خربانة/ د.فخري بني نصر

خربانة مصطلح  يطلقه المتشائمون في هذه الحياه  , وهو منتشر بشكل واسع بين الناس, وخاصة بين الشباب الجامعيين المقبلين على الحياه ويلبسون القبعةالسوداء المزركشة بالوان قوس قزح .

تساءل الطالب سواء في المدرسة او الجامعة عن الوضع الدراسي والتعليمي ,فيقول انها خربانة , لا يوجد تعليم , التعليم منهار , لم يبقى تعليم في المدارس ولا الجامعات , الطلاب لا يجدون القراءة ولا المهارات الحياتية , اذا كان الامر كذلك فكيف تخرج الألاف من الاطباء والمهندسين والمعلمين والخبراء  واصحاب الشركات من الجامعات  ؟

تساءل  البائع والمشتري والتاجر كيف الوضع الاقتصادي والمادي وعمليات البيع والشراء في الاسواق , فيقول انها خربانة,لا يوجد حركة ,ولا يوجد بيع وشراء  في الاسواق انها مجرد تسليكه .

تساءل المواطن العادي عن الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في البلد ,فيقول خربانة البلد واقعه , البلد واقفه على كف عفريت , البلد بدها تنهار, وهذا حديث قديم جديد وسيبقى الى الابد وفي كل مكان .

تساءل الزوج او الزوجة عن البيت والأسرة ,فبقول خربانة انا جالس من اجل الاولاد فقط , وهم ينجبون كل سنة مولود ما شاء الله .

تساءل الموظف عن الوضع الوظيفي, فيشكو لك من قلة الراتب ومن تعنت وتجبر المدير واصحاب الشركات والعبء الوظيفي وهو جالس على وسائل التواصل الاجتماعي واللعب الالكتروني خلال الدوام الرسمي .

هؤلاء هم اشخاص متشائمون سلبيون , ناكرون  للجميل والنعم التي انعمها الله سبحانه وتعالى عليهم من مال واولاد وصحة  ووظيفه , يلبسون دائما قبعة سوداء يميلون الى رؤية الأمور بشكل سلبي ويتوقعون الأسوأ في العديد من المواقف والتجارب .

يُعرف التشاؤم بالإنجليزية  ( Pessimist) وهو موقف الشخص السلبي تجاه الأمور والأحداث اليومية التي يمر بها، ويعتبر الشخص المتشائم إنسانًا سلبيًا ناكرا للمعروف والنعم , على عكس الشخص المتفائل الذي يرى الناحية الإيجابية لكل أمر يمر فيه بحياته ومن مميزاتهم :

  • يهتمون ويميلون لصياغة توقعات سلبية بشأن المستقبل ونتائج الأحداث، ويروجون للشك والشبهات بشأن النتائج الإيجابية المحتملة.
  • يعانون من مستويات عالية من النفسية والقلق والتوتر، حيث يتوقع دائمًا السيناريو الأسوأ ويشعرون بعدم الأمان .
  • يفتقدون الثقة في نفسهم وفي الآخرين، ويشعرون بالشك والريبة في قدرة الأفراد والمجتمع على تحقيق النجاح والتقدم.
  • يميلون الى الانطوائية والانسحاب والانطواء على النفس، حيث يفضل الابتعاد عن المواقف الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
  • يمارسون الانتقاد الشديد للنفس وللآخرين، ويتجهون نحو رؤية العيوب والأخطاء بشكل مبالغ فيه.
  • يشعرون بالعجز والاستسلام أمام الصعوبات والتحديات، ويعتبرونها دليلًا على فشلهم الحتمي.
  • يشعرون بالصدمة من النتائج الإيجابية عندما يرون  أن الأمور اتجهت نحو الجانب الإيجابي , يغضبون من الأشخاص المتفائلين والذين ينظرون للجوانب المشرقة في الحياة.
  • يرون الشخص المتفائل على أنه ساذج  وغبي ويحتاج لأن يعيد النظر إلى جوانب حياته شتّى.
  • يحولون المواقف الإيجابية  الى امور سلبية ، فعندما يحصلون على الأشياء التي يريدونها  يحوّلون مشاعر الفرح إلى خوف من القادم، فمثلا  فإذا تم ترقيتهم  في العمل سيفضّلون التفكير بالفشل من المرحلة القادمة بدلًا من الاحتفال.
  • الظن السيئ بالآخرين  فهم يتوقعون دومًا أن الآخرينيفكّرون في عيوبهم وأخطائهم دومًا، فهو لا يحكم على نفسه بقسوة فقط بل يحكم على الآخرين أيضًا، فهو يتوقعون أن الجميع يرونه إنسانًا ناقصًا وأقل شأنًا منهم، ويفتقد للثقة بالنفس وقوة الشخصية.
  • قال تعالى في سورة الحشر ايه 2 :(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) , مع ان هذه الآية نزلت في يهود بني النضير عندما اخرجهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة بعد كفرو بالرسالة السماوية , الا اني اقول هؤلاء الاشخاص المتشائمون يخربون بيوتهم بأيدهم من خلال الحقد والحسد والتشاؤم

 

2 تعليقات

  1. غير معروف يقول

    كن باسما رغم الجراح مداويا … و لا عابسا طول الزّمان مكشّرا
    فالنّاس تفرح إن رأت ذا بسمة … متفائلا و بقوله مستبشرا
    و كذا تُغَمُّ إذا رأت ذا كشرة … متشائما و بقوله متطيّرا

  2. وليد طشطوش يقول

    كلام في صميم نعم ولكن تغير الحياة وقصوت لعيش هذا هو دافع تشائم عند أكثير ناس

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة