حول الانتخابات البلدية ” إن خير من استأجرت القوي الأمين”


معتصم مفلح القضاة

 

 

هذه الآية الكريمة تصلح دستوراً وقانوناً وتعليمات ناظمة في ذات الوقت بداية كل موسم انتخابي.

فالانتخابات تقوم في البداية على أساس الاختيار من بين خيارات متعددة، ومن حق الجميع أن يرى في نفسه القدرة على ملء الفراغ إن كان فراغاً أصلاً ، ولكن قبل ذلك لنتوقف قليلاً عند هذه النقاط :
أولاً: أن البلديات تخضع لقانون ومن الضروري جداً لمن نختاره أن يكون عارفاً بالقانون الذي يحكم عمل البلديات.
ثانياً: أن نمط العمل البلدي هو جزء لا يتجزأ عن منظومة العمل المحلي وبالتالي فإن تعاون البلديات مع المؤسسات الأخرى كالأشغال والصحة والتربية لابد أن يكون تعاوناً تكاملياً لا تنافسياً، وأن التنافس فين جميع مؤسسات الدولة لابد أن يكون من أجل تكامل الخدمة.
ثالثاً: أن البلديات أحوج ما تحتاج للإبداع ، وما شهدناه خلال العقود السابقة وما فرضته علينا جائحة كورونا يوجب علينا أن نختار للبلديات رجالًا مبدعين مبتكرين أصحاب نظرة استشرافية لمستقبلٍ أفضل. وأبعد ما يكونون عن التقليد والراديكالية الإدارية والتنفيعات الضيقة وكل ذلك على حساب الجودة في العمل والخدمة.
رابعاً: إن اختيار رؤساء البلديات يختلف تماماً عن اختيار النائب أو الوجيه، والأمر لا يتعلق بإثبات الوجود السياسي والعشائري بقدر ما هو اختيار من يقدم الخدمة للمدينة والمجتمع بأفضل صورة.
خامساً: يفترض في انتخابات الشأن العام أن تكون خالية من الأخطاء قدر الإمكان، فالشخص الذي تنتخبه ستلتزم بقدراته وقراراته مدة توليه للشأن العام. فهذا الاختيار كزواج لا طلاق فيه على الأقل للمدة التي يقررها القانون.

سادساً: يبدو بأن الحكومة تتجه حالياً لإقرار قانون الإدارة المحلية والذي يضع في أحد سيناريوهاته بأن يتم اختيار رؤساء البلديات أعضاءً في مجلس المحافظة وأن يتم أيضاً انتخاب أحد رؤساء بلديات المحافظة ليكون رئيساً لمجلس المحافظة ويمتلك صلاحيات واسعة في القانون، الأمر الذي يجعل من الانتخابات القادمة أهمية كبيرة كون أن هنالك نقل لصلاحيات المرجع المختص في الوزارات لتصبح بيد المدراء في المحافظات، إضافة إلى أن هنالك توجه أيضاً لتفعيل دور البلديات وإشراك مجالس المحافظات معها بشكل كبير الأمر الذي سيجعل من هذه المنظومة أهمية كبيرة وعلينا أن نُحسن الاختيار.

أخيراً: اليوم غير الأمس وما فرضته علينا الأحداث المتسارعة يدعونا للوقوف كناخبين على مسافة واحدة من جميع المرشحين واختيار الأفضل لا غير ، بغض النظر عن خلفية المرشح الفكرية والعشائرية لعلنا نصل إلى مجالس بلدية ريادية.

والله الموفق.

معتصم مفلح القضاة

3 تعليقات

  1. معتصم مفلح القضاة يقول

    عزيزي أبو علي جميع السيناريوهات ستجد نقاط قوة ونقاط ضعف وإذا كان الاختيار للافضل ستتلاشي نقاط الضعف وهذا لا شك مرتبط بوعي الناخب.

    د. مصطفى المفلح كل الشكر لمروركم الكريم.

  2. محمد علي القضاة/مساعد رئيس بلدية عجلون يقول

    يعطيك العافيه ابو راشد ،النظريه بالبلديات تختلف تماما عن التطبيق، الواقع يفرض نفسه على رئيس البلديه المنتخب وتبقى القاعده تقول هناك استحقاقات انتخابيه والتي يشوفها عدم العدل والمساواه وتكافؤ الفرص،وبصفتي الوظيفيه وعمري الوظيفي بالبلديات اصبحنا نتعامل بعد الدمج بالعمل البلدي بالمناطقيه وهذا سائد واصبح عُرف لدى الناخبين، لا بد من تعديل مادة انتخاب رئيس البلديه الوارده بالقانون الحالي بدلا من ان ينجح رئيس البلديه بأعلى الاصوات (لتصبح) ينجح رئيس البلديه بالحصول على أعلى نسبه حسب عد د الناخبين لاتاحة الفرصه لمن هم اقليه بالفوز وهذا بداية الاصلاح بالعمل البلدي دمتم بخير

  3. د.مصطفى المفلح يقول

    ما ذكرته جميل وحري أن يؤخذ به ويصلح ان يكون نواة لوضع مواصفات لرؤساء البلديات مستقبلا حتى نبتعد عن الوجاهة والمحسوبية او حتى العشائرية في اختيار الرئيس القادم .. ولتكن بلدية عجلون مثالا يحتذى به فالذي نريده العمل وليس المظهرة والركوب على ظهور الناس .. شكرا لك #معتصم القضاة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.