رئيس جامعة عجلون الوطنية يكتب : جنود الظل في الجامعات… من التحدي إلى القيادة

=

بقلم: الأستاذ الدكتور فراس الهناندة – رئيس جامعة عجلون الوطنية

في كل جامعة… هناك من تراهم على المنصة، يلقون المحاضرات، يوقّعون القرارات، يشاركون في المؤتمرات، ويتصدرون الصفحات الأولى.
لكن، خلف هذه الصورة، هناك رجال ونساء يعملون بصمت، ويفعلون الكثير دون أن يُشار إليهم بالبنان، ودون أن تُنقل أخبارهم على العناوين.
إنهم جنود الظل… عماد الجامعات، وسندها الخفي في كل يوم.

نعم، نحن نتحدث عن الكادر الإداري والفني والتقني والخدمي… عن أولئك الذين يأتون قبل أن تصل، ويغادرون بعد أن ترحل، ولا يعرفون إلا لغة العطاء.
من يُهيّئون القاعات، ويشغّلون المختبرات، ويضمنون أن تنبض الجامعة بالحياة كل صباح.

أولئك الذين إن تعطلت منظومة، أصلحوها، وإن غابت وثيقة، وجدوها، وإن ارتبك النظام، أعادوه لحضنه الآمن.

قد لا يُنسب إليهم مشروع، ولا تُخصّص لهم كلمات الثناء في الاحتفالات، لكنهم العمود الفقري الذي تستقيم به كل مؤسسة تعليمية.

في جامعة عجلون الوطنية، لا نرى الإدارة مجرد ملفات ومعاملات، بل نراها قلبًا نابضًا بالعلاقات، وروحًا تُدير المشهد بحكمة خلف الستار.

نُدرك أن التغيير لا يصنعه الرئيس وحده، ولا العميد وحده ولا المدير وحده، بل يصنعه فريقٌ متماسك، متكامل، يؤمن بأن القيادة ليست موقعًا، بل عقلية، وأن التضحية ليست شعارًا، بل سلوكًا يوميًا.

وقد علّمتنا التجربة، أن التحديات لا ترهب من اعتاد حمل المسؤولية بصمت. بل على العكس… هي من تصنع أبطال الظل، وتُخرج من بين الملفات والكوابيس اليومية، صُنّاع حلول، وقادة ميدان، لا تُرهبهم الصعاب.

أيها الزملاء والزميلات،
لكم منّا تحية بحجم تعبكم، واعتراف بفضلكم، وإجلال لمواقفكم.
أنتم من حوّل التحدي إلى استقرار، والإرباك إلى انضباط، والضيق إلى إنجاز.
ومن رحم الصمت… خرجت قدرتكم على قيادة التفاصيل اليومية بإتقان، وبلا ضجيج.

فبوركت أياديكم، وصبركم، وضميركم الحي، ولتعلموا أن إدارة الجامعة تراقب كل جهد، وتثمّن كل مبادرة، وتعلم أن من يصنع النجاح هم أولئك الذين لا يطلبون التصفيق، بل يكتفون بأن يروا المكان يمضي بخير.

في جامعة عجلون الوطنية… نحن لا نبحث عن أبطال الواجهة فقط، بل نرفع قبعتنا لكل بطل يعمل من قلبه، حتى لو لم يعرفه أحد.
فهؤلاء هم قادة التفاصيل الصغيرة… الذين يصنعون الفارق الحقيقي.
ولولاهم، لما كان في الجامعة استقرار، ولا انتظام، ولا معنى للعمل الجماعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة