التواصل الاجتماعي تعزل الشارع


نسيم العنيزات

على الرغم من بعض الفوضى التي تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، الا انها اراحت بعض الحكومات العربية وجنبتها ربيعا ملتهبا واشد حرارة من ربيع 2010 و 2011، بعد ان نصبت نفسها خصما وحكما ، ومظلوما وظالما ومدافعا ومهاجما ومنتقدا ومادحا .

فاصبح الجميع يفرغ ما بجعبته اولا بأول ، من خلال جهاز والة بين يديه بسرعة البرق قبل ان يتحرك من مكانه او يصل بيته أو يخرج من خلوته، ناشرا كل تفاصيل يومه ولحظاته بسرعة البرق ليريح صدره وتفكيره ،لتأخذ بعدها حالة التفاعل عبر اتجاهين متناقضين بين مع او ضد، مؤيد او مدافع.

واعتقد ان بعض الحكومات تتفاعل احيانا مع بعض القضايا والموضوعات التي تثار عبر هذه الوسائل ، لتبقى حية لا تموت وتبقى صاحبة القول الفصل والقائد الوحيد للأحداث لتجنب الشارع وتعزله.

لانه مهما بلغت خطورتها ،تبقى اقل حدة وخطورة من الشارع الذي قد تفقد السيطرة عليه ولا يسعفك الوقت للحاق به او الاشتباك معه في تحقيق مطالبه.

نعم لقد قدمت وسائل التواصل الاجتماعي خدمة لبعض الحكومات في طرح القضايا والتفاعل معها او إمهالها الوقت الكافي للتعاون والاشتباك او الانشغال بالردود او النسيان احيانا ، لان الوقت كفيل بذلك، مع تزاحم الاحداث والقضايا العامة و الشخصية منها .

فما ان تطرح قضية ويتم الاشتباك والتفاعل معها ، سرعان ما تزول وتذهب لتأتي اخرى وتمر بنفس المرحلة والاجراءات.

وهذا ما أدركت الحكومات التي اصبح يتسع صدرها لبعض انتقادات العالم الافتراضي خوفا من العالم الحقيقي الذي قد تكون ضربته موجعة كثيرا .

لكن هذا الامر قد لا يستمر طويلا وقد تفلت الامور وتصبح خارج السيطرة فتحول عقولنا وافكارنا نحو خطوات واجراءات تكون اشد خطورة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.