الاردن وإيران ، وشكل العالم الجديد


نسيم العنيزات

لا معلومات او تفاصيل عن لقاء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي جاء على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك سوى خبر مقتضب يخلو من اي تفاصيل .

الذي اكتفى بان الطرفين بحثا العلاقات الثنائية بين الأردن وإيران ، والجهود المبذولة لحل الأزمات في المنطقة وتحقيق الاستقرار على أساس علاقات إقليمية مبنية على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

قد يكون هذا اللقاء له ما بعده ، او انه يمهد لأرضية مستقبلية في العلاقات في ظل التحولات في المنطقة وما تشهده من تحالفات دولية جديدة تمهد لولادة عالم جديد ستخرج من رحم الحرب الروسية الأوكرانية التي تحركها وتتحكم بعناصر اللعبة فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

سنوات طويلة من الفتور سيطرت على العلاقات الاردنية الإيرانية بعد سحب سفير المملكة في طهران وزير الاعلام الاسبق عبد الله ابو رمان ، لم تشهد سفارتنا في طهران وجود اي سفير لديها ، تخللها بعض الشيفرات او العبارات التي تغمز في بعض القنوات ورفض الأردن للتدخل الايراني في الشؤن الداخلية لبعض دول الجوار .

كما جاء موقف الاردن من إيران ايضا دعما ومساندة لبعض الدول العربية التي كانت تخشى المد الايراني ودوره في حرب اليمن من خلال دعم الحوثيين لإطالة امد الحرب والدفع بوحدة اليمن واستقراره الى المناطق الخلفية ، الامر الذي اعتقدت معه إيران بان ذلك قد يؤثر على استقرار السعودية وتغيير اتجاهاتها وبوصلتها عن الاطماع الإيرانية التي تجد السعودية بانها فكرة مزروعة في العقل الايراني ولم يغب عن باله .

الامر الذي اضطر السعودية ودفعها الى الحرب في اليمن لكبح جماح المد الايراني والحد من اطماعها وتغلغلها في المنطقة من خلال بوابة اليمن وكذلك عودة الاستقرار لليمن الذي يشكل مصلحة سعودية أيضا .

وبالعودة الى العلاقات الاردنية الإيرانية وطبيعة اللقاء الذي قد يكون صدفة او مجاملة ، ولا علاقة له باي تطور سياسي او حدث مستقبلي خاصة في ظل تعثر مفاوضات السلاح النووي الايراني مع الغرب الذي ما زالت أمريكا تماطل به بعد نقضه من قبل رئيسها السابق دونالد ترامب.

لذلك فأننا نعتقد بان اللقاء لا مؤشرات له ولا يحمل اي بعد سياسي بقدر ما يكون شخصيا بروتوكوليا ، في ظل العلاقة الاردنية الأمريكية وما تحظى به الاولى من دعم منقطع النظير من قبل الاخيرة التي تنظر إلى إيران نظرة سلبية وتصفها احيانا بصفات ترفضها إيران.

خاصة وان الخريطة الدولية التي ترسمها اصابع أمريكية ويساعدها ايد اوروبية تشي، بشكل جديد للعالم تسعى الولايات المتحدة لرسم معالمه والتحكم به واخراجه كما تطمح .

الا ان ذلك يتوقف على نتائج الحرب الروسية الأوكرانية التي يبدو ان امدها سيطول عكس ما توقعه البعض ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.