الفرصة !


نسيم العنيزات

بقلم / نسيم عنيزات

بعيدا عن الخوض او مناقشة تفاصيل اراء وردود افعال الشارع حول الية وتشكيل اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية التي تعكس حالة الاحتقان والغضب وانعدام الثقة ، والتي لم تخرج عن دائرة التشاؤم والتشكيك والتفاؤل الحذر .

وهذا امر طبيعي ومنطقي يتوافق مع الواقع بعد الانتكاسات والهزات التي تعرض لها المجتمع وتصارع مراكز القوى وتضارب المصالح اخرت عملية الإصلاح واثرت على المجتمع الذي اخذ يشكك بكل شيء خاصة بعد حالة التفاؤل التي رافقت الربيع العربي قبل عشر سنوات .

ومع هذا نستطيع أن نجزم بان هناك فرصة ، و ارضية مهيئة وضرف جاهز ووقت مناسب لتحقيق تقدم ملموس، ووصفة حقيقية تسهم في احداث شفاء من المرض المستعصي ولو بالحد الأدنى، لكنه مشروط بالجدية والقناعة والرغبة بذلك، دون اللعب على عامل الوقت او المراوغة والعودة الى المربع الاول .

خاصة على المستوى الداخلي وترقب الشارع لتجاوز تحدياته بعد ان عاش حالة من حبس الانفاس على وقع ثلاث ازمات داخلية خلال اربعة شهور كادت ان تطيح بامن واستقرار الدولة وتمضي بنا الى المجهول

بقيت الاغلبية خلالها قابضة على الجمر حفاظا على الدولة وبقاءها بعد ازمة مستشفى السلط والفتنة وقضية النائب السابق اسامة العجارمة

ازمات هزت الشارع الاردني الذي كان ينظر إلى العدالة والإصلاح ومحاربة الفساد بعين ، ويحرس بأخرى الوطن ويخشى عليه من الانهيار لا سمح الله الا انها كشفت حالة الانقسام بعد ان اشتبك معها بهدف التعبير وإيصال رسائله الى صانع القرار ليرى اين وصلنا وما هو حالنا ،لكن وبنفس الوقت كان هاجس الخوف على الدولة سيد الموقف في كل مرة.

اما على المستوى الخارجي فان مغادرة رونالد ترامب وطاقمه سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية التي لعبت دورا بالضغط على الاردن وقيادته بعد ان همشت دوره وتجاوزته في مواقف كثيرة رغبة في نزع موافقته لتمرير صفقة القرن .

اضافة الى انتهاء حقبة ريس حكومة الاحتلال نتن ياهو الذي يكن عداوة للاردن ونظامه السياسي مع ان الحكومة الجديدة ليست افضل يل تسير على نفس النهج لكن ازماتها الداخلية قد تمنحنا فرصة للتفكير بالداخل.

فالتقاء الوضع الداخلي والخارجي يشكل فرصة سانحة قد لا تتكرر لمعالجة ملفاتنا بجدية ، دون المراهنة على عامل الوقت او كسبا له لاننا لا نضمن ماذا يخفي لنا الغد او بعده لنمضي قدما ونصنع فرقا حقيقيا دون اية تدخلات او اشكاليات في المستقبل قد تعيق عملنا وتشكك بنوايانا .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.