حتى لا يأتي سيل ويجرف كل خططنا


نسيم العنيزات

=

نحتاج جميعا الى جرعة قوية من الأمل ، تترك اثرا ملموسا في المجتمع وتسهم في مساعدة الناس على الصبر ولو قليلا على لهيب الصيف الذي تزداد حرارته كل يوم في ظل إرتفاع  أسعار السلع والمشتقات النفطية .
جرعة حقيقية قادرة على تسكين اوجاع الناس وتخفيف الامهم ، لا حلولا آنية تذهب مسرعة كما تأتي دون ان تترك اثرا ولا تناسب الظروف الصعبة والتحديات التي يواجهها مجتمعنا ومواطننا بعد ان وضعته في زاوية ضيقة اضعفت من قدرته على التفكير كما خلقت جوا من الخوف والاحتقان.
نحتاج الى مشاريع واستثمارات ضخمة تحقق التنمية المستدامة وتخلق فرص عمل حقيقية ودائمة تشعر شبابنا بالأمان والاطمئنان وتساعدهم على الاقبال على المستقبل دون خوف او تردد .
نحتاج الى اخبار سارة حقيقية وواقعية بدل تلك الاخبار التشاؤمية المرعبة التي نسمعها كل يوم كموضوع المياه وشحها ، وان صيفنا سيكون صعبا او تلك المتعلقة بالرفعات المستمرة لأسعار المشتقات النفطية خلال الاشهر الاربعة القادمة .
نحتاج الى خلق جو من التفاؤل وارضية حقيقية وصلبة والانطلاق الى المستقبل بإجراءات اقتصادية عملية ، يلمسها الناس في كل جوانب حياتهم لإعادة الثقة للجميع بعد كل الاحباطات التي مررنا بها خلال السنوات الماضية ، وعدم الاكتفاء بالخطط التي لم نر منها شيئا الا مزيدا من الضغوطات والصعوبات.
نعم قد انهت الحكومة منظومات انتظرناها طويلا كمنظومة التحديث السياسي وإطلاق منظومة التحديث الاقتصادي وبانتظار الانتهاء من منظومة تطوير القطاع العام لكن علينا ان نعترف بان الزمن والوقت قد تغيرا، لكن هناك ملفات علينا إنجازها واغلاقها.
علينا ن نبدا بالتصالح مع أنفسنا وإيجاد حلولا لأزماتنا وملفاتنا التي تعيش بيننا بدل خلق ازمات جديدة ولو من باب حسن النية لننطلق نحو مستقبل امن ومستقر..
نحتاج الى قرارات واقعية تسهم باعادة الحياة والروح للناس من خلال تفعيل البدائل الموجودة بيننا وهي كثيرة ومتوفر ة كموضوع اعادة الحياة الى سوق عمان المالي الذي هجره الكثير من الشباب والمتقاعدين، خاصة إذا ما علمنا بان عشرات الآلاف من المواطنين كانوا يستثمرون بشركاته المدرجة في السوق ..
لذلك لا بد من تفعيل المحافظ الاستثمارية وتشجيع البنوك والضمان الاجتماعي على زيادة الاستثمارات لخلق روح جديدة الى السوق .
ولا بد ايضا من مراقبة الاسواق والشركات التي تكدس بضاعتها في مخازنها وتهيئ نفسها لموجة جديدة من الغلاء وكأنه لا يكفيها ماذا حل بالناس من غلاء وبلاء .
امور كثيرة لا بد من النظر إليها وإماطة اللثام عنها والبدء فورا بالعمل عليها دون تاخير او تردد ، فالوقت ليس لمصلحة أحد وعلينا ان لا نراهن على الوقت الذي قد يداهمنا بتحديات جديدة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.