حكاية جمعية تعاونية انهارت بسبب التشكيك والإشاعات!!!


منذر محمد الزغول

=

تاريخ النشر / 08-02-2012

يحكى أنه كان في إحدى بلدات محافظاتنا الأردنية الغالية جمعية تعاونية نجحت نجاحاً فاق كل الحدود والتوقعات ،حيث بدأت هذه الجمعية اعمالها ببضعة الآف من الدنانير ،هي مساهمات من مؤسسي الجمعية ،التي أقيم فيها بعض المشاريع الصغيرة المتواضعة التي نجحت نجاحاً كبيراً .

نجاح الجمعية في أعمالها المحدودة هذه جعل المؤسسين لها يفكرون بتوسيع أعمالهم واستقطاب مزيد من الشركاء لإنشاء مشاريع أخرى ذات جدوى وفعالية أكبر ، وبالفعل تم استقطاب العديد من الأصدقاء والأقرباء والمهتمين، حتى وصل رأس مال الجمعية إلى بضعة ملايين من الدنانير ،الأمر الذي مكن القائمين عليها من توسيع أعمالهم وإنشاء مشاريع جديدة وإعطاء قروض لمئات المواطنين من أجل أغراض مختلفة كالبناء وشراء السيارات وإقامة بعض المشاريع المختلفة .

وبذلك نجحت الجمعية نجاحاً ملحوظاً، حتى أن بعض البنوك المعروفة أصبحت تشكتي من منافسة الجمعية لأعمالهم ونشاطاتهم حيث قام العديد من المتعاملين مع تلك البنوك بسحب أرصدتهم وإيداعها في الجمعية المذكرورة لأن هامش الربح الذي تحققه الجمعية للمودعين يفوق أضعاف مضاعفة مما تحققه البنوك .

كما أن النجاح الكبير لهذه لجمعية لم يرق لبعض الحاقدين والخبثاء ،فأصبحوا يطلقون الشائعات من هنا وهناك،للتشويش على الجمعية والقائمين عليها ، وأصبحوا يشككون في كل شيء، حتى تطور الأمر في إطلاق شائعات بأن القائمين على الجمعية أصبحوا يتاجرون بأموال الجمعية لحسابهم الخاص ، وأنهم اشتروا السيارات والعمارات والعقاراتآ  من أموال الجمعية وغيرها الكثير الكثير —–

توسع نطاق الشائعات على الجمعية المذكورة حتى أصبح العديد من أهل البلدة يرددون تلك الشائعات المغرضة ،مما جعل العديد من المودعين يترددون على الجمعية لسحب أرصدتهم منها ، مع أن معظم أموال الجمعية كانت موزعة في أعمال مختلفة لهاآ  وعلى شكل قروض للمواطنين ،حيث يستحقق سدادها في أوقات وأزمنة مختلفة ، ولكن الكثير من المودعين لم يكن يدرك حقيقة أن الجمعية لا تستطيع بين ليلة وضحاها إرجاع أموالهم المودعة لهم مرة واحدة ، مما جعل الضغط على الجمعية يزداد ويزداد حتى توقفت معظم أعمالها لتتمكن من سداد إلتزاماتها للمودعين ،الأمر الذي أوصلها للشلل الكامل ،بحيث لم تعد قادرة على العمل أو إقامة أي مشروع مما جعلها بعد فترة تشهر إفلاسها وتصفي كل أعمالها وتنهار بعد ان كانت تقف وتنافس أشهر البنوك .

إذن إنهيار الجمعية المذكورة والتي لا تربطني فيها أي علاقة أو مصلحة شخصية كان سببه منذ البداية هذه الإشاعات المغرضة والتشكيك ليلاً ونهاراً بعملها وبموظفيها من قبل مجموعة من الحاقدين والحاسدين .

حقيقة بت أخشى على وطننا الغالي العزيز من كيد الكائدين وحقد الحاقدين والتشكيك المستمر فيه وبكل مؤسساته وفي كل ثمرة جهد خلاق وبنّاء ، وأخشى أن يأتي ذلك اليوم الذي نبكي فيه على ضياعه وانهياره و وقوعه في فخ المتآمرين والحاقدين .

اسأل الله العلي القدير أنآ  لا يأتي ذلك اليوم الذي نبكي فيه وطننا ، وأساله تعالىآ  أن يحفظ هذا الوطن الغاليآ  حرا عزيزاآ  مصانا من عبث العابثين وكيد الكائدين و الحاقدين والمشككين .

وللحديث بقية إن شاء الله.

 

والله من وراء القصد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.