الرابع محط أفئِدة المستوزرين… ثم ماذا !


د. مفضي المومني

=

الدوار الرابع… محط افئدة المستوزرين، في قاموسنا السياسي وما عودتمونا عليه…؛ أن التغيير يأتي من الرابع… فكل (ما دق الكوز بالجره)… وأصبحت بعض أو كل الوجوه فوق طاقة الإحتمال للشعب… نفتح صفحة جديدة في كتاب التغيير الوزاري… حتى وصلنا لمرحلة التندر ( معالي الشعب الأردني)… واحسب يا رعاك الله فاتورة التوزير من امتيازات وتقاعدات و(الذي منه…!)… تتغير أحوال الموزرين ولا يتغير شيء عندنا نحن الشعب الأردني البطل، لا بل نستسلم كل مرة ونلهي أنفسنا بالقادم الأجمل… قبل أن تعدنا به دولتك..!.
في الواقع الجميل الحالي والمنتظر ثمة تراجع في كل مفاصل دولتنا… ثمة إنعدام للثقة بين الحكومات والناس… ( انت قلتها)…بالمناسبة لا أطعن بوطنية أحد وزير او شعب… ولكن أطعن بالفساد الذي يتغلغل فينا… وبكل فاسد مالياً أو إدارياً… أو ضعيفاً ضيع نفسه ووزارته ومؤسسته وضيعنا معه… وفوق كل هذا نظام حكومي رقابي لا يحاسب ولا يراقب كما يجب..! ولو كان عمر رضي الله عنه بيننا لشرع سيفه وقال: لو كان الفساد رجلاً لقتلته، وفي معادلة الأوطان يتساوى الفاسد مع الضعيف والغافل حتى لو كان ابو الندهتين وواسطته كبيره… !.
الكتابة المخلصة في الوطن ليست ترف، ولا شطحات فكر مع فنجان قهوة… ولا مناكفة، ولا (صياح بوادي… ومين سمعك..!)، ولا طمعاً بمنصب أو حضوه أو مكتسب غير مستحق، هي نكء للجراح… ومشي على جمر الوجع… وجلد مستحق للذات… قد تدغدغ مشاعر العامة وتضرب على وتر الوجع فيهم فيصفقوا لك ويشبعوك(لايكات)… وقد يرتد عليك قولك… وقد ( يوخذوك لخشة خالتك)… وقد تسجل في سجل المارقين… وهنا أنا لست إلا مع كلمة الحق التي يراد منها حق وصلاح… ولست مع المدح والردح للأشخاص أو الوطن فهذا ليس من ابجديات المواطنة ولا من ثقافة التغيير والتطور المأمول… !.ولكني مع النقد البناء… وكشف مواطن الخلل وطرح المقترحات وشحذ الهمم، في الوطن كلنا مقصرون… حكومةً وشعباً… الحكومة بواد والشعب بواد… وليس في الأفق حلم اقتراب أو عزومة لو على ( منسف جاج)… لعن الحكومات للأبد لن يغير شيء… وتهاون الناس وعدم جدهم وعملهم ومثابرتهم… والتعامل مع الوطن (كبقرة حلوب ومزرعة سايبه) لن يغير شيء،
الفساد المالي والإداري يمارس هنا وهناك من البعض في الحكومات والبعض من العامة… وليس هنالك فساد حكومي سيء وآخر شعبي حسن، لا في صحيح البخاري ولا فيما نقل الترمذي ولا ما صحح الالباني ولا ما روى ابن ماجه..!، ولنا في قول الله تعالى الكثير مما وجب الإتباع: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)[ الرعد 11]، وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً [الأعراف: 58]، وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ [الأنعام: 129]… هي معادلة يجب أن يصلح طرفاها الحاكم والمحكوم ولا تنتظروا تغيير الحكومات قبل أن تغيروا انفسكم جميعاً…!.
إجتماعياً وشعبياً نعيش الغش والنصب والإحتيال والسرقات والقتل والكذب والنوايا الخبيثة…والرشا والفساد والإفساد… والقائمة تطول… وحكومياً يستمر مسلسل التوزير وتبادل المصالح والواسطات والتنفيعات والتكسب والإمتيازات خمس نجوم… والعشوائية وإنعدام الرؤيا..وتلاشي الولاية العامة… وزيادة الضرائب بدل السعي للمشاريع الوطنية المنتجة والسعي لسراب الديمقراطيات والأحزاب المستنسخة والقائمة تطول… !، أقولها ومن عميق القلب ربما نحن بحاجة لتربية مرةً أخرى…! لنصلح أحوالنا وحال حكوماتنا ولعل الله يقدر لنا ذلك… الشعوب تنام لكنها لا تموت..!، وأنا لست في مجال تبرئة اي شخص حكومة أو شعب أخطأ بحق ذاته ووطنه وأهله… ولا أُنظّر لكنه الواقع الذي سوف يغير أحوالنا… .ونتصالح و(نصير سمن على عسل) مع الحكومات… ! (وهاتلك بعدها مناسف لحمه)، (ليقضي الله أمرًا كان مفعولا).. [الأنفال 44].
ومع إشاعات التغيير الوزاري… سيستعرض البعض وينافق البعض ويتسمر البعض في بيته مع تلفونه منتظراٌ دعوة إلى الرابع… لا ضير… ولكن يطلبك الناس يا دولة الرئيس أن تحسن الإختيار وتغير النهج…(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص26]، لا تدور الفشلة ولا الضعفاء… ولا الأصدقاء ولا النسايب ولا المحاسيب ولا الواسطات من هنا أو هناك… ولا زوار السفارات… !.
نفهم أنكم لن تحدثوا ثورة ولن تغيروا إرث سنوات من الإخفاق…بيوم وليلة… الشعب لم يعد مهتماً إلا بلقمة عيشه وحاله يقول( بالمفتشر؛ ابدناش سياسة) كل ما نريد حياة كريمة… لنخفض نسبة الراغبين بالهجرة من 50% أو اكثر… .إلى 49%… أو أقل فأقل… بدنا همتكم…يا رعاكم الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم…!. حمى الله الأردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.