أجواء كأس العالم والانتخابات الإسرائيلية والقمة العربية


الدكتور رشيد عبّاس

بقلم / الأستاذ الدكتور: رشيد عبّاس

في إطار الأوضاع الاقتصادية المتردية لم يعد المواطن العربي على امتداد خارطة الوطن العربي لم يعد يأبه بما تتناقله الأخبار من حوله من الأحداث الجارية ككأس العالم والانتخابات الإسرائيلية والقمة العربية, وقد تحولت مثل هذه الأخبار لديه إلى عناوين سريعة دون الدخول في تفاصيلها كما كانت سابقاً, ويبدو أن هذا التحول السريع مبني على النتائج المرتبطة بكل منهما.

نتيجة كأس العالم في ضوء الأوضاع الاقتصادية المتردية للمواطن العربي اليوم لن  تقدم أو تأخر شيء في تأمين قوت أولاده اليومي, وكذلك نتائج الانتخابات الإسرائيلية لن تأثر بأي شكل من الأشكال على زيادة الدخل القومي للأمة العربية, وبالمثل القمة العربية لن تحل من وجهة نظره أي قضية اقتصادية في عالمنا العربي على الأقل في المنظور القريب.

هذه القناعات لم تتولد لدى المواطن العربي بيوم وليلة إنما هي تراكمات بُنيت على مدار عشرات السنين الماضية, ولم يبقى لديه أية زاوية أمل تذكر في نتائج مثل هذه الأحداث فاقدة التحفيز والدافعية وتأثيرها على تحسن وتحسين وضعه الاقتصادي.

اليوم المواطن العربي وعلى امتداد خارطة الوطن العربي يلاحق(متعثراً) حالات ارتفاع الأسعار الجنونية, ويعمل على جدولة الفواتير والاقساط والاجور المترتبة عليه أو ربما المكسورة عليه..

سعر كيلوا الخبز أهم بكثير عند المواطن العربي اليوم من من سيتوج بكأس العالم في دولة قطر الشقيقة, وسعر كيلوا البندورة أهم بكثير عند المواطن العربي اليوم من من سيفوز بالانتخابات في دولة إسرائيل الغاصبة, وسعر كيلوا الرز أهم بكثير عند المواطن العربي اليوم من البيان الختامي للقمة العربية في الجزائر الشقيقة.

اليوم المواطن العربي وعلى امتداد خارطة الوطن العربي يرى أن جنون الاسعار في كفة راجحة, ومجريات ونتائج كل من كأس العالم والانتخابات الإسرائيلية والقمة العربية في كفتة رافعة.

ويبقى السؤال الاهم, من الذي أوصل المواطن العربي إلى حالة عدم الاهتمام بمجريات كل من كأس العالم والانتخابات الإسرائيلية والقمة العربية وغيرها من الاحداث؟ في الوقت الذي كانت فيه مثل هذه الاحداث تشكل حالة من حالات إعلان الحرب.

اعتقد جازما أن استمرار الأوضاع الاقتصادية المتردية للمواطن العربي في قادم الايام سيجعل كثير من الاحداث المحلية والاقليمية والدولية من حوله تمر عليه دون أية اهتمام أو قلق يُذكر, ومع كل ذلك نقول تحية لقطر وتحية للجزائر, ونأمل نجاح كأس العالم في دولة قطر الشقيق, ونجاح القمة العربية في الجزائر الحبيبة.

ونقول للإسرائيليين قناعاتنا ثابتة لن تتغير.. الخل أخو الخردل.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.