الى وزارة التربية ،،، من يُنصف حافظة القرأن الكريم الطالبة الكفيفة سارة العنانزة ؟!


منذر محمد الزغول

ما إن تلتقيها  أو تجلس معها وتسمعها وهي تردد آيات من القرأن الكريم  إلا وتشعرعلى الفور أنك أمام قصة فتاة أردنية مبدعة ومتميزة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، لم تقف كل التحديات والصعاب التي تواجهها أمام تحقيق طموحاتها فحفظت القرأن الكريم وهي في الثالثة عشر من عمرها  رغم أنها كفيفة إلا إن إصرارها  وتحديها للظروف كان أقوى من كل شىء .

 

تبهرك بروحها الطيبة وإبتسامتها المشرقة التي لاتفارق مُحيّاها ، رغم أنها تخفي وراء هذه الإبتسامة من الحزن الشديد على واقع لم يكن لها خيار فيه ، فهي طموحة جدا وذكائها خارق وتستطيع أن تحقق كل ما تصبو وتطمح اليه  ، لكن التحديات والصعاب قد  تقف أكبرعائق أمامها  .

 

الطالبة المبدعة سارة  محمود  أحمد العنانزة  هي إحدى طالبات اكاديمية عبدالله ابن ام مكتوم للمكفوفين التابعة لوزارة التربية والتعليم ، أنهت  مرحلة الصف السابع بتفوق وهي الآن كباقي زميلاتها بصدد الترفيع الى الصف الثامن إن سمحت لها الظروف بذلك .

 

التحدي الوحيد أمام المبدعة سارة العنانزة يتلخص بأنها وقبل أكثر من عام ونصف كانت مشمولة بالسكن الداخلي للأكاديمية كونها تسكن في منطقة بعيدة عن العاصمة عمان أي في مدينة كفرنجة في محافظة عجلون ، ولأن قوانين وأنظمة وزارة التربية والتعليم والأكاديمية تمنع بقاء الطالبات بعد سن معين في السكن الداخلي للأكاديمية فقد تم إخراجها من السكن ، ومنذ ذلك الوقت تكفل والدها بمساعدة أحد أهل الخير والبر والإحسان بإرسالها يوميا من مدينة كفرنجة الى مقر الأكاديمية في عمان ومن ثم وبعد إنتهاء الدوام يتم إرجاعها الى مقر سكنها في كفرنجة رغم أن والدها يعمل في القوات المسلحة بمدينة الزرقاء وهذا ما شكل عليه ضغطا كبيرا جعله يفكر كل يوم بإخراجها من الأكاديمية لصعوبة ظروفه بالعمل ولعدم مقدرته  على مواصلة إرسالها كل يوم من كفرنجة الى عمان وبالعكس .

 

المبدعة الطالبة الكفيفة  سارة العنانزة  لا تطلب الكثير ، فطلبها الوحيد يتلخص بعدم حرمانها من حقها في التعليم رغم أن والدها وأهلها وذويها  وأهل الخير يقفون معها بكل قوة ويساندونها  إلا إن قضية إرسالها الى عمان كل يوم أصبحت قضية صعبة جدا لظروف عمل والدها ولمجموعة أخرى من التحديات .

 

جُل ما تتمناه سارة العنانزة وذويها وأهلها أن يتم إستثنائها من قوانين وأنظمة وزارة التربية والأكاديمية بخصوص الأعمار المسموحة لهم البقاء في السكن الداخلي للأكاديمية بسبب بعد سكنها عن العاصمة عمان وعدم مقدرة ذويها ووالدها إرسالها كل يوم الى مقر الأكاديمية .

 

طٌموح وطلب  سارة وخاصة أنها  هي الوحيدة من محافظة عجلون التي تدرس في الأكاديمية طموح وطلب مشروع ، فهذه الطالبة المبدعة الحافظة للقرأن الكريم تستحق منا جميعا أن نذلل كل الصعاب والتحديات أمامها ، فجميع دول العالم تهتم بمبدعيها ، فكيف إذا كان الأمر متعلقا بطالبة مبدعة وكفيفة لديها من الطموح ما لا يعلمه إلإ خالقها عز وجل ، وكيف سيكون الأمر عليه إذا حكمنا على هذه الإنسانة المبدعة أن تبقى حبيسة الجدران وهي في قمة إبداعها وشوقها لإكمال مراحل تعليمها كباقي عباد الله .

 

فهل يا  وزارة التربية والتعليم  وجميع الجهات المعنية في مملكتنا الحبيبة   سنسمع  منكم أخبارا ستسرنا جميعا  وتنصف الطالبة المبدعه الكفيفة  ساره العنانزة ، وهل بالتالي  سيتحقق حلم  وطموح هذه الإنسانة المليئة بالطيبة والحنان بإكمال تعليمها .

 

كلي ثقة  أنه إذا سمحت الظروف لسارة أن تكمل تعليمها سيكون لها ذات يوم شأناً كبيراً في ميادين العلم  ، فلنقف معها ونساندها بشتى الطرق والسبل ، راجياً من وزارة التربية وأصحاب الضمائر الحية في وطننا الغالي أن لا يخيّبوا أمل سارة وأملنا جميعا في أن نرى إبتسامتها المشرقة تعود لها من جديد وتعود كباقي زميلاتها الى مقاعد الدراسة .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية 

عضو مجلس محافظة عجلون

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.