ثقافة المقاطعة


محامي محمد صدقي الغرايبة

=

بقلم /  محامي  محمد صدقي الغرايبه 

عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين))؛ رواه الشيخان.
نعم انه بيت القصيد وهو مربط الفرس … قبل عامين من الزمن ارتفع سعر بيض المائدة فنظمت جمعية حماية المستهلك حمله لمقاطعة هذا المنتج من قبل المجتمع الاردني وبالفعل مارس الغالبية العظمى من المجتمع سياسة المقاطعة مما أدى إلى تحقيق نتائج مبهرة في الأسعار خلال أقل من خمسة أيام وعادت الاسعار الى مستوى اقل بكثير مما كانت عليه في السابق .

هذا النهج الذي مورس من قبل الشريحة الواعية من المجتمع لم يكن هنالك أي داع لأن تتبناه جهة تطوعية او جمعية رسمية معنية بحماية المستهلك وكان الأجدر بالمواطن ان ينطلق من تلقاء نفسة ومن خلال دوافع ذاتية نابعة من ثقافة مجتمعية تحتم عليه ممارسة هكذا نشاط كي يشكل وسيلة ضغط على المتلاعبين بالأسعار والذين لا يهمهم سوى تعبئة جيوبهم واستغلال المواطن المسكين صاحب الدخل المتأكل .

ان ثقافة المقاطعة للسلع والخدمات التي تقفز اسعارها فوق الحد المعقول هو أنموذج رائع ومشروع في الدفاع السلمي عما تبقى من حزمة الدخل وحق المواطن في الحد من التضخم المفاجئ الذي يطرأ على الاقتصاد بشكل جزئي يتعلق بسلعة تم سحبها من السوق المحلي الى الأسواق المجاورة بلا تخطيط او تدبير ليقل العرض ويزداد الطلب وترتفع مع كل ذلك الاسعار .

ممارسة هذه الثقافة ان دلت على شئ فأنها تدل على حجم الوعي والإدراك من كافة شرائح المجتمع وتدل على ان المواطن شريك حقيقي في صنع السياسة الاقتصادية داخل الوطن وهو شريك في رفع الاسعار وعليه فأن مقاطعة المجتمع للبندوره بات امر حتمي كونها لا تستطيع الصمود اكثر من ٤٨ ساعة وستلقى في الحاويات .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.