اشتباك ولي العهد، نقطة وسطر جديد


نسيم العنيزات

ان الاشتباك المباشر لسمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني في الملفات والقضايا الداخلية ، جاء بوقته وزمنه ، ونحن بأمس الحاجة إلى شخصية تحمل جزءا من الاعباء الملقاة على عاتق جلالة الملك عبدالله الثاني لتشد من ازره ، وهو يحارب وحيدا على جميع الجبهات الداخلية والخارجية يواجه تحدياتها وتعقيداتها التي تعرض وعانى منها الوطن في السنوات الماضية .

تحديات فرضتها ظروف واجندات تهدف لاضعاف المملكة وارهاق ربان سفينتها لاغراض ومواقف تتعارض مع مصالحنا ، وتضر بوحدتنا الوطنية .

كان الملك حينها يخوض المعركة وحيدا بعد ان عجز الكثيرون عن مجاراته ، وترددهم باتخاذ القرارات ، ومتابعة الملفات والقضايا ، بجد وحزم تاركين جميع الامور للملك .

وبفضل الله نستطيع القول بان السفينة بدأت ترسو بسلام وهدوء بعد ان فشلت محاولات البعض في الداخل والخارج لزعزعة امن واستقرار الوطن ، ننتظر مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والخطط الاقتصادية .

وبالعودة الى الوراء قليلا والتفكير مليا بحالة الفوضى وما رافقها من اشاعات و تسريبات كانت تطالعنا في كل وقت ومكان ، حتى ان الكتب والمراسلات الرسمية و السرية بين المسؤولين والجهات الحكومية لم تسلم من التسريب ، واصبح كل شيء حولنا شبه مباح ، و تنطح البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتنصيب انفسهم وكلاء واوصياء على الوطن و التعامل مع المعلومات والتسريبات التي يزودهم بها جهات

خارجية بهدف التحريض ونشر الفوضى لندرك بانها لم تكن بريئة وانها كانت تصب بنفس الاتجاه والهدف المحرك والماسترو لها واحد .

لياتي ولي العهد ويشتبك بشكل مباشر مع القضايا والملفات ويتابعها بعد ان كان يراقب بهدوء مجريات الاحداث وتلمس قضايا الناس ، والاتصال مع مكونات الدولة المجتمعية .

ليدخل قمرة قائد الطائرة مساعدا لعبور المئوية الثانية بنهج جديد ، تتناسق مع المرحلة بانجاز يلمسه الجميع تحت شعار لا تهاون او تقصير .

ومنذ كورونا نشاهد ولي العهد حاضرا في جميع الملفات والاجتماعات والمناسبات و في جميع المفاصل والتفاصيل .

ولم يغب عن الذاكرة المشهد الإنساني وهو يساعد القوات المسلحة بتوزيع مساعدات عينية وطرود تحتوي على مواد تموينية في محافظة إربد .

ان وجود ولي العهد الان الى جانب الملك و على راس الملفات الداخلية سيمنح الملك فسحة من الوقت للتعامل مع الملفات الخارجية والمؤامرات التي ارهقتنا وألمتنا كثيرا بعد ان تخلى عنا الاصدقاء والحلفاء ليعيد البوصلة الى اتجاهها الصحيح مستفيدين من الإدارة الأمريكية الجديدة التي تعتبر الاردن شريك استراتيجي على عكس سابقتها الهوجاء.

اشتباك يضمن وصول المعلومة بشفافية ووضوح دون مواربة او تجميل ، وحضور تعززه الثقة والأمان ، بعد ان خان وغدر البعض،امر لا بد منه ليتولى مهام يكلف بها من رأس الدولة لا يتعارض مع الدستور او اي تشريع .

ولا بد ايضا ان نعود جميعا الى مقاعدنا ، ونفتح دفاترنا ، ونطالع دروسنا ، بعد التحضير والتفكير الجيد لنطوي صفحة ، ونفتح اخرى ، أساسها هيبة الدولة والعدالة ، وسيادة القانون ومحاربة الفساد ،

مرحلة دون مناكفات ، خالية من الاشاعات والتسريبات ، نمهد الطريق بانفسنا نحو الاصلاح ، بعيدا عن قوى الشد العكسي واصحاب الاجندات .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.