هذا الواقع والحقيقة // الشاعر: عماد عبدالوهاب الزغول

=

أنا أَشهَدُ
أنّ كلَّ شاعرٍ
أكبرُ كذّوب،
لا بمسيلمةَ الكذّاب،
بمثله،
ولا لكذبِه حدٌّ من حدود.

يحكي عاليًا
ما لا يطول،
ويحكي عاليًا
ما لا تراه العيون،
من إحساسٍ وشعور،
ومن نظراتٍ وعيون.

والثِّقَلُ
إن مرَّ به
صار عليه ثقيلًا،
والبعيدُ بعيدٌ عنه
مهما ادّعى
أنّه قريب.

هذا الواقع،
والحقيقة.

من زمانٍ
ولليوم،
كلُّ شاعرٍ
يحكي عن المجنون فيها،
وقلبُه
صار رهينة،
ما أَلَمَّ بنا
جراءَ ما جرى
من أنين.

نفسي ألقى بشاعرٍ
قال لمرتو قصيدة،
لا يقولُ ما لا يفعل،
ولا يتيه،
ولا يمشي في الغرور،
بعيدَ كلِّ البعد،
فعلُه ليس غير ما يقول.

شيءٌ
لا يتخيّله عقل،
ولا يتصوّره بشر،
ولا أيُّ كائنٍ
فوق الوجود.

يشبعك القول،
ويغريك الوعود،
ثمّ يمشيكَ
خلف السحب،
خلف الضباب،
خلف الغيوم،
حتى تتعب من التناظر،
وتتعب الجفون.

أشتهي أسمع بشاعرٍ
تغنّى بمرتو،
قال قصيدًا،
أتحفها شعرًا جميلًا،
انهال مديحًا
من شوقٍ وحنين.

هام فيها
حتى الجنون،
أبكى القلوب،
أصبح جريحًا،
وأدمى الشجون.

ما سمعنا شاعرًا
صدح بموال،
تهتزّ له الروح،
وتطربه الظنون،
لا من قديم،
ولا جديد،
ولا من بعيد،
ولا قريب.

والشعراءُ
في ريبٍ ممّا ينطقون،
يقولون ما لا يفعلون،
تراهم في كل وادٍ يهيمون،
وأتباعُهم
لا يتبعون
إلّا الغاوين،
والغاوون.

أنا أَشهَدُ
أنّ كلَّ رجلٍ
عينُه زايغه،
والمرأةُ عنده
هي الحياة،
وهي الوجود،
زينت الكون جمالًا وورود،
يا لها من دور.

وهمُّه الشاغل
أن يكون أو لا يكون،
ذوقُه،
وعينُه الزايغه،
وهي الروح،
والخلود.

تخطّى مثنّى
وثلاثًا ورباعًا،
وتجاوز العادات والتقاليد،
وخرق المذاهب والحدود،
تخطّى الجاهليّةَ الأولى،
كسر الخطوط،
وقيّد القيود.

وأعترفُ
بصراحةٍ موجعة:
كلُّنا نُتقن الكذب،
نملك فنًّا وفنون،
نؤدّي الأدوار ببراعة،
نُجيد التمثيل،
نلبس وجه الإنسان،
ونُخفي
شيطانًا صغير.

أعترف:
كلُّنا صرنا
نلفّ وندور،
من نفاقٍ
وكلامٍ معسول،
والحقيقة مريرة…
ارحموا تُرحمون.

يا من تقرؤون،
يا من تحبّون،
التمسوا لي عذرًا
إن خانني القول،
أو أثقلتُ عليكم
بما لا يُحتمل. وان بدا مني خطأ عفوي فذاك بعض ما نعانيه من امور

وإن كنتم تعذرون،
فشكرًا لإصغائكم،
والشكرُ الميمون.

أستبيحكم عذرًا،
وهذا
آخرُ
ما أقدرُ
أن أقول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة