الدستور كانت هناك…..


د. عزت جرادات

 

بقلم / د. عزت جرادات

*تعود بي الذاكرة إلى عقد السبعينيات من القرن الماضي، حيث الترحال إلى (نيويورك) للالتحاق بجامعة كولومبيا- كلية المعلمين:

(Teachers College Columbia University)

وكانت تُعرف بهذه التسمية… وذلك لدراسة برنامج يؤدي إلى درجة الدكتوراه في التربية… وفي مثل هذا الأغتراب يكون الأشتياق أو الشوق لمعرفة أخبار البلد –الأردن العزيز- يكون الشوق حارّاً… ولم تكن وسائط التواصل الأجتماعي المعروفة اليوم، وكذلك كان (الأنترنت) في بداياته، وكان (التلكس) هو الوسيلة الأسرع…

وبمحض الصدفة وفي زيارة إلى المكتبة التابعة لدائرة/ كلية الشؤون والعلاقات الدولية، لموعد خاص مع المرحوم البروفسور إدوارد سعيد، لأكتشف أن هذه المكتبة تشترك في صحيفة واحدة من كل بلدٍ، ومن البدهي أن تكون الصحيفة الرئيسية في ذلك البلد، فكانت الأهرام من مصر، والنهار من لبنان، على سبيل المثال لا الحصر، ولأجد صحيفة الدستور الأردنية بين تلك الصحف… فكانت تصل في مطلع كل شهر الأعداد التي صدرت في الشهر السابق حزمة واحدة…

ومنذ ذلك الأكتشاف أصبح على برنامجي في العطلة الأسبوعية للأسبوع الأول من كل شهر إرتياد تلك المكتبة لساعتيْن على الأقل أستعرض تلك الأعداد، وأقف على أخبار الأردن، الاجتماعية والثقافية وغيرها من الزوايا التي كانت تُعنى بها الدستور….

*وهكذا، كانت الدستور رفيق الغربة أو الاغتراب طيلة ثلاث سنوات في مدينة نيويورك…. لتستمر بعد العودة إلى الوطن، قارئاً وكاتباً متطوعاً حول ما يهم من أحداث أو قضايا من حين لأخر، وبخاصة في مجال التربية التي تعتبر بالنسبة ذات ميزة خاصة: بدأت وظيفة… ومن ثم مهنة وترسخت لتصبح رسالة أعتز بها.

*تحية للدستور بمناسبة إضاءتها الشمعية الخامسة والخمسين (55) من مسيرتها ورسالتها الأعلامية بقيادة أسرة تحريرها التي حرصتْ على مواصلة البناء الذي بدأته مؤسسياً واستمر دونما انقطاع نحو المزيد من التقدم والأزدهار والانتشار.

*أكرر التحية واقدّم التهنئة لأسرة التحرير والأدارة وللمؤسسة بهذه المناسبة مع التمنيات، والعمل، نحو النجاح المتواصل.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.