رجالٌ من وطني… حين يصبح الحضور رسالة// الدكتور الاعلامي محمد عقاب الخصاونة

في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات وتضيع فيه البوصلة أحيانًا، يبقى للوطن رجالٌ يثبتون أن الهيبة لا تُصنع بالكلام، وأن التأثير الحقيقي يبدأ من الإيمان العميق بالناس. شخصيات لم تختَر الأضواء، بل اختارت أن تكون جزءًا من نبض الشارع، جزءًا من حياة الناس ومعاناتهم وآمالهم. ومن بين هذه الوجوه التي تفرض احترامها حضورًا وسلوكًا، يبرز اسمان بقي أثرهما حاضرًا في ذاكرة الكثيرين: النائب محمد جميل الظهراوي والدكتور متري شبلي الزريقات.

محمد جميل الظهراوي… صوتٌ يعرف الطريق إلى القلوب

ليس كل من يجلس تحت قبة البرلمان يستطيع أن يصل إلى الناس قبل أن يصل إلى الميكروفون. بعضهم يملك خطابًا، لكن قلة تملك حضورًا صادقًا. والظهراوي واحد من أولئك الذين فهموا أن العمل العام لا يُقاس بعدد الكلمات، بل بعمق الموقف وقرب الخطوة من الناس. هو نموذج لشخصية تتحرك بوضوح، صريحة لا تلتف، ومباشرة لا تتصنّع. ولذلك اكتسب احترامًا واسعًا يتجاوز حدود دائرة انتخابية ليصل إلى مساحة وطنٍ كامل.

الدكتور متري شبلي الزريقات… عالمٌ وناشط اجتماعي يحمل فكرًا واسعًا

وفي الضفة الأخرى من ميادين العطاء، يأتي الدكتور متري شبلي الزريقات ليقدّم صورة مختلفة للرجل الذي آمن بأن العلم يمكن أن يكون جسرًا بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان ووطنه. شخصية أكاديمية هادئة، لكن أثرها عميق. إلى جانب مسيرته العلمية، برز الزريقات ناشطًا اجتماعيًا وصاحب مبادرات إنسانية، يسعى لخدمة الجميع دون تمييز، وينطلق من رؤية تؤمن بأن التغيير يبدأ من المشاركة لا من الانتظار.

يمتلك فكرًا اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا يجعله حاضرًا في النقاشات العامة، قادرًا على تقديم رؤى تطويرية تنسجم مع طموحات الشباب. ورغم ما يحمل من مؤهلات وطاقة إيجابية، لم تُمنح له الفرصة الكاملة كما يجب، شأنه شأن كثير من الشباب الطموح في وطننا، لكنه يبقى نموذجًا قويًا لمن يؤمن بأن الفرص تُصنع بالصبر والإصرار والقدرة على التغيير.

ما يجمعهما… ليس المنصب بل الروح

قد يختلف الميدان بين نائبٍ يتحدّث باسم الناس ودكتورٍ يعلّم الناس، لكن ما يجمعهما أهم بكثير: الإخلاص فيما يفعلان. في وطنٍ يحتاج إلى النماذج لا إلى الشعارات، يقدّم الاثنان درسًا هادئًا مفاده:

أن قيمة الإنسان تُقاس بما يتركه خلفه من أثر، لا بما يعلّقه على كتفه من ألقاب.

ختامًا…

في عالمٍ يزدحم بالضجيج، تبقى الشخصيات التي تعمل بصمت وتظهر بثقة وتخدم بصدق، هي العلامات المضيئة في درب الوطن. والظهراوي والزريقات مثالان على هذا الحضور الذي يفرض الاحترام دون أن يطلبه… حضورٌ يشبه الشعلة التي لا تنطفئ، مهما اشتدّ الظلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة