التجربة الكازخستانية في سطور ،،،


منذر محمد الزغول

=

تقع جمهورية كازاخستان في وسط قارة أوروآسيوية وعلى مفترق الطرق للحضارات القديمة على تقاطع الطرق بين الشرق والغرب وبين الجنوب والشمال وتحتل المرتبة التاسعة في العالم من حيث المساحة ولها حدود مشتركة مع كل من روسيا الاتحادية وأوزبكستـان والصين و قيرغيزيا وتركمنستان. ويبلغ طول حدود كازاخستان الإجمالية 15 ألف كم ومساحتها حوالي  2,7 مليون كم مربع، ويبلغ عدد سكانها 18 مليون 54 ألف نسمة (حسب تقديرات 2017).

 

في عام 1922م تم تشكيل الاتحاد السوفييتي بقيادة روسيا، وتم إدراج كازاخستان في اتحاد الجمهوريات السوفيتية الشيوعية عام 1936م، وسميت بجمهورية الكازاخ السوفيتية الاشتراكية، ومرت كازاخستان بالعديد من الأحداث بعد ذلك حتى تم إعلان استقلالها عام 1991م بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وانتخب نورسلطان نزار باييف في الانتخابات التشريعية، حيث أصبح أول رئيس ديمقراطي منتخب في تاريخ الشعب الكازاخي، وأصبح تاريخ الاستقلال من الاتحاد السوفيتي 16 ديسمبر 1991م هو يوم الاستقلال الذي تحتفل به البلاد كل عام.

 

على كل هذه معلومات عامة عن هذه الجمهورية الصاعدة بقوة في العالم  أحببت أن أتطرق  لها قبل الخوض  في موضوع مقالي  حول أبرز ما لمسته وشاهدته على أرض  الواقع  من خلال زيارتي  الأخيرة  التي  استطعت أن أشكل  عنها بعض الإنطباعات رغم قصر مدة إقامتي فيها  ، إلا أن جدول العمل المعد لنا كفريق إعلامي  من قبل وزارة الخارجية الكازخيه  الذي كان مزدحما للغاية مكنني  وزملائي  من التعرف على كثير من ملامح هذه الدولة الضاربة جذورها بالتاريخ ،،،، ومن هذه الإنطباعات ومن واقع تجربة شخصية  سأتطرق  لبعض النقاط  من أهمها

 

أولا: كأردني شعرت بفخر كبير وإعتزاز للمحبة والإحترام الكبير الذي يحظى فيه قائد مسيرتنا جلالة الملك  عبدالله الثاني  والأردن  في كازاخستان ، وقد لاحظت وفي لقائين هامين مع مسؤولين كبار في كازاخستان كيف تحدثوا عن جلالة الملك بكل إحترام  وقوة  ، وأكاد أجزم أنهم لم يتحدثوا إلا عن الملك في هذه اللقاءات وعن دوره الهام في قضايا حوار الأديان ودوره الفاعل على الساحة الدولية في قضايا السلام ومحاربة الفكر المتطرف  وغير ذلك من القضايا ، إضافة الى أن  كازاخستان ومن منطلق محبتها للأردن  أطلقت على أحد شوارعها الكبيرة  ووسط العاصمة إسم ( عمان ) وسمت شارع أخر بإسم الراحل الكبير جلالة الملك حسين رحمه الله ،، وهذا الأمر يدعونا دائما للفخر والإعتزاز بقيادتنا وجلالة الملك الذي  يقود الأردن بكل حكمة وذكاء وسط هذا العالم المتلاطم الأمواج والملىء بالصراعات .

 

ثانيا: الرئيس والحكومة الكازاخستانية يعملون بالليل والنهار لخدمة وطنهم للوصول فيه الى مصاف الدول المتقدمة ، وقد بدأوا يحصدون نتائج  وثمار عملهم وجهدهم ، وأكاد أجزم أيضا أن البنية التحتية في كازاخستان من أفضل البنى على مستوى العالم .

 

ثالثا: ما لفت نظري  وجعلني أشعر بالفخر والإعتزاز في هذه الدولة هو إهتمام القيادة والحكومة الكازاخستانية بتاريخ وتراث بلدهم وبالعلماء والأدباء والشعراء والقادة الكازخ ، فقد أقاموا العديد من المتاحف الهامة لتوثيق تاريخ وتراث بلدهم  ، حيث تعتبر هذه المتاحف الأكبر على مستوى العالم ، وكل من زارها يستطيع أن يلمس هذه الحقيقة .

 

رابعا: الزراعة لها نصيب الأسد من إهتمام القيادة والحكومة الكازخية ، فقد رأينا وشاهدنا بأم أعيننا مئات الكليومترات من الأراضي مزروعة بالقمح ، حيث علمت أيضاً  أن دولة كازاخستان من أكبر دول العالم التي تزرع القمح ، وهذا بالطبع أمر هام جداً  لدولة تريد أن تعتمد على نفسها وأن  تكون دولة منتجة بدل أن تكون دولة مستهلكة ومعتمدة على غيرها  ، وبالطبع فالدولة المنتجة المكتفية إقتصاديا تستطيع أن تستقل أيضاً  بقرارها السياسي .

 

خامسا: من القضايا الهامة جداً التي لمستها في كازاخستان هي إصراراهم  الشديد على الحفاظ على المال العام ، وقد لمست ذلك منذ اللحظات الأولى عندما كنت أتواصل مع السفارة الكازاخية  في عمان الى أخر يوم لي في كازخستان ، وقد كان ذلك ملاحظاً وبكل قوة لي ولكل زملائي بالفريق الإعلامي .

 

سادسا: إهتمام الدولة الكازخستانية بالتعليم أصبح يشار له  بكل قوة في العالم أجمع ، والدليل على ذلك أن جامعات كازاخستان وعلى رأسها جامعة الفارابي أصبحت  تحقق مراكز متقدمة على مستوى العالم .

 

سابعا : الشعب الكازاخستان من أرقى شعوب العالم ، وهو شعب مسالم وودود للغاية ومحب للضيوف ، ولا أذكر أنني قابلت أي مواطن كازاخستاني خلال زيارتي إلا وقابلني بإبتسامة جميلة جداً تعكس حضارة وطيبة هذا الشعب الكريم .

 

ثامنا:  من أجمل ما لفت نظري أيضا بالمسؤولين الكازخ هو إهتمامهم  الكبير بتسويق دولتهم  والترويج لها بكل الطرق والسبل ، وهم يسعون جاهدين ويسابقون الزمن  لوضع بلدهم في مصاف الدول الكبرى في العالم .

 

تاسعا: إهتمام الدولة الكازاخستانية بقضية نشر رسالة السلام والمحبة بين جميع دول العالم والتقارب بين الأديان واضحة  ، فالدبلوماسية الكازخستانية اليوم بأوجها ، وأتوقع أن العام القادم سيشهد عقد بعض المؤتمرات الدولية الهامة في كازاخستان .

 

عاشرا: أخيرا ًمهما قلت ومهما تحدثت عن هذه  الدولة الصاعدة بكل قوة في هذا العالم  فلن أستطيع أن أنصفها ، ولكن أتوقع بالطبع أن تكون هذه الدولة في مصاف الدولة الكبرى القليلة في العالم قريباً ، ليس بفضل إمكاناتها ومواردها وحسب ، ولكن بفضل إخلاص مسؤوليها وعملهم وتفانيهم من أجل خدمة بلدهم ، وعلى رأس  كل هؤلاء بالطبع الرئيس السابق لكازاخستان والرئيس الحالي والحكومة والشعب الذي يحب بلده ويدافع عنها بكل قوة  .

 

فشكرا ً لكازخستان  وشكراً لكل من أتاح لي ولزملائي  هذه الفرصة للتعرف على شعب عظيم وعلى دولة ضاربة جذورها بالتاريخ  انجبت  للعالم أجمع  القادة والعلماء والأدباء الكبار الذين ما زال ذكرهم بيننا منذ مئات السنين وسيبقى كذلك بإذن الله تعالى الى أن يرث الله الأرض وما عليها ، وشخصياً و من منطلق محبتي وتقديري لهذه الدولة العظيمة سأبدأ على الفور بتعلم اللغة الكازاخية  لأن هذه الدولة تستحق بالفعل أن نرفع لها القبعات إحتراماً وتقديراً وإجلاًلاً .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية 

التعليقات

  1. السفير الدكتور موفق العجلوني ، السفير السابق للاردن لدى جمهورية اوزبكستان يقول

    حمداً على سلامتك استاذ منذر و زملائك الوفد الاعلامي ، كنت خير سفراء للاردن في هذه الزيارة بدعوة من وزارة خارجية جمهورية كازاخستان و ليس فقط كسفراء و لكن ايضاً كوزراء اعلام مثلتم الاردن خير تمثيل . بوركتم و بارك الله فيكم ، و نتطلع الى جولة لدول شقيقة و صديقة وو تعودوا لنا بالاخبار الطيبة و ترك بصمات اطيب للاردن في هذه البلدان الشقيقة و الصديقة .
    و هنا اثني على ما تفضلتم به استاذ منذر :

    فشكرا ً لكازخستان وشكراً لكل من أتاح لي ولزملائي هذه الفرصة للتعرف على شعب عظيم وعلى دولة ضاربة جذورها بالتاريخ انجبت للعالم أجمع القادة والعلماء والأدباء الكبار الذين ما زال ذكرهم بيننا منذ مئات السنين وسيبقى كذلك بإذن الله تعالى الى أن يرث الله الأرض وما عليها ، وشخصياً و من منطلق محبتي وتقديري لهذه الدولة العظيمة سأبدأ على الفور بتعلم اللغة الكازاخية لأن هذه الدولة تستحق بالفعل أن نرفع لها القبعات إحتراماً وتقديراً وإجلاًلاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.