البلطجة والعين الحمراء


نسيم العنيزات

ان العمل بأسلوب الفزعة وبدون بوصلة تحدد اتجاهاتنا بشكل واضح لا لبس فيه يبقينا في دائرتنا المغلقة بحالة من التيه دون ان نتقدم خطوة او نحقق نصرا وينطبق علينا المثل «شباب نحلة وأصبحوا بريمون «.

فتطبيق القانون لا يحتاج إلى حملات سنوية او شهرية لإنه ركن اساسي في تطبيق العدالة ومحاربة الرذيلة والمساعدة على نشر الفضيلة وبالتالي تحقيق الامن والاستقرار المجتمعي ودفعهم للنظر للأمام دون خوف او تردد او بعثرة للجهود والنظرات.

فموضوع البلطجة وما يمارسه البعض من أساليب الترويع والابتزاز والحصول على أموال الغير بالقوة وتحت تهديد السلاح زاد عن حده ويؤرق الجميع بعد ان دفع بمستثمرين لهجرة اعمالهم ونقلها الى دول اخرى ، في حين أن البعض عزف عن الفكرة، وقتلها بمهدها بعد ما شاهد او سمع عن ممارسات البعض في البلطجة .

قصص تشيب لها الأبدان بعد ان شكل بعضهم دولا خاصة بهم واقاموا محاكمهم ونصبوا أنفسهم قضاة ليصدروا احكامهم حسب هواهم للنيل من الناس والحصول على اموالهم او الاعتداء عليهم امام اطفالهم او إحراق محلاتهم لفرض اتاوات وخاوات، وكأنهم يعيشون في عالم اخر لا يرون فيه غير فسادهم ولا ينظرون الا لأنفسهم المليئة بالأحقاد والأمراض النفسية التي تحولت إلى حالة مستعصية بسبب ضعف المعالجات القانونية والحزم والحسم.

بعد ان زادت الامور عن حدها واخذ البعض بتشكيل جماعات، أقرب الى العصابات يستولون على أماكن متعددة يعتبرونها مناطق مغلقة يحظر دخلوها او الاقتراب منها تحت طائلة العقوبة والنهب والسلب مستخدمين جميع انواع الاسلحة في دولتهم الوهمية التي فرضوا بها قانونهم وتشريعهم بأدواتهم البلطجية التي لا تعرف غير الاعتداء وممارسة جميع اشكال الرذيلة.

ويا ليت الوضع يتوقف عند هذا الحد ويسمحون للمصانع والشركات بالعمل والإنتاج دون الاعتداء عليها ونهبها وفرض رواتب عليها وسرقة ادواتهم ونهب مدخلات انتاجهم وبيعها بثمن بخس .

كم سمعنا عن تعطل وتعثر للمشاريع دون ان نعترف بالحقيقة بعد ان وضعنا اعتبارات كثيرة وتجاوزنا عن البعض بسبب الضغوط والوساطات حتى وصلنا الى هذا الحد الذي استفحل معه المرض الذي لم يعد ينفع معه العلاج او الدواء .

فالوضع يحتاج الى عملية جراحية وكي دون رحمة بحق هذه الظاهرة التي خسرت الدولة الكثير من المال، وعطلت عجلة التقدم والنهوض والإنتاج، ودفعت بالبعض الى الهجرة والخروج دون رجعة، فلا بد ان تفرض الدولة نفسها وقانونها وان يرى الجميع قدرتها وعينها الحمراء ليرتدع الجميع ويشعر الكل بالأمن والاستقرار وان لا أحد فوق القانون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.