تصفية القادة الامنيين

=

بقلم / د. عامر الصمادي
اعلامي وباحث

العمليات الاستخبارية التي قامت بها اسرائيل خلال السنوات الماضية وما نجم عنها من استهداف مباشر للقيادات العليا في حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله ونوابه وكبار قادته العسكريين وعملية البيجر التي كان لها اكبر الاثر في تغييرموازين القوة بينهما فهي عملية نوعية معقدة ادت الى اصابة الآلاف من القادة العسكريين والحزبيين مرة واحدة وبلحظة واحدة في اكبر عملية خسارة عسكرية يتعرض لها حزب مقاوم او حتى جيش دولة ، وكذلك ما يجري حاليا من اغتيالات عديدة لكبار قادة الجيش الايراني وعلماء الذرة القائمين على مشروعها النووي يثير الدهشة اذ كيف لدولة الوصول الى هذا العدد الهائل من القادة الذين يفترض ان يكونوا محصنين ويتحركون بسرية عالية بل ان العديدين منهم لا يظهر على الاعلام ولا احد يعرف شكله ولا ينشر له صور وليس لهم صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي .

اسوق هذه المقدمة وانا اشاهد واسمع يوميا ما يجري في الاردن من نشر التهاني والتبريكات لكبار ضباط الجيش والاجهزة الامنية بمناسبة الترفيع او استلام مهمة جديدة،والملف للنظر ان هذه التهاني تنشر صورهم باللباس العسكري مع ذكر الرتبة والمنصب الذي تولاه وربما مكان اقامته ومعلومات اخرى قد لا تبدو مهمة بنظر اصحابها لكنها مهمة جدا لمن يتربص ويجمع المعلومات وهكذا نكتشف بعد مدة من الزمن ان جميع قياداتنا الامنية مرصودة ومتتبعة من قبل من يهمه ذلك، ولا سمح الله لو حصل مستقبلا اي حادث امني ربما نجد انفسنا امام حالة تشبه ما يجري في ايران اليوم ،

ومن هنا فانني ادعو الاجهزة الامنية الى التعميم على جميع منتسبيها وخاصة كبار الضباط بعدم نشر صورهم واية معلومات عنهم بوسائل الاعلام او السوشيال ميديا وان يطلبوا هم من اقاربهم عدم القيام بذلك ايضا حفاظا على بعض السرية المطلوبة فلا احد يدري ماذا يحمل المستقبل . كما ان المتتبع لما يجري يكتشف ان التطور التكنولوجي وخاصة في مجال الهواتف يكاد يكون اكثر واهم طرق تتبع القادة لمعرفة اماكنهم وشبكة علاقاتهم وتحركاتهم ، وهذا يجب ان يدعو الجميع الى التفكير بطرق التواصل والاتصال التي نستخدمها -وانا متأكد ان اجهزتنا الامنية تأخذ ذلك بعين الاعتبار – لكن التذكير ينفع المؤمنين . حمى الله الاردن واهله وابعد عنهم كل شر .