أين الدولة عن مدرسة الصفصافة الأساسية للذكور ؟!


منذر محمد الزغول

=

رسالة مفتوحة الى إبن محافظة عجلون والوطن البار معالي وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور وجيه عويس مع خالص المحبة والتقدير

 

حقيقة  ما وجدته في مدرسة الصفصافة الأساسية للذكور  في منطقة الصفا التابعة لبلدية عجلون الكبرى  لم أجده ولم أشاهده طوال حياتي في أي مدرسة أردنية ، وحتى أكون منصفا فقد سمعت من الأباء والأجداد عن قصص مشابهة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي حينما  كان الطلبة يتلقون تعليمهم عند الشيوخ والكتاب .

 

على كل مهما حاولت أن أصف الأوضاع في مدرسة الصفصافة فلن أستطيع أن أوفيها حقها ، ولكن في البداية أقول كان الله في عون المعلمين وطلبة المدرسة  الذين يحرمون اليوم من أبسط حقوقهم في توفر بيئة تعليمية لا أقول مناسبة ولكن على الأقل أن تكون شبه معقولة .

 

فأي عاقل في الدنيا يقبل  أن تكون هناك شعبتين أوصفين في غرفة صفية واحدة ، وأي عاقل يقبل أن يدرس المعلم الصف الخامس مثلا لبضعة دقائق ثم ينتقل الى الأدراج المجاورة ليدرس الصف السادس ، ثم كيف يُقبل أن تكون الغرفة الصفية مقابلة تماما للغرفة الصفية الأخرى بلا حواجز أو أي خصوصية ، وكيف يقبل أن تكون الغرفة الصفية ممرا لغرفة صفية أخرى .

 

وأي عاقل في الدنيا يقبل أن يُحرم طلبة مدرسة الصفصافة من أبسط حقوقهم في مجال الأنشطة الرياضية وغرفة الحاسوب والمختبر ومرافق أخرى هامة يجب أن تتوفير في أي بيئة تعليمية .

 

الحديث يطول ويطول عن مبنى مستأجر متهالك مضى على إستئجاره قرابة ال 20 عاما لطلبة لا يقلون ذكاءا وإبداعا عن طلبة مدارس عبدون والصويفية  في العاصمة الحبيبة عمان ، وبالعكس فرغم هذه الظروف القاسية جدا إلا أن العديد من طلبة هذه المدرسة بفضل جدهم وكفاحهم أصبحوا أطباء ومهندسين وضباط كبار وغير ذلك الكثير .

 

أخيراً من حق  أهالي منطقة الصفصافة الذي أحبوا وطنهم وقائد وطنهم وقدموا التضحيات الجسام والشهداء من أجل أن يبقى هذا الوطن حراً عزيزاً  أن يكون لديهم مدرسة لفلذات أكبادهم  تتمتع بأبسط شروط  ومقومات البيئة التعليمية  ، فطلبة هذه المدرسة الذين رأينا الحزن الشديد في عيونهم وعلى وجوهم الطاهرة  يستحقون منا أن نُقدم لهم جزءا بسيطا من الواجب إتجاههم ، فهم طلبة كباقي طلبة الأردن والعالم ، ولا أعرف كيف نحتفل بيوم الطفل العالمي وطلبة  وأطفال هذه المدرسة محرومين من أبسط حقوقهم ، بل إن الأمر يتعدى ذلك بكثير فقد لحق ويلحق كل يوم  بهؤلاء  الأطفال  وبمعلميهم ظلما كبيراً أرى أنه من المُعيب علينا جميعا أن نقبل فيه أو أن  نصمت عليه أكثر من ذلك .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

منذر محمد الزغول

عضو مجلس محافظة عجلون

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.