقاط واشتداد التنافس بين الكبار يمنح الدرع نكهة خاصة هذا الموسم، ويجعل الجولات المتبقية بمثابة مواجهات نهائية متتالية ستحدد هوية الفريق القادر على خطف اللقب من بين أنياب منافسين لا يريدون التراجع خطوة واحدة.

