تأهيل طريق وادي ابن حماد في الكرك.. كيف ينعكس على القطاعين الزراعي والسياحي؟

الكرك – يتطلع مواطنون ومزارعون في منطقة وادي ابن حماد ومختلف مناطق محافظة الكرك، إلى أن تشكل مجموعة المشاريع التي تنفذها وزارتا الأشغال العامة والسياحة، إضافة إلى مجلس المحافظة، وبقيمة تقديرية تصل إلى حوالي 2 مليون دينار، في إعادة تأهيل طريق وادي ابن حماد، الذي لطالما شكل محور مطالب السكان والمرتادين للوادي، فرصة لإعادة إنعاش قطاعي الزراعة والسياحة في المنطقة التي تعد إحدى أهم المواقع السياحية الطبيعية والزراعية أيضا.
ولسنوات طويلة، كانت طريق وادي ابن حماد عائقا أمام تطوير القطاع الزراعي بالمنطقة، رغم أن المنطقة تعد إحدى المناطق الزراعية المهمة بسبب وجود عيون المياه والبساتين لمختلف أنواع الأشجار والخضراوات والفواكه، ناهيك عن كونها إحدى أهم مناطق الاصطياف للحمامات المعدنية الحارة بالمنطقة، ووجود سياحة المغامرة والأماكن الأثرية والطبيعية.
وتمتد الطريق على مسافة 10 كم وسط مناطق وعرة ورديئة، مما جعلها تقف حائلا أمام ارتفاع أعداد الزوار والسياح والاستفادة من إمكانيات تلك المنطقة السياحية والزراعية.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني، أكد خلال زيارته للكرك العام الماضي، ضرورة وضع خطة للمحافظة على قلعة الكرك واستعادة الحياة في شوارع المدينة القديمة ومبانيها، لافتا إلى أن محافظة الكرك تضم العديد من مواقع السياحة البيئية وسياحة المغامرات، مثل وادي ابن حماد ووادي الموجب، الأمر الذي يتطلب من الحكومة التركيز عليها.
وفي شهر حزيران (يونيو) الماضي، قرر مجلس الوزراء الموافقة على إعادة تأهيل طريق وادي ابن حماد/ محافظة الكرك من خلال المخصصات المتوفرة ضمن موازنة مجلس المحافظة للعام الحالي.
وتعاني المنطقة من ترد في وضع الطريق الحالي بمسرب واحد، الذي يحد من قدوم الزوار والسائحين إلى المنطقة التي تعد من أهم المواقع السياحية الطبيعية في المملكة، بسبب وجود عيون المياه الحارة والينابيع العديدة فيها، وسط بساتين الخضراوات والفواكه والحمضيات.
استقطاب آلاف الزوار
يذكر أن المنطقة الممتدة على طول سيل وادي ابن حماد من قرية بتير إلى البحر الميت، تضم مناطق ومناظر طبيعية جميلة، تستقطب آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها، خصوصا للاستمتاع بالمياه المعدنية الحارة أو المناظر الطبيعية، إضافة إلى شلالات المياه والمواقع الجبلية.
ورغم أهميتها على خريطة السياحة الطبيعية، إلا أنه لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال طريق جبلية وحيدة وضيقة ووعرة تمتد على مدى أكثر من 10 كيلومترات، ولا تتسع لأكثر من مركبة واحدة في بعض مناطقها، كما أنها تسير بشكل متعرج وهناك خطر بسبب الحفر والمطبات في مواقع كثيرة.
وأكد المواطن سيف المعايطة من سكان وادي ابن حماد، “أن المنطقة تشهد مؤخرا، عمليات تأهيل وصيانة شاملة للطريق والمنطقة بشكل عام، وهو الأمر الذي يشكل إنهاء لحالة المعاناة التي كان السكان والمزارعون يواجهونها، إضافة مرتادي المنطقة من السياح”.
وبين “أن المنطقة تشهد حاليا استمرار ورشة شاملة لتحسين البنية التحتية لطريق وادي ابن حماد من أعلى الطريق بالقرب من بلدة بتير، وحتى أسفل الوادي عند مواقع عيون المياه الحارة”، مؤكدا “أن عمليات تأهيل واسعة ومهمة تجري الآن وسوف تساهم في تغيير معالم الطريق والمنطقة بشكل عام”.
وأشار إلى “أن توسعة الطريق وتحسينها، تؤدي إلى زيادة أعداد مرتادي الوادي وزيادة النشاط الزراعي بالمنطقة التي كانت تعاني من صعوبة الوصول إلى البساتين، خصوصا في فترة موسم الأمطار، حيث تغلق الطريق في مواقع مختلفة بسبب رداءتها، إضافة إلى الزيادة الكبيرة في أعداد السياح بعد تحسين الطريق المؤدية إلى الوادي”.
وبحسب الناشط في القطاع السياحي أحمد العويسات، فإن “أكبر أسباب تراجع الحركة السياحية في وادي ابن حماد وهو من مناطق السياحة الشتوية، صعوبة الطريق ووعورتها، وتحديدا في موسم الأمطار”، لافتا إلى “أن عمليات إعادة تأهيل الطريق والمنطقة بشكل عام سوف تؤدي إلى زيادة أعداد السياح، خصوصا السياحة الداخلية التي باتت تهتم بشكل كبير في سياحة الأودية والجبال والمغامرات، ناهيك عن سياحة المياه الحارة والاستفادة من خصائصها العلاجية وهي في وادي ابن حماد، من أهم المناطق العلاجية بالمملكة”.
توفير فرص عمل
وقال المزارع علي الجرادات من سكان بلدة دمنة “إن الطريق الحالية لوادي ابن حماد، ظلت على مدى سنوات عديدة، من دون أن يتم تجديدها أو توسعتها، في وقت تشهد فيه ازديادا بأعداد المستخدمين من الزوار للمنطقة بقصد السياحة أو أهالي وسكان المنطقة من المزارعين فيها”.
ولفت إلى أن المنطقة بحاجة إلى طريق حديثة لخدمة المنطقة، ولا سيما أن الطريق تصبح في فصل الشتاء خطيرة للغاية بسبب مياه الأمطار وتساقط الحجارة على الطريق، وإغلاق بعض الأجزاء في مناطق الأودية ومجاري المياه.
وبين الجرادات أن المزارعين والمواطنين يتطلعون إلى أن تشكل مشاريع تأهيل الطريق والمنطقة فرصة حقيقية لإنعاش المنطقة زراعيا وسياحيا، وتوفير فرص عمل للعديد من أبناء المنطقة.
من جهته، أكد الناطق الإعلامي لوزارة الأشغال العامة والإسكان عمر محارمة أن هناك مجموعة من المشاريع التي تهدف إلى إعادة تأهيل وتحسين طريق وادي ابن حماد، منذ بداية العام الحالي وتستمر خلال العام المقبل، وتشكل نقلة نوعية في بنية الطريق والخدمات المقدمة للمواطنين والمزارعين والسياح.
وأشار إلى أن هذه العطاءات الخاصة بإعادة تأهيل طريق وادي ابن حماد، تشمل ثلاثة عطاءات، أولها عطاء إعادة تأهيل طريق وادي ابن حماد، ويتضمن أعمال قطع حفريات غير مصنفة على جوانب الطريق وتوسعة الطريق القائمة، وإنشاء عبارات صندوقية وتقديم وتوريد وتركيب سلاسل جابيون، وتنفيذ أعمال حمايات وتبطين خنادق على الطريق الرئيسية باتجاه وادي ابن حماد.
كما أشار محارمة، إلى أن قيمة العطاء عند الإحالة نحو 297 ألف دينار والعطاء قيد التنفيذ بنسبة إنجاز بلغت 75 %، حيث جاء تمويل العطاء من خلال مشاريع مجلس المحافظة، كما يتم تنفيذ مشروع إعادة تأهيل طريق وادي ابن حماد – المرحلة الثانية، ويتضمن أعمال قطع وأعمال طبقات الرصف لجسم الطريق والوجه التأسيسي وطبقة الخلطة الإسفلتية وأعمال عبارات أنبوبية وأعمال جدران جابيون وأعمال حمايات الميول الجانبية وحواجز معدنية، في حين بلغت قيمة العطاء عند الإحالة نحو 500 ألف دينار، من خلال مشروع المبادرات الملكية.
أما بشأن المشروع الثالث، فأوضح محارمة أنه “مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق حمامات وادي ابن حماد، ويتضمن توسعة وتحسين طريق وادي ابن حماد – الحمامات بطول تقريبي 7.2 كم ويشمل أعمال القطع والحفريات وأعمال الطمم وأعمال العبارات الصندوقية وشبك الجابيون وأعمال تركيب العبارات الأنبوبية وأعمال الخرسانة والدبش، لجوانب الطريق وأعمال الربراب.
وأضاف أن قيمة العطاء للمشروع الثالث عند الإحالة بلغت ما يقارب 665 ألف دينار، وقد تم إنجاز العطاء خلال العام 2023، وجاء التمويل من خلال وزارة السياحة والآثار ووزارة الأشغال العامة والإسكان”. مؤكدا، أن هذه المشاريع تشمل أيضا مشروع ينفذ العام المقبل، من خلال مخصصات بقيمة 350 ألف دينار ضمن مشاريع مجلس المحافظة.

