بانتظار عام دراسي ناجح


د. عزت جرادات

 

بقلم /  د. عزت جرادات

* كنت أتمنى لو اعتمدت وزارة التربية والتعليم الاقتراح بتطبيق خطة للتمدرس مع بدء العام الدراسي القادم بثلاثة أيام في الأسبوع للتمدرس، وهو الدراسة في المدارس مع توفير جميع وسائل الوقاية والرقابة لتكون المدرسة بيئة آمنة؛ واعتماد يومين للتعليم عن بُعد أو التعليم الالكتروني، مع إدراكي لنسبة الفاقد التعليمي لأسباب عديدة.

* كانت التوجهات نحو التعليم الالكتروني والحوسبة تواجه برفض أو عدم تقبّل لضعف كفاءة التقنيات المتاحة في المدارس، مع الأقرار بأنها وسيلة للتغلّب على التعليم التلقيني المتغلغل في التعليم التقليدي.

* وقد مرّت الوزارة، شأنها شأن الدول في العالم، بتجربة التعليم الالكتروني المفروض كورونياً، فقد أصبحت قادرة على تجاوز الثغرات التي صاحبت التعليم عن بعد، وجاء اختيار التمدرس للعام الدراسي القادم لدوافع عديدة، تربوية واجتماعية، ومجتمعية، فمن ناحية تربوية فقد تعمّقت غربة الطلبة عن مدارسهم، وافتقدو فرص التفاعل مع أقرانهم ومعلميهم، ومن ناحية إجتماعية فقد أحدث الانقطاع عن المدارس اختلالاً في النمو الأجتماعي الذي ترمي إليه التربية واهدافها العامة أما من ناحية مجتمعية، فأن الضغط المجتمعي كان له دوره في اتخاذ قرار التمدرس الكامل لبدء العام الدراسي، يضاف إلى ذلك مناشدة كل من مديرتْي اليونسكو واليونسيف قبل فترة قصيرة بالعودة الكاملة إلى المدارس.

*أن هذه العودة تتطلب وضع برنامج تمهيدي أو إعادة التقريب ما بين البيئة المدرسية والطلبة… ويمكن أن يمتد هذا البرنامج لأسبوع يسبق بدء العام الدراسي، بتنظيم حضور الطلبة إلى المدارس وتقسيمهم إلى خمسة أفواج يومية، يلتقون بمعلميهم واقرانهم ويتحركون في المدرسة بحرية تامة وقد يتم توزيع الكتب المدرسية في ذلك اليوم، فتزداد رغبتهم في الألتحاق بمدارسهم.

* وقد يأتي هذا الاقتراح متمما للترتيبات التي أعلنها وزير التربية والتعليم بمشاركة القيادات التربوية في مركز الوزارة زملاءهم في الميدان للوقوف على توفير وتهيئة المدارس (لوجستيا) لتكون بيئة مدرسية آمنة، ومُناخاً تربوياً سليماً لبدء عام دراسي جديد بيوم بيوم كلّه تفاؤل ونشاط وحيوية، والأهم من ذلك إيجاد جوَّ حُسن الأستقبال للطلبة، وزيادة دافعيتهم نحو التعلّم.

 

مع أطيب تحية للاسرة التربوية، قيادات ومعلمين وطلبة، مع عملية تعلّم وتعليم ناجحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.