الحوار في الهُوية


د. عزت جرادات

=

بقلم //  د. عزت جرادات

*كنت من أوائل من كتبوا حول –الهُوية الجامعة- وكتب كثيرون، دفاعاً وهجوماً إن هذا المصطلح الذي ورد في تقرير (التحديث السياسي) يلفت الأنظار.

ذكرت ما ورد في كتاب أمريكي شهير بعنوان –من نحن- هنتنجتون، والذي وصف الهوية الأمريكية، بما تحمله من مضامين الديموقراطية والمساواة والحرية والبوتقة الواحدة- وصفها بكلمتيْن: الهوية الأمريكية:

وذهب إلى القول بأن أي كلمة وصف أو صفة لهذه الهوية يحرفها عن مسارها ومضامينها. وذهبتُ إلى القول أن الهوية الأردنية اذا ما أتبعت بصفة أو وصف… فقد يحملّها ذلك معانٍ وشوارد وتفسيرات، مدحاً أو نقداً، الشيء الكثير حسب الاجتهادات المتوقعة والمشروعة، وقد تجذرت الهوية الأمريكية لدى المواطن الأمريكي مع الواقع الجيوسياسي، والمفروض أن تكون قد تجذرت الهوية الأردنية لدى المواطن الأردني.

*وثمة نموذج آخر، يتمثل بالهند، متعددة الديانات والثقافات الفرعية واللغات والتضيف الأجتماعي، لكن الأيويولوجية الهندية تؤكد على أمريْن:

الوطن الواحد، والهوية الواحدة- وهي الهوية الهندية فالهوية التي ترتبط بالوطن، تجمع الخصَائص والسّمات التي يتميّز بها المجتمع بامتداده التاريخي والثقافي والأجتماعي في إطار- جيوسياسي- يعبّر عن الانتماء للأرض أو الوطن والدفاع عن وجوده وكيانه ونظافة.

*عربياً:

وجدت الأمة العربية مع بدايات القرن العشرين نفسها أمام (الهوية العربية أو القومية) ترجمة لكلمة –National- والهويات القطرية / الوطنية التي ارتبطت بنشأة الدول العربية، وكان من البدهي أن يتغلب المفهوم الجيوسياسي على كل قطر عربي وتعرف هوية المواطن فيه بذلك الواقع.

*وطنياً:

لقد نشأ المواطن الأردني، يحمل الأنتماء العربي كوحدوي، ويعتز بهويته الاردنية إنتماءْ لوطنه ونظامه، ولا أظن أن هناك من لا يقبل هذه البدهية، وفي تقديري أن ذلك قد ادّى إلى التوقف عند مصطلح يشوّه هذه الهوية- الأردنية الوطنية.

*ديموقراطياً:

لقد اثبت ما حدث من دفاع أو هجوم على مصطلح (الهوية الجامعة) أثبت صحة المقولة: لا ديموقراطية بلا ديموقراطيين، فمعظم الردود والمقالات كانت تحمل أسلوبها تجاوزاً للحوار الديموقراطي الذي يقوم على تقديم الرأي واحترام الرأي الآخر، والحوار في جوهر المضمون.

-فأذا كان هذا المصطلح (الهوية الجامعة)، مقصوداً بذاته، فأن الجهة المعنية مدعوة لتبيان المقصود، بصراحة وشفافية، حسماً للموقف وتنويراً للحوار.

-واذا كان مصطلحاً تفسيرياً للهوية الأردنية فهو في غير محله أو لم يكن اختياره موفقاً.

-وأما اذا كان من المُحسّنات اللغوية فهو زائد، ولا لزوم له.

*رحلة افتراضية…

قد يسافر الأردني… ويدوّن على بطاقة الدخول الهوية الجامعة… كيف يجيب مسؤول الدخول على سؤالين: إما أين هذه الجامعة….

أو أين هذا البلد على الخارطة السياسية.

*أتمنى أن يخرج مسؤول ليعلن شطب هذا المصطلح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.