المجلس الأعلى للشباب والمنظمات الدولية والتصدي لخطاب الكراهية


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال /  24-10-2015

 

تفاصيل كثيرة في برامج ونشاطات المجلس الأعلى للشباب لم أعد قادراً على فهمها و استيعابها ، فبين الفينة والأخرى يطل علينا المجلس وبعض المراكز الشبابية التابعة له ببرامج ونشاطات ما أنزل الله بها من سلطان .
 
 
آخر صرعات وصيحات المجلس الأعلى للشباب هو برنامج التصدي لخطاب الكراهية على شبكة التواصل الاجتماعي الذي تنفذه مؤسسة أنا أتجرأ للتنمية المستدامة، وبالطبع البرنامج آ المذكور كالعديد من البرامج الأخرى التي تستهدف فئة الشباب مدعوم بالكامل من المنظمات الأمريكية التي تصول وتجول في البلاد دون رقيب أو حسيب .
 
 
قد تكون الفكرة جيدة ومفيدة لو نفذت بطريقة أخرى تشرف عليها بالكامل مؤسسات أردنية وطنية همها الوحيد تنفيذ برامج حقيقية وطنية نقية تستهدف فئة الشباب وتغرس فيهم قيم الولاء والانتماء وتعزز لديهم منظومة القيم والأخلاق وحب العمل .
 
 
أما المنظمات الأمريكية، فليس لها الحق إطلاقاً أن تعلم شبابنا كيفية التصدي لخطاب الكراهية عبر شبكة التواصل الاجتماعي ولا على أي صعيد آخر ، و لقد كان أنفع لهم و أفضل أن يتوجهوا ببرامجهم هذه إلى أصحاب القرار في دولتهم التي طغت وتجبرت وقتلت مئات الآف المسلمين في شتى بقاع الأرض دون أي وازع أو رأفة ،، بل الأولى بهم أن يتوجهوا ببرامجهم هذه الى حليفتهم دولة الكيان الصهيوني التي احتلت الأرض وارتكبت أبشع أنواع الجرائم ،، وفوق هذا وكله يأتوننا بكل دم بارد ليعلموننا كيف نتصدى لخطاب الكراهية…
 
 
و السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل هذا ماذا أبقوا لنا حتى لا نكرههم ونعلم أولادنا وأحفادنا أن يكرهوهم ويحقدوا عليهم .
 
 
أما مؤسساتنا ومراكزنا الشبابية وبعض النشطاء فأدعوهم أن يراجعوا أنفسهم قليلاً ، فليس كل ما تطلقه هذه المنظمات الدولية يستحق أن نفكر فيه حتى لبضع دقائق ، وأدعوهم أن يخلعوا عن اندفاعهم ثوب مصالحهم الشخصية الضيقة وأن لا يلصقوا بنا وبشبابنا تهمة الكراهية ،، فهذه الدول هي من علمت الدنيا كلها منذ مئات السنين كيف تكون الكراهية والحقد الأعمى عندما احتلوا الأرض واستعمرونا ونهبوا خيراتنا وما زالوا ، وقتلوا وشردوا وخلفوا في كل أرض تركوها دماراً وخراباً لم يعرف التاريخ له مثيل .
 
 
ورسالة أخيرة إلى المجلس الأعلى للشباب وبعض المراكز التابعة له أقول لكم ارحمونا من بعض نشاطاتكم وبرامجكم ،،وأدعوكم أن تخرجوا من مكاتبكم الفارهة لتحاوروا شبابنا وتتعرفوا على همومهم وقضاياهم ، فقضيتنا وقضية شبابنا ليست خطاب الكراهية الذي تدعون،، إنه الفقر المدقع والبطالة العميقة التي نالت من عزيمتهم ومن طموحاتهم.
 
 
فوزير التربية مثلاً آ وحرب التوجيهي رمت بالآلاف من طلبتنا آ إلى الشارع وأصبحوا فريسة سهلة لتجار المخدرات والحشيش ، وأرجوكم أن تعقدوا جلسة واحدة فقط تناقشوا فيها بحضور بعض آ أصحاب الضمائر الحية والقائمين على العملية التربوية في بلدنا كيف لطالب توجيهي يحرم أربعة فصول دراسية من امتحان التوجيهي لمجرد أنه فكر أن يأخذ معلومة من زميله ولا تريدونه أن يحقد ويكره الدنيا كلها .
 
 
الظلم والفساد والتجبر والفقر والبطالة وعدم تكافؤ الفرص وعدم توزيع مكتسبات الدولة بعدالة وإنصاف…هو من ينتج خطاب الكراهية ،، فإذا تجرأت مؤسسة أنا أتجرأ للتنمية المستدامة آ والمجلس الأعلى للشباب على مناقشة آ هذه القضايا آ ووضع توصيات آ جريئة وشجاعة آ لأصحاب القرار في بلدنا آ  آ ، آ عندها نقول أننا آ  بدأنا بالفعل نتصدى لخطاب الكراهية لدى شبابنا وكل فئات مجتمعنا ،، بدل أن ننفذ برامج مكشوفة لمنظمات دولية مشبوهة لا هدف لها إلا تشويه صورة مجتمعاتنا وشبابنا آ ودولنا التي عانت وما تزال من ظلم وطغيان دولهم ومنظماتهم .
 
 
والله من وراء القصد من قبل و من بعد ،،،
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.