“أمطار الثلاثاء” تنعش الآمال بنجاح موسم الزراعات الشتوية في عجلون

استبشر مزارعون في محافظة عجلون بكميات الأمطار الهاطلة على محافظتهم، لا سيما يوم أول من أمس الثلاثاء، والتي اعتبروها جيدة مقارنة بالوقت ذاته من الموسم الماضي، مؤكدين أنها تعزز فرص نجاح الزراعات الشتوية من أنواع عديدة من الخضار، وتساعد في نجاح الغراس الحديثة.

وأكدوا أن توفير الدعم والتوجيه من مديرية زراعة المحافظة كتوفير الغراس والبذار بأسعار مدعومة وأنواع العلاجات، والاستمرار في دعم مشاريع الحصاد المائي، سيعزز من فرص نجاح تلك الزراعات.
يقول المزارع أحمد فريحات، إن الزراعات الشتوية في محافظة عجلون تعزز دخل الأسر الريفية وترفع مستوى الاكتفاء الذاتي الغذائي عبر استثمار المساحات المنزلية والقطع الزراعية الصغيرة بعد الهطولات الأخيرة التي حسنت ظروف بدء الموسم، مؤكدا أن المحافظة تمتلك بيئة مناسبة لنجاح الزراعات الشتوية بفضل التربة الخصبة والتنوع في الارتفاعات، خصوصا أن الأمطار الأخيرة شكلت حافزا لهم لحراثة أراضيهم وزراعتها.
وبحسب المزارع حسين الخطاطبة، فإن هناك ضرورة لتكثيف برامج الإرشاد الزراعي، وتدريب المزارعين على طرق تحسين خصوبة التربة وجدولة عمليات الحراثة والاستفادة من بقايا الأمطار في تعزيز نمو المحاصيل البعلية، مطالبا بتوفير البذار والغراس والعلاجات بأسعار مدعومة.
ولفت الخطاطبة إلى أهمية زيادة المخصصات لدعم مشاريع الحصاد المائي في عدد من المناطق الريفية بهدف رفع كفاءة استغلال مياه الأمطار وتمكين المزارعين من ري جزء من محاصيلهم خلال فترات الانقطاع.
أما المزارع حمزة عناب، فيقول من جهته، إن الزراعات الشتوية في عجلون مثل الفول والبازيلاء والقمح والشعير والورقيات تتمتع بإقبال واسع نظرا لقلة تكلفتها وما توفره من منتجات طازجة تسهم في دعم الاقتصاد المحلي، مؤكدا في الوقت ذاته، أن الزراعات الشتوية أثبتت خلال السنوات الماضية أنها الأكثر توفيرا واستقرارا للمزارعين نظرا لاعتمادها على الأمطار وقلة حاجتها للرش أو الأسمدة.
كما أكد عناب، أنه بدأ بزراعة الفول والسبانخ والبصل الأخضر والملفوف، مشيرا إلى أن هذه المحاصيل توفر دخلا مناسبا للأسر وتلبي طلبا متزايدا في أسواق المحافظة.
تحقيق عائد جيد
إلى ذلك، يرى المزارع محمد الرشايدة، أن مناطق عجلون المرتفعة تساعد على نجاح الزراعات الشتوية بشكل ملحوظ، متوقعا أن الإقبال هذا العام سيرتفع لزراعة الورقيات والحمص والزهرة والزعتر البلدي وهي محاصيل تحقق عائدا جيدا نظرا لانخفاض تكلفتها وقيمتها الغذائية العالية.
وأضاف “أن جميع المزارعين يستبشرون خيرا بتحسن الموسم المطري، الذي بدأ يوفر نسبة رطوبة جيدة في التربة، ويقترب من الموسم الذي تعتمد عليه زراعاتهم البعلية من الزيتون، ومختلف الأشجار البعلية، والكثير من أنواع المحاصيل الحقلية والحبوب”، لافتا إلى “أن الأمطار خلال بقية فصل الشتاء ستحسن أكثر فأكثر من الموسم الزراعي وستؤدي إلى نجاح أنواع الزراعات التي تعد مصدر رزق أساسيا لكثير من المزارعين”.
ومن وجهة نظر المهندس الزراعي بسام الصمادي، فإن الزراعة الشتوية أصبحت إحدى ركائز التنمية الريفية في عجلون لما توفره من منتجات صحية وذات أثر بيئي منخفض، مبينا أن أهميتها تكمن في اعتمادها على الأمطار وتقليل استهلاك المياه ودعمها لاقتصاد الأسر وتوسيع دائرة الاكتفاء الغذائي المحلي وتقليل استخدام المواد الكيميائية.
ودعا الصمادي، إلى تعزيز مشروعات الحصاد المائي بوصفها ركيزة أساسية لدعم الأمن المائي وتحسين استدامة الزراعة في محافظة عجلون التي يعتمد جزء كبير من اقتصادها على القطاع الزراعي والمحاصيل الموسمية، لا سيما في ظل الهطولات المطرية الجيدة التي تشهدها المحافظة منذ بداية الموسم.
وبهذا الخصوص، قال المزارع محمد العنانزة إن إنشاء برك صغيرة داخل المزارع يسهم في تخزين كميات مناسبة من مياه الأمطار، داعيا الجهات ذات العلاقة إلى تقديم مزيد من الدعم الفني والمالي لتوسيع هذه التجارب الناجحة على مستوى المحافظة.
من جانبه، أكد رئيس لجنة مجلس محافظة عجلون المهندس معاوية عناب، أن المجلس خصص سبعين ألف دينار ضمن موازنة العام المقبل لدعم قطاع الزراعة بهدف تنفيذ مشروعات تخدم المزارعين وتسهم بإيجاد حلول مستدامة للتحديات المائية المتزايدة.
وأكد عناب، أهمية استثمار الهطول المطري خلال فصل الشتاء، خصوصا أن الطبيعة الجبلية لتضاريس محافظة عجلون والمتضمنة أودية تعلوها جبال مرتفعة تنساب منها كميات الأمطار في حالات الهطول وتجري في أودية منخفضة لا تمكن المزارعين من الاستفادة منها، الأمر الذي يتطلب زيادة مشاريع الحصاد المائي لاستثمار مياه الأمطار خلال الصيف.
التوسع بتجميع مياه الأمطار
بدوره، قال مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان، إن الحصاد المائي أصبح خيارا إستراتيجيا لرفع كفاءة استخدام المياه في الزراعة، مشيرا إلى أن مجموع الهطولات المطرية في المحافظة تجاوز مائة مليمتر حتى الآن، ما يعزز فرص التوسع في مشروعات تجميع مياه الأمطار خلال الفترة المقبلة.
وأضاف العدوان، أن المديرية نفذت خلال العام الحالي مئتين وعشرة آبار لحصاد المياه في مختلف مناطق المحافظة، وتواصل جهودها في توعية المزارعين بأهمية البرك الترابية والخزانات ودورها في توفير مصادر مائية داعمة للري.
وأكد أن طبيعة عجلون الجغرافية والمناخية توفر فرصة ذهبية لاستغلال مياه الأمطار عبر إنشاء برك وخزانات تجميع، الأمر الذي ينعكس إيجابا على إنتاجية المزارع ويقلل من الاعتماد على مصادر المياه المرتفعة التكلفة، مبينا أن تطبيق تقنيات الحصاد المائي بات ضرورة ملحة لمواجهة تحديات شح المياه ببعض المواسم وخلال أشهر الصيف، وأن هذه المشروعات تساعد المزارعين على تأمين احتياجات الري خلال فترات الجفاف.
كما أوضح العدوان، أن مشاريع الحصاد المائي التي تنفذها وزارة الزراعة جاءت على أشكال عديدة منها تقديم منح للمزارعين لإنشاء خزانات تجميع المياه والتي تكون ضمن المزارع ويستفيد منها العديد من المزارعين، مؤكدا أن الأمطار الأخيرة لها آثار إيجابية على المزروعات الشتوية والموسمية أو الحقلية والمراعي الطبيعية.
وأشار إلى أن أهمية الزراعات الشتوية تكمن في أنها تساهم في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير مصادر دخل للأسر وتحسين جودة التربة وتوفير غذاء صحي غني بالفيتامينات والمعادن، كما أنها تساعد في تحقيق الاستدامة الزراعية حيث تقلل من الاعتماد على الري المكلف وتحمي التربة من التآكل وتساهم في دعم المبادرات الاقتصادية التي تركز على المرأة والإنتاج المحلي.
دعم دخول الأسر الريفية
وأكد أن لها أهمية كبيرة في كونها تساهم في دعم دخول الأسر الريفية وتحديدا في الزراعات المنزلية، حيث إن تكاليفها منخفضة نسبيا وتعزز الأمن الغذائي وتساهم في تلبية الاحتياجات الغذائية من خلال إنتاج محاصيل متنوعة خلال فصل الشتاء مما يعزز الاكتفاء الذاتي للمجتمعات.
وبحسب العدوان، فإن الزراعات الشتوية تشكل محورا رئيسيا في مشاريع التمكين الاقتصادي للمرأة حيث تدعم الإنتاج المحلي بمنتجات صحية وصديقة للبيئة مع خفض تكاليف الري بحيث تساعد الأمطار الشتوية في تقليل الاعتماد على الري المكلف مما يخفف الأعباء المالية عن المزارعين.
وشدد كذلك، على أهميتها البيئية والزراعية بحيث تساهم في تحسين جودة التربة إذ تعمل جذور المحاصيل الشتوية على تثبيت التربة ومنع تآكلها كما تزيد من محتواها من المواد العضوية مما يعزز خصوبتها على المدى الطويل كما أنها مصدر غذاء صحي ومتنوع وغني بالفيتامينات والمعادن مثل الخضراوات الورقية والحبوب كما تساهم في استدامة النظم الزراعية من خلال الاستفادة من الظروف المناخية الشتوية المواتية والتي تتيح زراعة محاصيل تتحمل البرودة إضافة إلى كونها تعمل على توفير الأكسجين وتمتص ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأكسجين مما يساعد على تحسين جودة الهواء.

 عامر خطاطبة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة