مشعل: نزع السلاح مرفوض .. و 7 أكتوبر كشف وجه “إسرائيل” القبيح أمام العالم

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج، إن وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأصبح الإسرائيلي منبوذا ينتسب إلى كيان قاتل ارتكب إبادة جماعية في قطاع محاصر.

وأضاف مشعل في مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية، أن نزع سلاح المقاومة مرفوض؛ مؤكداً على أن الفلسطيني يعتبر سلاحه روحه، وذلك يعني أن المقاربة بنزع سلاح الفلسطيني يعني نزع روحه.

وتابع أن هناك من يريد أن يفرض رؤيته على المقاومة، مثل نزع السلاح، وهو أمر مرفوض في ثقافة الفلسطينيين.

وأشار مشعل في حديثه إلى إن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق استعادة لروحها على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت “مخبأة في الأدراج”، موضحاً أن القضية اكتسبت أيضا مساحات جديدة إلى جانب المقاومة، ودخلت على شرائح من جيل الشباب الأميركي والأوروبي.

وأكد أن قطاع غزة يدفع ثمنا باهظا اليوم في مسيرته نحو التحرر، مستدركا أن الذي “يجبر الفلسطينيين على المُر هو وجود الاحتلال على الأرض”.

فكرة التطبيع بعيدة:

وذكر أن فكرة التطبيع أصبحت أبعد مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، إلا إذا أراد البعض أن يلوي عنق الحقائق، أو أن يتجاهل ما أفرزته هذه الحرب الشرسة على غزة خلال عامين.

وشدد مشعل على أن الإدارة الأميركية تحاول عبر مبادراتها لوقف الحرب وإيجاد حلول، أن تقدم صورة في غزة من شكل استقرار ولو جزئي وانتهاء شلال الدم من أجل تسويق ذلك على الساحة الدولية، لإنقاذ سمعة “إسرائيل”، ومن أجل تطبيع بعض دول المنطقة مع الاحتلال.

الحرب انتهت لكن القتل لن يتوقف:

وبحسب مشعل، فإن الحرب بصورتها التي تمثل حرب إبادة شاملة التي رأيناها عبر عامين كاملين، لا شك أنها انتهت واستنفدت قدرة المجتمع الدولي على تحملها. مستدركا: “نأمل ألا تعود”.

وبيّن أن الحراك العربي والإسلامي يرفض التهجير واستمرار حرب الإبادة في غزة، لكن الجهد المبذول في الفترة الأخيرة من قادة 8 دول عربية وإسلامية خلال اجتماعهم مع ترامب وأركان إدارته، كان نوعا من الخطوة الختامية للوصول إلى إنهاء الحرب.

ولفت مشعل إلى أن “الحرب انتهت، لكن القتل لن يتوقف”.

وتنتهك “إسرائيل” كل القوانين الدولية في قطاع غزة، دون أن يكترث العالم بذلك، وفقا لمشعل الذي أكد أن المسؤولية الآن تتمثل في أن تطبب جراح غزة وتغاث، وأن يعود الشارع العربي والإسلامي إلى دوره الفاعل للضغط على العواصم الغربية و”إسرائيل” لاستكمال متطلبات المرحلة الأولى من وقف الحرب على غزة، للانتقال إلى المرحلة الثانية.

وأردف مشعل أنه منذ أكثر من شهرين تتعامل “حماس” والمقاومة الفلسطينية بمسؤولية ومرونة كافية لإيقاف الحرب على غزة، ولا تزال تتعامل بانضباط من أجل ألا تعود الحرب وأن يتنفس الناس الصعداء، وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية في غزة.

نزع السلاح يعني نزع الروح: 

وقال مشعل إن المقاومة تريد ضمانة لطرح فكرة ألا يستعرض بسلاحها في غزة (يتم تجميده)، بعيدا عن فكرة نزع السلاح، لأن نزع السلاح يعني نزع الروح، وألا يأتي أي تصعيد عسكري من غزة، مقابل وقف الحرب ووقف التصعيدات والانتهاكات “الإسرائيلية”، مستدركا أن “استراتيجية غزة هي التعافي والانشغال بنفسها”.

كما أوضح مشعل أن الفلسطيني يعتبر سلاحه روحه، وذلك يعني أن المقاربة بنزع سلاح الفلسطيني يعني نزع روحه.

وأضاف أن توافقاً جرى برعاية الإدارة المصرية على أن تسلم إدارة قطاع غزة لحكومة تكنوقراط، تلحق بهم قوات شرطة لحفظ الأمن، لصنع صورة مجتمع مدني حقيقي، لكن “إسرائيل” تعطل ذلك.

“مجلس السلام” محفوف بالمخاطر:

وأضاف أن فكرة “مجلس السلام” التي اقترحها ترامب، محفوفة بالمخاطر، لأن تحته مجلس تنفيذي يشكل الحكم الحقيقي في غزة، مؤكدا أن ذلك مرفوض بالنسبة للمقاومة، لأنه شكل من أشكال الوصاية ويذكر بالانتداب البريطاني.

وتابع مشعل، أن الحركة إلى جانب حركات المقاومة، يريدون أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني، وتعجيل إعادة إعمار غزة، إلى جانب بقاء وقف إطلاق النار وعدم عودة الحرب.

وشدد مشعل، على أنه يحسب للأردن ومصر موقفيهما أنه كان حاسما في رفض تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، وضم الضفة.

صمود الفلسطيني مصلحة عربية وإسلامية:

وأوضح أن هناك استباحة للضفة الغربية وإطلاق العنان للمستوطنين باعتداءاتهم، إلى جانب تضاعف البؤر الاستيطانية، مستدركا أن الضم الفعلي المتدرج بالأمر الواقع في الضفة الغربية لم يتوقف.

وأكد أي نجاح للمخططات “الإسرائيلية” يعني أن الخطر سيأتي على الامن العربي، لذلك صمود الفلسطيني مصلحة فلسطينية وعربية وإسلامية، لافتا إلى أن الموت البطيء للسلطة الفلسطينية لا يليق بها.

وشدد مشعل على أن الأمة العربية والإسلامية تستطيع تقديم عون حقيقي للضفة الغربية، لحفظ الشعب على أرضه، وحفظ الوطن الفلسطيني ومقدساته، وبالتالي حفظ الأمن العربي.

“حماس” لم تتموضع على محور بعينه:

وأردف: “كان الدعم الإيراني ولا زال مهما وقويا وأساسيا، كذلك تلقت (حماس) طوال مسيرتها مساعدة من كل الدول العربية والإسلامية وكانت منفتحة على الجميع. لم تكن (حماس) تتموضع طوال مسيرتها على محور بعينه، وهذه ثقافة الحركة”.

وتعتمد الحركة في مسيرتها على ذاتها بعد الله منذ نشأتها، ثم تلتحم بأمتها، بحسب مشعل.

وشدد على أن الحركة معنية في هذه المرحلة بتعزيز حضورها العربي والإسلامي، متمنيا ألا تنقسم الأمة إلى محاور كأنها “متصارعة”.

وعبر مشعل عن سعادة الحركة بما حققه الشعب السوري من حرية، مشددا على أنه من حق كل شعب عربي أن ينعم بالكرمة ولقمة العيش الكريمة، وأن الحركة لا تدخل في شؤون الدول.

ترجل القادة لن يضعفنا:

ويعد ترجل الشهداء طبيعيا في مسيرة حركات التحرير، وفقا لمشعل الذي أوضح أن 80 بالمئة من الصحابة استشهدوا في حروب الفتوحات.

وأكد مشعل، أن ترجل القادة والشهداء لن يُضعف حركات التحرر، ولن يكسر الشعوب، مبيّنا أن الحركة قادرة على التعويض والتعافي، ولا قلق من هذا الأمر على مستقبل الحركة.

وقال إن العمود الفقري للحركة هو مشروع المقاومة، ولا يمكنها أن تنقلب على ذلك، وهذه هي فلسفة الحركة.

وارتكبت قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 241 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال.

m;hbj

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة