حسن سميك :


محامي محمد صدقي الغرايبة

=

 

شخصيا لا أهتم بمواقف الأشخاص من اي قضية كانت سيما إذا تعلقت بوجة نظر شخصية لأن حرية الرأي مصونة ومكفولة دستوري وقانونيا ووفقا للمواثيق الدولية.

سمعنا على مواقع التواصل الاجتماعي قيام احد الأشخاص بالتبرع بمبلغ مالي سدد فيه الذمة المالية العشرات من الطلاب في جامعة اليرموك وطلب كات الشخص عدم ذكر اسمه وهذا بحد ذاته مؤشر على أن المتبرع اما قد قصد من تبرعه أن يكون عمله خالصا لوجه الله تعال أو أنه يعلم بأن لغطا كبيرا سيحدث في الوسط في حال علم الناس بأنه هو من تبرع بذلك المبلغ وانه كان لإخفاء لاسمه لا يريد أن يدخل في متاهات الدهاليز الضيقة التي ربما فد تفسد عليه تبرعه أو قد تصنع توترا ربما هو في غنى عنه .

من وجهة نظر شخصية قد لا يعنيني مواقف الرجل الأخرى لكن يعنيني ما قدمه من عمل كان قد انقذ العشرات وربما المئات من الشباب الذين هم بأمس الحاجة لأن ينطلقوا نحو مستقبلهم في وقت تمنعت جامعتهم عن منحهم شهاداتهم بسبب تلك المبالغ التي جميعنا يعلم ثقلها على أولياء الأمور وان الكثير من الناس باع منزله أو أرضه التي تمثل هويته ووجوده كي يتمكن من دفع أقساط ابنه أو أبناءه في الجامعات الحكومية التي أصبحت تشكل كابوسا مقلقا للكثير من أولياء الأمور.

للأسف كثير من الاقلام كانت قد سنت وما زالت تشحذ للنيل من كل ما من شأنه أن يحد من فقر المواطن أو يسهم في التقليل من معاناته وهم يعلموا بأن المواطن والأسباب لا دخل له فيها بات يئن تحت وطأة الظروف الاقتصادية والاجماعية التي اجهزت على كل ما تبقى من مقومات حياته ولم يبقى الا ان يستجدي الحاجة ممن افقروه واوصلوه إلى ارذل الحال .

أليس من باب أولى أن تبادر الجامعة إلى تقسيط المبالغ أو
إعفاء الطلاب من جزء منها وهي الاكثر معرفة باوضاعهم.
اين نواب الامه ووزراء الوطن واغنياء البلد من كل هذا يا أصحاب الرأي وأصحاب الاقلام التي تزعم انها تنادي بالقومية والعروبيه وهي منها براء.

التطبيع يا سادة يمارس كل في لحظة على مختلف المستويات وفي كافة الدول ومع ذلك لم يتكلم احد عنه إلا عندما تعلق الأمر بدفع مبلغ يعتبر تافها بالنسبة للدولة أو الجامعة أو الاغنياء أو أولئك الذين لا تكفيهم هذه المبالغ لإقامة سهرة من سهراتهم اليومية أو الأسبوعية والتي لا تكفي إقامة حفل عيد ميلاد لطفل لم يكمل عامه الأول.

شخصيا اقول شكرا لك حسن سميك
كفيت ووفيت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.