إلى معالي وزير الصحة… هل ضاقت الأرض بما رحبت؟!


منذر محمد الزغول

=

ثلاث سيدات عجلونيات فاضلات منتجات قررن أن يأكلن من عرق جبينهن، ولم يقبلن على أنفسهن  الجلوس في البيت وانتظار معونة أو مساعدة أو احسان، بل خرجن وكسرن ثقافة العيب وعملن في شركة خدمات تابعة لوزارة الصحة بمهنة عاملات نظافة ، وتابعن عملهن في المراكز الصحية في عجلون، حيث يخرجن من الصباح الباكر، قاصدات رزقهن بكل عزيمة وإرادة وكرامة….

وبشهادة الجميع كانت هؤلاء السيدات يتواجدن في عملهن قبل دخول أي موظف آخر، ولا يغادرن العمل، إلا مع خروج آخر موظف.

واستمر وضع تلك السيدات على هذا الحال لسنوات طويلة خلت، راضيات بما قسمه الله لهن، بل سعيدات شاكرات حامدات، حيث كان أكبر هم عندهن أن يتم تزوديهن بمعدات وأدوات تنظيف جديدة كي يتقن عملهن على الوجه الأمثل.

واستمر الحال على هذا المنوال إلى أن جاء القرار الظالم  الجائر بإنهاء خدماتهن بحجة أنهن أكملن ال 55 عاماً من أعمارهن ، رغم أنه لم يتبقى لهن إلا أقل من سنة أو سنتين على أبعد تقدير للحصول على راتب تقاعدي من الضمان الاجتماعي…

نعم أيها الكرام، إنهاء خدمات سيدات أردنيات ، كابدن وكافحن، في سبيل العيش الكريم!

ولكم أن تتخيلوا فصول هذه القصة الحزينة جداً، حيث حاولت شخصياً بكل جهد ممكن ومنذ شهرين على الأقل التواصل مع وزارة الصحة للوصول إلى حلول تنصف تلك النساء  الفاضلات، ولكن للأسف الشديد لم يكن هناك أي آذان صاغية بحجة الأنظمة والقوانين ، رغم أن الضمان وشركة الخدمات لم يمانعوا على الإطلاق ببقائهن في العمل ، لكن الرفض الشديد كان من وزارة الصحة وبعض المسؤولين فيها.

حاولت أيصاً الوصول إلى معالي وزير الصحة لشرح وجهة نظرنا بقضية هؤلاء السيدات المكافحات، إلا أن حاشية الوزير تتذرع دائماً بأنّ الوزير باجتماع هام وضروري، وكأن هذه الأعذار والحجج باتت تنطلي في هذا الزمان حتى على الأطفال، ولا أعرف حقيقة ما الذي يمنع وزيراً في موقع المسؤولية الوطنية أن يخصص يوماً في الأسبوع أو حتى في الشهر لمقابلة عباد الله والاستماع إلى مطالبهم وهمومهم ، فإذا لم ينتصر رأس الهرم في أي وزارة للناس الضعفاء البسطاء فمن ينتصر لهم إذن؟!

أخيراً أذكر معالي وزير الصحة الذي أقسم على كتاب الله، وكل مسؤول في الوزارة لم يكلّف نفسه عناء الاستماع لتفاصيل هذه القضية الإنسانية،  بأن الله سيسألكم عن هذه الأمانة العظيمة التي في أعناقكم، واعلموا أيضاً أن الأردن لم يستمر طوال هذه السنوات العجاف التي سقطت فيها دول كبرى وصغرى  إلا بفضل إنسانية  ملوك آل هاشم الأخيار الأطهار  الذين نذروا أنفسهم لخدمة الأردن والأمة جميعها.

فالقوانين والأنظمة التي كتبها موظف في وزارتكم العتيدة يا معالي الوزير الذي نجله ونحترمه  ليست أمراً مقدساً وليست أهم  من أمر سيدات أردنيات فاضلات، تقف اليوم هذه الأنظمة الجائرة حاجزاً بينهن وبين أبسط حقوقهن الإنسانية، ولا أبالغ إذا قلت لك إنه لم يعد بإمكانهن اليوم تأمين قوت يومهن،  في وقت تخلت وزارة الصحة عن واجبها تجاه سيدات أردنيات فاضلات قدمن خلال كل تلك  السنوات الماضية الكثير الكثير من العطاء لوزارة الصحة، لكن للأسف الشديد، تنكرت وتخلت الوزارة عنهن بكل بساطة وسهولة وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد.

 للحديث بقية يا معالي الوزير ، لكني واثق بالطبع أنك لن تقبل أن تُظلم أو تُضام أي سيدة أردنية في وزارة شعارها بالأصل الإنسانية والرحمة.

 

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد…

 

بقلم /  منذر محمد  الزغول 

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.