الاحتلال يجمد إجراءاته في حي الشيخ جراح

أرغمت الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية وصمود اهالي القدس والشيخ جراح الاحتلال على التراجع عن عقد جلسة للمحكمة كانت مقررة اليوم، لطرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح، وارجائها الى موعد جديد يحدد خلال ثلاثين يوما.
وادت التظاهرات إلى سقوط أكثر من 300 جريح في الأيام الأخيرة.
وقالت المحكمة العليا الاسرائيلية في بيان “في ظل السياق الحالي وبناء على طلب النائب العام ألغيت الجلسة التي كان من المقرر عقدها “الاثنين(اليوم) موضحة أن موعدا جديدا سيعلن “في الأيام الثلاثين المقبلة”.
وكانت المحكمة المركزية في القدس قد قضت بإخلاء عدد من العقارات الفلسطينية في الحي الذي أقامه الأردن لإيواء الفلسطينيين الذين هجروا في العام 1948 ولديهم عقود إيجار تثبت ذلك.
لكن قرار المحكمة يعني “تجميد” قرار الإخلاء إلى حين تحديد جلسة جديدة.
ويشهد الحي منذ أكثر من أسبوعين مواجهات حول قضية ملكية الأرض التي بنيت عليها منازل تعيش فيها أربع عائلات فلسطينية، تطالبها جمعية استيطانية بإخلائها.
ويستولي مستوطنون يهود بدعم من المحاكم على منازل في الشيخ جراح بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرت في حرب العام 1948 عند قيام دولة إسرائيل. لكن اسرائيل لا تعيد بالمقابل أملاكا وبيوتا لفلسطينيين فقدوها ويسكنها يهود.
فمساء الجمعة أصيب أكثر من 220 شخصا غالبيتهم من الفلسطينيين في مواجهات مع عناصر من الشرطة الإسرائيلية في باحة الحرم القدسي في أعنف الاشتباكات في القدس منذ العام 2017.
ومساء السبت تجددت المواجهات في القدس الشرقية في منطق باب العامود وبال الزهراء وحي الشيخ جراح ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن مائة جريح في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة 17 شرطيا و توقيف تسعة أشخاص. وأصيب 29 قاصرا فلسطينيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي حي الشيخ جراح رشق فلسطينيون بالحجارة قوات الأمن الإسرائيلية التي ردت باطلاق الرصاص المطاط والقنابل الصوتية.
وحل هدوء نسبي امس في باحة المسجد الأقصى لكن التوتر كان ملموسا في القدس القديمة إذ عادة ما تحصل المواجهات عصرا ومساء بعد الافطار.
ودعت الولايات المتحدة حليف الدول العبرية الأول “المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك لوضع حد للعنف” معربة عن قلقها حيال “احتمال طرد” عائلات فلسطينية.
واعربت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان وهي أربع دول عربية طبعت علاقاتها مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن “قلقها العميق” داعية إسرائيل إلى التهدئة. وكذلك فعلت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط (الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي) التي دعت إسرائيل “إلى ضبط النفس”.
ودعا البابا فرنسيس امس إلى إنهاء المواجهات في مدينة القدس قائلا “أصلّي لكي تكون (القدس) مكان لقاء لا مكان اشتباكات عنيفة، مكاناً للصلاة والسلام”.
من جانبها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة من أن “المقاومة مستعدة للدفاع عن الأقصى بأي ثمن”.
وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة” عما يجري في مدينة القدس عموماً والمسجد الأقصى خصوصاً.
وفي غزة، رد الجيش الإسرائيلي على إطلاق صاروخ من القطاع بقصف ما وصفه بأنه “هدف عسكري” في جنوب القطاع. كذلك أطلق الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين الفلسطينيين قرب السياج الحدودي شرق القطاع حيث أشعل المتظاهرون إطارات سيارات وأطلقوا بالونات حارقة نحو الجانب الآخر.
مسيرات العودة دعما للقدس
أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، يوم امس، عن سلسلة من الفعاليات الميدانية إسناداً وانتصاراً لأهلنا في مدينة القدس المحتلة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة بمقر الجبهة الشعبية وسط مدينة غزة، بحضور ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية وأعضاء من هيئة العودة.
وقال منسق الهيئة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن هذه الفعاليات ستأتي وفق برنامج وطني متواصل سيتم الإعلان عنه من الهيئة.
ووجه البطش التحية لـ”الشباب الثائر الذين يواصلون فعاليات الإرباك الليلي رداً على ما يحدث من انتهاكات إسرائيلية في القدس”.
ودعا جماهير شعبنا كافة لـ”أوسع مشاركة في إسناد أهلنا في مدينة القدس من خلال تعظيم الاشتباك في كافة المحاور ونقاط التماس في الضفة الباسلة والتي تصل إلى 51 نقطة اشتباك مع الاحتلال”.
وأضاف “تأكيداً على وحدة المعركة والشعب في مواجهة العدوان الصهيوني، فالمواجهة الشاملة والمقاومة الباسلة هي الكفيلة بلجم إجراءات الاحتلال والتصدي لها لإفشال مخطط التهجير وطمس الهوية وتزييف التاريخ”.
وحثّ البطش المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية على التحرك الجدي للجم الإرهاب الإسرائيلي ولاسيما ما يجري في مدينة القدس والاستباحة المتواصلة للمقدسات.
وطالب جماهير أمتنا العربية والإسلامية بـ”استنهاض الهمم والتحرك العاجل للانتصار لقضية فلسطين والقدس، من خلال فعاليات ميدانية متواصلة وضاغطة في الشوارع والعواصم العربية”.
وشدد البطش على أن “استهداف القدس هو بمثابة استهداف لقلب الأمة وثوابتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.
ودعا إلى الإسراع في تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، لإدامة الاشتباك مع الاحتلال، وتحويل الهبة إلى انتفاضة شعبية شاملة وعارمة.
وطالب الجاليات الفلسطينية والعربية وكل أحرار العالم بالاحتجاج أمام سفارات الاحتلال في مختلف العالم، نصرةً لشعبنا في القدس.
وأكد رفض الهيئة وإدانتها لما ورُد في بيان اللجنة الرباعية الدولية والذي أسس لتقسيم الحرم القدسي، “وشرع لقطعان المستوطنين تدنيس واستباحة المسجد الأقصى والذي يعتبر خروجاً عن قرارات الأمم المتحدة التي اعترفت بالقدس عاصمةً لشعبنا الفلسطيني”.
وأكد البطش أن “القدس كانت وما زالت وستظل عاصمة دولة فلسطين الأبدية، ورمز عروبتنا وهويتنا الفلسطينية والعربية والإسلامية وقبلة كل الأحرار في العالم”.
وشدد على أن القدس ليست وحدها، “وسندافع عنها بدمنا ولحمنا حتى دحر الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا”.
وبدأت مساء اول من أمس، أعمال الإرباك الليلي، في عدة مناطق قرب السياج الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المحتلة العام 1948.
وتوافد عشرات الشبان إلى مخيمات العودة شرقي القطاع، وبدأوا في إشعال الإطارات المطاطية قرب السياج الحدودي، وأطلقوا عشرات قنابل الصوت والزجاجات الحارقة، وسط هتافات تدعم القدس وأهالي الشيخ جراح والمسجد الأقصى.
وأصيب خلال تلك الفعاليات العشرات بحالات اختناق جراء إطلاق جنود الاحتلال المتمركزين شرق محافظات القطاع قنابل الغاز باتجاه الشبان.
كما تنظم تظاهرات في الضفة الغربية المحتلة حيث أعلن الجيش نشر تعزيزات إضافية.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة