اللاجئون الأوكرانيون سيصيبهم ما أصاب غيرهم


نسيم العنيزات

على اللاجئين الأوكرانيين في بلاد الغرب ان يدركوا بأن العالم سيتعامل مع قضيتهم كما تعامل مع الفلسطينيين بعد الاحتلال ومع السوريين المنتشرين في بقاع العالم وغيرهم من المشردين في جميع دول العالم، الذين شرعت لهم الأبواب وفتحت لهم الصدور وظنوا ان قضيتهم لن تطول وأن غربتهم مؤقتة سرعان ما تنتهي وتزول ويعودون الى الأرض والديار .
فها هي فلسطين وقضية شعبها الذي يعاني منذ أكثر من سبعين عاما بين النزوح واللجوء ء، ينتظر عودة لغاية الآن لم تتحقق ، حتى ان وكالة الغوث التي انشئت بدعم غربي وعالمي لمساعدتهم وتقديم الفتات اصبحت عبئا على منشئيها الذين تخلوا عن التزاماتهم تدريجيا وهي الآن في طريقها الى الاختفاء والزوال .
والحال ليس ببعيد عن السوريين الذين فتحت لهم الحدود للهروب وأوهموهم بانها نزهة قصيرة واقنعوا الدول المستضيفة بان تراعي شعورهم ولا تطلق عليهم مصطلح لاجئ بل ضيف ، لان موضوعهم لن يطول ، وهاي هي مخيماتهم في دول اللجوء تتحول إلى مدن وأطفالهم أصبحوا شبابا وآباء وامهات، وشبابهم هرموا ومنهم من انتهى اجله في المخيم وهو يحلم بالعودة ، بعد ان نقضت الدول الكبرى وعودها وتخلت عن التزاماتها وحجبت اموالها عنهم وعن الدول المستضيفة وشكل اللاجئون السوريون عبئا ثقيلا على بعضها خاصة الاردن ولبنان.
الا انهم أصبحوا مطاردين ومشردين في كثير من دول العالم الذي أدار ظهره لهم وللفلسطينيين .
وهناك قصص وحكايات كثيرة بين دول العالم خاصة في افريقيا واسيا يعيشون حالة اشبه بالموت بعد ان أصبحوا في طي النسيان والاهمال .
فكما فعلوا معهم فان الدور سيأتي على الاوكرانيين الذين يعيشون حياة من الدلال والترحاب في بعض الدول الاوربية التي تستضيفهم الان، وذلك لأهداف سياسية ، الا اننا نعتقد بان الترحاب لن يطول وان الصدر الواسع سرعان ما سيضيق .
مسلسل يعيد نفسه فعند انشاء مخيم الزعتري هبت الدول للمساعدة وتقديم العون الإنساني والصحي وبناء المستشفيات والمراكز الصحية وتوزيع الخيم حتى ان المخيم كان يعج بالزوار، ولم يخل من الوفود الانسانية والدولية ، فواحد خارج وأربعة يدخلون، اما الان فيبدو انهم ضلوا الطريق ونسوا المكان.
وأصبح الامر خارج أولوياتهم وغير موجود على اجنداتهم اصلا.
فكما أسدل الستار عن قضايا سابقا ليفتح لأخرى قادمة، سيأتي الوقت الذي سيشكل فيه الاوكرانيين عبئا ثقيلا على اكتاف العالم وعند اي محطة سيتم إنزال الحمولة عن الأكتاف ليكمل كل واحد طريقه ومشواره بنفسه وان يحل قضيته بنفسه دون مساعدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.