ان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي


نسيم العنيزات

ان فكرة التوسع في زراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير واقرار الخطة المتعلقة بتتفيذها ، تتطلب الاسراع باجراءت تطبيقها ، لنراها على ارض الواقع ، لا كغيرها من الخطط والقرارات التي بقيت حبرا على ورق ، دون ان ترى النور.

او غير مكتملة وتفتقد الى الديمومة وتسير بنفس دائرة الفزعة والانية الذاهبة الى الفشل والتوقف دائما .

كثير هي الخطط ، والاكثر منها التصريحات والقرارات حول اجراءات وافكار واعدة وطموحة سمعنا عنها كثيرا ، الا انها سرعان ما تذهب في غياهب الجب دون ان نعرف السبب والهدف ، او لماذا اتت وكيف ذهبت واختفت ؟ مما افقدنا الكثير من الاموال التي تخصص للتنفيذ او للدراسة والتخطيط وكذلك المردود والعائد المالي .

خطط بقيت في الادراج ، استنفذت وقتنا وجهدنا وعطلت عجلة العمل والانتاج مؤثرة على اعصاب الناس بعد ان تشوش الفكر وحار الذهن .

وكم كنا نتحدث وغيرنا باننا بلد يفتقر الى الصناعة والإنتاج مع ضعف مقومات الصناعة والتأثير الاقليمي بسبب عوامل وظروف كثيرة اهما ارتفاع الأسعار وتكاليف الإنتاج خاصة الأيدي العاملة.

ما يستدعي التفكير خارج الصندوق بطريقة واقعية تلامس واقعنا وحالنا بعيدا عن التنظير ، والاعتراف بقدراتنا والتعايش معها ، خاصة في قطاعي السياحة والزراعة بسبب جغرافية موقعنا ومناخنا المعتدل في معظم ايام السنة، مع وجود بقع زراعية قابلة لزراعة بعض المحاصيل الحقلية مما يستوجب الالتفاف والاستدارة إليها و استغلاها والاستفادة منها ، وتعميق التجربة وتسخير كافة الامكانيات لاستمرار ها ونجاحها وتقدمها ، الا ان نبقى في حالة تردد دائم « رجل الى الامام والأخرى الى الخلف» خاصة اننا بلد زراعي في الاصل ، يتمتع ببيئة وارضية تساعد على نجاح هذا القطاع الذي كنا من السباقين فيه في سنوات سابقة ، وها هي سهول حوران شاهدة على ذلك، كما انها صامدة و ما زالت ولادة» بشد اللام «للخير مع شقيقاتها من ارضي وتربة الشوبك والطفيلة وباقي مناطق المملكة وتنتظر فحولها لحرثها وزراعتها ومن يروي عطشها.

لكن بقي ان نقول تأتي متأخرا خير من ألا تأتي..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.