محطة تلفريك عجلون تفتح طريقًا للسياحة الخضراء
– بفضل وجود عربات التلفريك أو ما يُعرف بـ “القاطرات المعلقة”، إلى جانب توافر الطعام التقليدي والهواء الجبلي النقي، يتطلع صانعو القرار وسكان مدينة عجلون في شمال الأردن إلى تعزيز إشهار منطقتهم باعتبارها وجهة رئيسية للسياحة الخضراء في البلاد. ويهدفون إلى تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال زيادة عدد الزوار إلى محطة التلفريك الجديدة في جبال عجلون، ما يعزز الإيرادات المالية المحلية.
ومع ذلك، تواجه جبال عجلون تحديات خاصة نتيجة لتغير المناخ، مثل الانهيارات الأرضية والحرائق التي يمكن أن تحدث بسبب ارتفاع درجات الحرارة. والسؤال المهم هل سيكون مشروع التلفريك الجديد متوافقًا مع المحيط الطبيعي وفعّالًا اقتصاديًا في نفس الوقت؟
التلفريك والسياحة البيئية
تعتبر الحكومة الأردنية مشروع محطة التلفريك في عجلون خطوة جديدة نحو السياحة المستدامة، حيث تطمح الحكومة إلى أن تكون هذه المحطة “وجهة سياحية شاملة في البلاد في وقت قياسي”.
تشير دراسات سياحية أولية في الأردن إلى احتمالية زيادة عدد زوار السياحة البيئية في منطقة جبال عجلون خلال السنوات الخمس القادمة، نتيجة للمشاريع التنموية المستدامة مثل محطة التلفريك.
يتضح بشكل واضح الاهتمام الكبير بالسياحة البيئية في الأردن، نتيجة للضغوط المتزايدة للحفاظ على البيئة الطبيعية وتنميتها. تم إنشاء أول محيط بيئي في الأردن عام 1993 في محمية ضانا الطبيعية جنوب البلاد.
تدير الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن حاليًا عشر محميات طبيعية، بما في ذلك محمية عجلون التي يمر منطقة مشروع محطة التلفريك بها بشكل غير مباشر.
ويُذكر أن الأردن كان من الدول التي رحبت بإعلان السنة الدولية للسياحة البيئية في عام 2002، بهدف مناقشة ممارسات السياحة البيئية وتطويرها لتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية وحماية البيئة.
يقول المدير العام للمناطق التنموية في الأردن أن التلفريك هو مبادرة سياحية تنموية تهدف إلى تعزيز وتشجيع المشاريع السياحية المتكاملة في محافظة عجلون“.
ويضيف أن الهدف من هذا المشروع هو تطوير مشاريع سياحية بيئية تحافظ على البيئة الطبيعية وتعزز مواطنها الفريدة في غابات عجلون، مع الالتزام بأفضل المعايير العالمية في هذا المجال.
النقل الأخضر
تشجع السلطات المحلية في الأردن السكان والسياح على ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات خلال زيارتهم لجبال عجلون، وتتطلع إلى جعل الدراجات الكهربائية والتلفريك جزءًا من الحل البيئي والاقتصادي المستدام في المنطقة.
تحظى عربات التلفريك بشعبية كبيرة بين السياح والسكان في مدينة عجلون، وتُعتبر صديقة للبيئة، حيث لا تحتوي العربات نفسها على محركات وتُرفع بواسطة رافعة كهربائية.
يقول رئيس اتحاد الجمعيات البيئية في الأردن، عمر الشوشان: “مشروع التلفريك هو مشروع بيئي منخفض الانبعاثات ومبني على خدمات النظم البيئية، حيث تُعتبر غابات عجلون الميزة الرئيسية للسياحة البيئية”.
ويُضيف الشوشان أن مسار التلفريك يتوافق مع شروط قانون حماية البيئة رقم 6 لعام 2017، ولا يؤثر على الحياة البرية في المحمية الطبيعية، وتمت دراسات لتجنب أي ضرر بيئي محتمل.
ويعتقد بعض الخبراء في البيئة في الأردن أن مسار التلفريك لا يمر بالمحمية الطبيعية مباشرة، مما يقلل من النشاط البشري ويُتيح للسياح الاستمتاع بالمناظر الطبيعية دون تلويث الغابات بالنفايات البلاستيكية نتيجة “التنزه العشوائي”.
ويشير بعض الخبراء إلى أن مشروع تلفريك عجلون يُعزز أهمية الغابات كمصدر للدخل الاقتصادي وفرص العمل، وهو عامل حماية مجتمعية للغابات. كما يساهم المشروع بشكل غير مباشر في حماية الغابات من خلال الحفاظ على النسق الطبيعي، وزيادة عدد السياح للاستمتاع بجمالية المنطقة.
ساعات عمل تلفريك عجلون في شهر رمضان المبارك 2024
أكدت المجموعة الأردنية للمناطق الحرّة والمناطق التنموية بأنه سيتم توقف استقبال الزوّار في تلفريك عجلون خلال التسع أيام الأولى من شهر رمضان المبارك.
وعزت المجموعة، في بيان لها؛ أن سبب التوقف يعود لإنجاز اعمال الصيانة الدورية المجدولة، مشيرةً إلى أن التلفريك سيستأنف استقبال الزوّار في العاشر من رمضان وحتى نهاية الشهر الفضيل يومياً من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الرابعة والنصف مساءً عدا يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
*-طقس- -العرب
التعليقات مغلقة.