العيب فينا لا بهويتنا


نسيم العنيزات

=

بعد مائة عام من عمر الدولة الاردنية ما زالت الهوية لدى البعض بلا ملامح وغير معرفة ، فتعريفها خاضع في نظر البعض لاجندات وغايات ومدى القدرة على تسلل الافكار او اضافة العبارات والكلمات والتلاعب بها داخل بعض الفقرات ليقرأها كيفما يشاء لتتماشي مع توجهه وفكره هو .

فكلمة واحدة ، او حرف واحد في بعض الأحيان في موقف ما ، او قضية معينة كفيل بان يحدث ضجة وان يحدث حالة انقسام مجتمعي عامودية وافقية بين اطيافه ومختلف طبقاته الاجتماعية والسياسية والثقافية .

كل يغمز من قناته ، ويرمي سهامه نحو اهداف يصبو إليها او يسعى لتحقيقها ، والبعض الاخر قد ينضم الى قافلة الغمز واللمز دون هدف له الا للفزعة او التسلية او للتذكير بوجوده وقسم اخر قد تدفعه البراءة والنزعة الوطنية.

وبين هذا وذاك نغرق جميعا في تفاصيل وتشعبات وما بينها من اتهامات وتنظير لنجد انفسنا قد عدنا الى المربع الاول في البحث عن الهوية او ايجاد تعريف لها .

لماذا ما زالت هويتنا لدى البعض ناقصة ،تخضع للمصلحة وتقبل المساومة عند اي منعطف وقد تدخل في سوق التحريف والتبديل او التسويق احيانا او الخوف عليها والغمز من قناتها لتمرير اجنداتنا او للمحافظة على انفسنا ومصالحنا وتحميلنا وزرا ليس ذنبنا ، دون النظر للوطن ككل بعد ان اصبح في نظر البعض محطة كسب وتكسب على اكتاف الاغلبية الفقيرة والمسحوقة الممسكة بجمر الوطن والخوف عليه .

والغريب في الامر ما ان نتجاوز قصة او نتعداها لتطل علينا اخرى في محطة اخرى تكون الهوية الوطنية حاضرة فيها ، كأنها اصبحت شماعة نعلق عليها ما تخفيه صدورنا في ظل بوصلة تائهة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.