وترجل الفارس أبو عبيدة


يسرى ابو عنيز

=

كتبت: يسرى ابو عنيز

رحل جسدك ..ولم ترحل الفكرة

غاب جسدك عن الشاشات..ولكن صوتك لم يغب..

رحلت ولكن قضيتك التي هي قضيتنا لم ترحل..

لقنت العدو الدرس تلو الآخر

أرعبتهم..

روّعتهم بكلماتك الصادقة

أقلقت راحتهم بصوتك الجهوري

صوت الحق والحقيقة..

كانت كلماتك التي تخرج من صلب الوجع والمعاناة لأهلنا في غزة أقوى من كل أسلحتهم التي فتكت بكل شيء في القطاع ولم تترك شيئاً على حاله.

أوجعتهم بكلماتك التي لم تكن تملك سواها كما أوجعونا بجبروتهم  وطغيانهم في قتل ودمار أهل غزة.

كنت القدوة للصغار قبل الكبار..

للطفل قبل الشيخ

للمرأة والرجل

لكل صاحب قضية

ولكل ضمير حي

لكل عربي ومسلم حر

ولكل أعجمي يمتلك الوجدان

ولكل من يعرف معنى الحرية وحق التمسك بالأرض والدفاع عن الأوطان.

كنت نبراساً يضيء دروب الملايين .

وقنديل حق في  زمن العتمة

ومصدراً لكل أخبارنا

بل كنت مجموعة إعلامية حرة بكل طواقمها  سلاحك المصداقية والشفافية والموضوعية..

كنا ننتظرك كل يوم..وعندما نعلم بأن هناك خطاب لك بكل جوارحنا..نتمسمر أمام الشاشات

لنعرف المزيد رغم متابعتنا لما يجري في غزة ..ولكنك كنت المصدر الموثوق بالنسبة للعالم..

كنت الشوكة في حلق العدو

والجبل الذي لا يهزه أي ريح..

تتحدث بكل قوة وجرأة وصمود

تمدنا بالقوة ..فترفع المعنويات طيلة الحرب الشرسة على قطاع غزة التي استمرت لمدة عامين..

كنت تنقل لنا الخبر بدقة وتفاصيل..فأصبحت اليوم أنت الخبر..

لم يكن لثامك خوفاً.. ولا جُبناً بل هو هوية لك عرفناها..وعنوان العز والشجاعة أيها الملثم البطل.

فلثامك الطاهر لطالما أرعب العدو وكأنه سلاح فتاك في وجه آلة الحرب الصهيونية التي استخدمت كل أنواع الأسلحة المُحرمة لتفتك بشعب أعزل ،ولم ترحم منه أحد حتى أكلت الأخضر واليابس في قطاع غزة..

وها أنت اليوم تترجل فارساً  قوياً وشجاعاً لا يعرف بالحق لومة لائم..

رحمك الله يا شهيد وفقيد الكلمة الحرة  والصادقة  ..ورحمك الله برحمته الواسعة حذيفة الكحلوت ..أبو عبيدة.. وإلى جنات الخلد والنعيم مع الشهداء والصديقين..

وعظم الله أجر الأمة فيك..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.