رسالة تربوية : الصحبة … مفتاح النجاح أو طريق الضرر // الأستاذ عبد الحميد المومني

=
رسالة تربوية : الصحبة … مفتاح النجاح أو طريق الضرر
الأستاذ عبد الحميد المومني – مدير مدرسة سامتا الثانوية للبنينفي رحلة التربية والتعليم ، يتضح أن اختيار الصحبة ليس مجرد صدفة أو أمر عابر ، بل هو أحد أهم العوامل التي تشكل مستقبل الطالب وشخصيته ، فالصحبة الصالحة قادرة على رفع الطالب نحو النجاح والتميز ، بينما الصحبة السيئة قد تترك آثارًا طويلة المدى تعيق نموه وتضعف قيمه.
الصحبة الصالحة :
هي كنز لا يُقدّر بثمن ، تضيف إلى حياة الطالب قيمة حقيقية ، كما يحمل المسك عبيرًا طيبًا، لأصدقاء الصالحون يغرسون الأخلاق ، ويعززون القيم ، ويشجعون على التعلم والاجتهاد والصحبة الطيبة تصنع الشخصية المتوازنة ، وتزرع الثقة بالنفس ، وتمنح القدرة على مواجهة التحديات بثبات وعزم، إن وجود أصدقاء إيجابيين حول الطالب يعني فرصًا أكبر للنمو الفكري والروحي والسلوكي ، ويشكل دعمًا حقيقيًا للتميز في كل مجالات الحياة.
الصحبة السيئة :
هي خطر صامت يمكن أن يتسلل إلى حياة الطالب بدون أن يشعر ، ويترك آثارًا طويلة الأمد على سلوكه وأخلاقه ، كما يحرق النار كل ما يلامسها ، الأصدقاء السيئون قد يشجعون على الانحراف ، يضعفون القيم ، ويؤثرون على اتخاذ القرارات الصحيحة ، مما قد يؤدي إلى فقدان الفرص المهمة في الحياة وصعوبة تصحيح المسار لاحقًا.
الشراكة الواعية بين المدرسة والأسرة :
الأهل والمعلمون شركاء أساسيون في حماية الطالب وتوجيهه نحو الصحبة الصحيحة ، فالحوار المستمر والوعي المبكر ، والإرشاد الحكيم يشكلون شبكة أمان قوية تضمن نمو الطالب في بيئة صحية وسليمة.
التربية ليست مسؤولية المدرسة وحدها ، بل هي واجب مشترك بين البيت والمدرسة لضمان بناء شخصية متزنة ، قادرة على التمييز بين الخير والشر ، واتخاذ القرارات الصائبة في جميع المواقف.
وفي الختام :
عزيزي ولي الأمر ، الصحبة ليست مجرد أمر ثانوي أو صدفة عابرة ، بل هي مسؤولية كبرى ومفتاح رئيسي لمستقبل الطالب وحرصك على توجيهه ومراقبة صحبه ، والتعاون مع المدرسة اليوم يثمر غدًا شخصية قوية واعية متزنة، راسخة القيم ، قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة ، واتخاذ قرارات صائبة ، وبناء حياة ناجحة ومثمرة .

