“المنتجع الاستشفائي” يثير آمالا بوضع عجلون على خريطة السياحة العلاجية عالميا

عجلون– بحجم استثمار سياحي يعد الأضخم في محافظة عجلون ويصل إلى 19 مليون دينار، يثير مشروع المنتجع العلاجي والاستشفائي، في حال تم إنجازه، آمالا واسعة في نقل المحافظة إلى العالمية في مجال السياحة العلاجية.
وبحسب معنيين، فإن “المشروع سيسهم في توفير مئات فرص العمل ويشكل قيمة مضافة، بحيث تنعكس آثارها على عموم التنمية والمشاريع السياحية والأسواق”، لافتين في الوقت ذاته، إلى ضرورة المزيد من تجويد البنى التحتية، خصوصا الطرق.
ويقول المهتم بالشأن السياحي سليمان هاشم “إن الإعلان عن هذا المشروع الضخم سيكون له انعكاسات إيجابية على مستقبل السياحة في المحافظة، ما يستدعي من مختلف الجهات المزيد من الرعاية وتسهيل الإجراءات لتشجيع الاستثمار في مختلف أنواع السياحة الترفيهية والدينية والثقافية والمغامرة، خصوصا السياحة العلاجية، لما تتمتع به المحافظة من بيئة ملائمة لهذا النوع من السياحة”.
وأضاف “أن عجلون، ومع تشغيل مشروع التلفريك ووجود مواقع أثرية بارزة، كقلعة عجلون وموقع مار إلياس، بالإضافة إلى الغابات والبيئة والطقس المعتدل، ستضع أقدامها على خريطة السياحة العالمية، وستزيد فرص إنجاز استثمارات أخرى كبرى”، معربا عن تفاؤله بسرعة إنجاز كل الفرص الاستثمارية التي أدرجت على منصة “استثمر في الأردن” التي أطلقتها وزارة الاستثمار وشملت خمس فرص استثمارية بحيث كان من بينها المنتجع العلاجي.
ومن وجهة نظر المتابع للشأن السياحي منذر الزغول، فإن “من أبرز ما سيميز المشروع، وكما هو معلن، وجوده في منطقة غابات ومزارع غنية بالأشجار، ما يجعل من تلك المنطقة نقطة جذب مهمة للسياح المحليين والإقليميين، كما سيجذب المنتجع الزوار من مختلف المناطق، لا سيما منطقة الخليج العربي نظرا للمعالم الثقافية التي تمتاز بها المنطقة مقارنة بالمنتجعات الأخرى، مما سيعزز من قدرته التنافسية وتحقيقه للنجاح”.
وأشار إلى “أن الموقع المقترح يقع على القمة الغربية الواقعة مقابل قلعة عجلون ويعد مركزا مهما لمسارات التنزه الطويلة والشهيرة في عجلون، إضافة إلى مشروع التلفريك الذي تم تطويره مؤخرا، وسيستقطب المنتجع زواره من داخل الأردن وخارجه، بحيث سيكون مجهزا لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة الجسدية والنفسية، ويقدم المنتجع مجموعة متنوعة من الحلول العلاجية المدعومة بأفضل ممارسات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحديثة من أجل الوصول إلى تجربة علاجية شاملة ومتكاملة، كما سيقدم المشروع خدمة الفحوصات الطبية وفحوصات الصحة العامة وتقييم اللياقة البدنية والعلاجات وخدمات إعادة التأهيل”.
التنوع البيئي في المحافظة
ويقول الناشط حمزة شويات “إن السياحة العلاجية في المحافظة ما تزال متواضعة رغم التنوع البيئي في المحافظة الذي يساعد على إنجاح هذا النوع من السياحة”، مؤكدا “أن المنتجع العلاجي، وفي حال تم إنجازه خلال السنوات المقبلة، سيحقق نقلة أخرى للمحافظة نحو العالمية، لا سيما مع تشغيل التلفريك واستكمال الفرص الاستثمارية المرافقة له خلال الفترة المقبلة”.
وأكد “أن زوار المحافظة والمواقع الأثرية فيها بدأوا بالتزايد بشكل ملحوظ بعد تشغيل التلفريك وبنسب تجاوزت الضعفين، ما سيشجع المستثمرين على تنفيذ تلك الفرص الاستثمارية الكبرى، خصوصا في حال إيجاد الحلول المناسبة من مختلف الجهات المعنية لتسهيل عملية الاستثمار وتجويد البنى التحتية”.
وكانت شركة إعمار السعودية، أعلنت، أول من أمس، عن عزمها إنشاء منتجع سياحي علاجي متكامل في محافظة عجلون بكلفة تقديرية تبلغ 19.1 مليون دينار، في خطوة من شأنها تعزيز الحركة السياحية والاستثمارية ودعم فرص التشغيل في المنطقة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة أنس عمار، إن المشروع سيقام على مساحة تقارب 120 ألف متر مربع، وسيضم أكثر من 150 غرفة فندقية مجهزة بمعايير عالمية ومرافق علاجية وسياحية تستهدف الزوار المحليين والأجانب.
وأضاف أن المنتجع سيجمع بين السياحة العلاجية والخدمات الفندقية المتكاملة وبما ينسجم مع ما تتمتع به عجلون من بيئة طبيعية خلابة تجعلها وجهة مناسبة لإقامة مثل هذه المشاريع النوعية، مشيرا إلى أن اختيار عجلون جاء لما يتمتع به المناخ الاستثماري في الأردن من استقرار وجاذبية عالية مدعوم بوضوح التشريعات والقوانين الناظمة للاستثمار، الأمر الذي يوفر أرضية آمنة ومشجعة للمستثمرين.
وأكد عمار أن رؤية التحديث الاقتصادي، التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني، أسهمت في تعزيز الثقة بالسوق الأردنية وفتحت المجال أمام مشاريع استثمارية نوعية تساعد على دفع عجلة التنمية وخلق المزيد من الفرص الاقتصادية.
وبحسب وصف المشروع، سيكون منتجع عجلون العلاجي من فئة الأربع نجوم، وهو متخصص في تقديم الرعاية والاهتمام للأفراد الذين يرغبون في اتباع نمط حياة صحي، فضلا عن البرامج المصممة للأشخاص الذين يحتاجون إلى إنقاص الوزن.
وسيقدم المنتجع خدمات العلاج بالتيار المتداخل والموجات فوق الصوتية التشخيصية والعلاج الطبيعي المائي وخدمات المنتجعات الصحية، وتشمل التدليك والعلاج بالليزر والعديد من الخدمات الأخرى والعلاج الطبيعي والعلاج بطاقة الموجات الصادمة وتمارين العلاج وفحوصات طبية وفحوصات الصحة العامة واللياقة البدنية وبرامج لضبط وإنقاص الوزن وبرامج التغذية وبرنامج تقويم الجسم وجلسات لياقة بدنية شخصية وجلسات تدريب جماعية ووجبات صحية كاملة طوال فترة الإقامة ودورات لتعليم الطهي وجلسات العلاج بالماء وجلسات تدليك للتخلص من السيلوليت وبرنامج التعافي من مرض السكري ومطاعم داخلية وخارجية.
كما تتنوع أنشطة المنتجع والنادي الصحي بين السباحة وركوب الدراجات والتنزه سيرا لمسافات طويلة والتأمل والتمارين الرياضية والجمباز المائي واليوغا والركض والتنس.
تحسين البنية التحتية
إلى ذلك، ثمنت فاعليات عجلونية رسمية وأهلية هذا التوجه لإنشاء منتجع سياحي علاجي متكامل في المحافظة، بحيث يجمع بين السياحة العلاجية والخدمات الفندقية المميزة، ما سيسهم في تعزيز القطاع السياحي في المحافظة وعموم المملكة.
وأكد محافظ عجلون نايف الهدايات أن المبادرات الملكية في المحافظة أسهمت بتطوير البنية التحتية وتعزيز الخدمات الصحية والتعليمية ودعم المشاريع الإنتاجية والسياحية، ما انعكس إيجابا على مستوى معيشة المواطنين ومكن المجتمع المحلي من الاستفادة من الإمكانيات الطبيعية والاقتصادية التي تمتلكها المحافظة.
وأشار الهدايات إلى أن مشروع التلفريك شكل نقطة تحول في المشهد السياحي والاستثماري لعجلون، إذ استقطب حتى الآن نحو مليون زائر وأسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، لافتا إلى أن هناك عددا من المشاريع التنموية في عجلون وفق ما يتضمنه المخطط الشمولي، من أبرزها مشاريع سياحية، مثل المنتجع الاستشفائي الذي بات قريبا، والمتنزه القومي ومشاريع تراثية، مثل إعادة تأهيل قرية دير الصمادي، بالإضافة إلى مشروع أكاديمية الطهي الذي يركز على التدريب المهني، وتشمل أيضا جهودا لتحسين البنية التحتية الأساسية.
ووفق مدير منطقة عجلون التنموية المهندس طارق المعايطة، فإن المنطقة تشهد تطورا استثماريا متصاعدا خلال الفترة المقبلة في إطار خطة طموحة لتحويلها إلى وجهة سياحية وبيئية متكاملة، مشيرا إلى طرح مشاريع نوعية، أبرزها الأكواخ البيئية وفنادق جديدة ومتنزه وطني، إلى جانب مجموعة من الفعاليات والمرافق ذات الطابع الترفيهي والعائلي وقصر متعدد الأغراض يتضمن قاعات لعقد المؤتمرات والندوات.
كما لفت إلى أن مشروع تلفريك عجلون يعد من أبرز المشاريع التنموية على مستوى الأردن؛ حيث يمثل أول تلفريك من نوعه في الأردن، ويعد نقطة جذب رئيسة للسياحة المحلية والعربية، وأسهم في تحفيز الحركة الاقتصادية والتجارية وتعزيز نمو الاستثمارات السياحية في المحافظة.
من جهته، قال رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى محمد البشابشة إن البلدية أنجزت تعبيد المرحلة الأولى من الطريق المؤدي إلى موقع المنتجع الاستشفائي بطول 500 متر بكلفة 186 ألف دينار؛ حيث شمل العمل فتح وتعبيد وإقامة جدران استنادية بما يتناسب وطبيعة المنطقة بهدف حماية أطراف الطريق من الانهيارات والتصدعات وللحفاظ على السلامة العامة، كما سيتم استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من الطريق بطول 1300 متر بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 400 ألف دينار حسب المواصفات الفنية المطلوبة، لافتا إلى أنه تم التنسيق مع الجهات كافة ذات العلاقة لإزالة العوائق من أشجار حرجية وأعمدة كهرباء تعترض إعادة تأهيل وتوسعة الطريق.
وقال مدير سياحة المحافظة فراس الخطاطبة، إن مشروع المنتجع العلاجي هو أحد مشاريع المخطط الشمولي، ويتميز بموقعه داخل غابات غنية بالأشجار الحرجية النادرة، ما يجعله نقطة جذب سياحي ويخلق فرص عمل لأبناء المنطقة ويسهم في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة، ويعد مشروعا نوعيا لتعزيز البنية التحتية السياحية في المنطقة وجذب المزيد من الزوار الباحثين عن تجارب فريدة تجمع بين الطبيعة الخلابة والخدمات الفضلى.

