السنافر


محامي محمد صدقي الغرايبة

=

 

السنافر مسلسل كرتوني كنا نستمتع به ايام الطفولة اكثر من استمتاعنا بتناول وجبة الإفطار في وقتنا الحاضر بعد 17 ساعة من الصيام المتواصل الذي لا يتخلله تزريق قطيرات من الماء اثناء الوضوء او المضمضة بحجة تنظيف الفم او ما شابه ذلك مثلما يفعل الاطفال في وقتنا الحاضر …

السنافر وتوم اند جيري وبوباي ونقار الخشب وغيرها من مسلسلات الكرتون كانت مسلسلات راقية غير مسيسة وخالية من الصبغات الدينية والطائفية والعرقية التي اصبحت تدس بين الحلقة والاخرى في الافلام الكرتونية بقصد تطبيع ابنائنا على سلوكيات تنافي الدين والاخلاق والعادات والتقاليد والقيم السامية التي اصبحت وللأسف الشديد عملة نادرة لا يملكها إلا من رزقه الله بأسرة صالحة ساعدته على ان يتشبث بها رغم ان الغالبية العظمى منا اصبح ينظر إليها على انها ضربا من ضروب التخلف والرجعية .

علينا ان ننتبه جيدا إلى الفضائيات التي يشاهدها ابنائنا وبناتنا والتي اصبحت اكثر خطرا على المجتمعات فاغبلها بات يسعى إلى تغير الاتجاهات لدى ابنائنا وبناء ثقافات مغايرة لديهم واكسابهم سلوكيات سيئة بشكل ممنهج وبطريقة مبطنة ومقنعة وبما ان الفضائيات اصبح جزءا من بيوتنا فهي وبكل تأكيد لها دور فاعل ربما أكثر من دور الاب او الام التي قد لا تجد الا القليل من الوقت للجلوس إلى أبناءه بسبب العمل ومشاغل البيت …

علينا ان ندرك بأن هنالك من يبذل الملايين من أجل تدمير ثقافات الشعوب وأخلاقهم والقضاء على الأجيال القادمة والعبث بكل الأسس السامية اما بالقلم او بتشويه الحقائق او بتسويق الافلام والمسلسلات او بأستجأر اصحاب الاقلام المسمومة .. فالشعوب التي تدرك أهمية الثقافة هي تلك التي تضربنا على مقتل في ثقافة الأجيال القادمة وتغيير نهجها الذي يشكل رأس مالها .

المسلسلات والأفلام الكرتونية لا تقل خطورتها عن الأفلام والمسلسلات الحقيقية لان الرسالة والهدف والحبكة ربما تكن واحدة والاختلاف ما بين النوعين يكمن فقط في من يمثل الأدوار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.