بلديات الأغوار.. موازنات منهكة وبنى تحتية متهالكة

الأغوار – تواجه المجالس البلدية الجديدة في الاغوار تحديات كبيرة في تنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية للنهوض بواقع مترد وموازنات مفلسة، في وقت تعاني غالبية المناطق من تهالك البنية التحتية.
ويعد عدم صرف كامل المخصصات لعامي 2020 و2021 وارتفاع حجم الرواتب وازدياد الطلب على الخدمات، عائقا امام المجالس البلدية للقيام بالمهام المنوطة بها سواء على مستوى تردي اوضاع الطرق والنظافة وغياب المشاريع التنموية.
ويؤكد رئيس بلدية الشونة الوسطى احمد العدوان ان موازنة العامين الماضيين والتي تزامنت مع جائحة كورونا خلت من اي مشاريع خدمية او استثمارية، الأمر الذي تسبب بتهالك البنية التحتية من طرق وتراجع مستوى النظافة في كافة مناطق البلدية، لافتا الى ان موزانة العام الحالي ليست بأفضل حالا من سابقاتها.
ويوضح ان رواتب الموظفين تشكل ما نسبته 58 % من اجمالي الموازنة، في حين ان صيانة الآليات والمباني تشكل عبئا كبيرا على صندوق البلدية، اذ إن معظم الآليات التي تملكها البلدية قديمة جدا وصيانتها تحتاج الى مبالغ كبيرة.
ويضيف انه يوجد على البلدية ما يزيد على 600 الف دينار كديون متراكمة لشركة الكهرباء بدل استهلاك انارة، لافتا الى انه وفي ظل استمرار تحفظ الحكومة على اجزاء من مخصصات البلديات للعامين الماضيين فإن البلديات ستجد نفسها شبه عاجزة عن القيام بالمهام المنوطة بها وخاصة فيما يتعلق بحياة المواطن اليومية كصيانة الطرق والفتح والتعبيد وادامة اعمال النظافة.
ويشير العدوان الى ان المجلس البلدي يحاول العمل ما امكن لتقديم افضل الخدمات للمواطنين ضمن الامكانات المتاحة، على امل ان يتم الافراج عن بقية المخصصات لتمكينه من مواصلة العمل ضمن خطط وبرامج، مبينا انه تم رصد حوالي 300 الف دينار لفتح وتعبيد الشوارع وصيانة الطرق بالخلطات الاسفلتية للمواقع الاكثر تضررا والتي تحتاج الى صيانة عاجلة و60 الف دينار لصيانة المقابر وانشاء الجدران الاستنادية.
ويرى مواطنون أن المجالس البلدية يقع على عاتقها النهوض بالواقع الخدمي المتردي، مشددين على ضرورة العمل على تحسين واقع البنية التحتية كأولوية لأعمال المجلس ومن ثم الالتفات الى الجانب التنموي في المنطقة التي تعد من المناطق الاشد فقرا في المملكة.
ويوضح رئيس بلدية سويمة عيسى الجعارات ان تراجع الخدمات يعد اهم الملفات التي تواجه المجلس البلدية الجديد خاصة فيما يتعلق بالنظافة وتردي اوضاع الطرق والانارة، لافتا الى ان منطقة سويمة ورغم انها تتميز بخصوصية سياحية، الا ان هذه الميزة لم تشفع لها في مواجهة التحديات التي يعاني منها المواطنون في ظل غياب الايرادات وتنصل هيئة المناطق التنموية من رفد صندوق البلدية بالمخصصات المتفق عليها منذ سنوات.
ويبين ان مخصصات البلدية محدودة جدا، اذ ان تراخيص المنشآت السياحية في المنطقة تؤول الى المناطق التنموية ولا تستفيد منها البلدية التي يقع على عاتقها جهد كبير في المحافظة على نظافة المنطقة وادامة الخدمات فيها، لافتا الى ان المجلس البلدي يواجه تحديا حقيقيا في تنفيذ أي مشاريع خدمية وتنموية في المنطقة.
ويقول رئيس بلدية ديرعلا مصطفى الشطي ان تراكم الديون يحول دون القيام بتنفيذ اي مشاريع خدمية او تنموية في المنطقة، لافتا الى ان المجلس البلدي سيأخذ على عاتقه إيجاد خطط لتنفيذ مشاريع تنموية تضمن توفير مصادر الدخل للبلديات، وتقلل من الكلف كمشروع الطاقة البديلة.
ويضيف ان المجلس البلدي يضع اهتمامات المواطن في اعلى سلم الأولويات للمرحلة المقبلة من خلال تحسين واقع الخدمات المقدمة لهم، موضحا ان المشكلة التي تواجه البلدية منذ عقود هو تداخل الصلاحيات مع سلطة وادي الأردن ووزارة الاشغال العامة والتي خلقت العديد من الاشكالات لدى المواطن.
ويشير الى ان البلدية تواجه تحديات كبيرة، بسبب تردي اوضاعها المالية نتيجة ضعف الايرادات المالية والدعم المقدم من الجهات الرسمية وارتفاع المصاريف وخاصة رواتب الموظفين في الموازنة السنوية والتي تشكل ما يزيد على 50 %، خاصة وان البلدية شرعت بمشروع المبنى البلدي الذي تزيد تكلفته على مليون دينار.
ويشدد الشطي على ضرورة قيام الحكومة بصرف مستحقات البلدية لتمكينها من تنفيذ الخطط والبرامج والنهوض بالواقع الخدمي والتنموي في كافة مناطقها، لافتا الى ان مناطق الاغوار بأمس الحاجة الى تنفيذ مشاريع تنموية لخفض معدلات البطالة ونسب الفقر.

حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة