حيادية أوكرانيا والحكم العسكري


نسيم العنيزات

من يعتقد بان طرح الوفد الاوكراني في مفاوضاته مع الوفد الروسي بان تكون دولتهم محايدة على غرار النمسا والسويد يشكل تنازلا اوكرانيا ، او ان الروس قد يقبلون به مجردا كما هو دون تبعات وشروط اخرى فهو واهم .
لان روسيا تعتبر هذا الطرح قاعدة يمكن البناء عليها واتباعه بمطالب وشروط اخرى ، كنزع الاسلحة الاوكرانية وتقليص عدد جيشها واعلان الاخيرة عدم انضمامها للاتحاد الاوروبي وبالتالي عدم ضمها لحلف الناتو مما يعني سحب جميع القواعد الأمريكية وحلف الناتو من اوكرانيا والحدود الروسية .
وبنفس الوقت فان اوكرانيا لا تتوقف عند موضوع الحيادية فقط بل تشترط ضمانات أمنية وحماية دولية وإيجاد منطقة عازلة ضمن مسافة لا تقل عن 100 الى 150 كيلو مربعا وهذا يعني بقاء القوات الأمريكية والغربية في قواعدها بحجة حماية امن اوكرانيا وهذا لن تقبل به روسيا لانها لن تحقق هدفها من حربها على اوكرانيا.
فالوفد الاوكراني يريد ان يمسك العصا من المنتصف ، اولا الضغط على الامريكان والاوربيين لتكثيف ضغطهم على روسيا ومدهم بالسلاح وفرض حظرا جويا فوق اوكرانيا وهذا لن تقبل به امريكا ، وبنفس الوقت يريد الابقاء على القواعد الأمريكية التي تعتبرها روسيا تهديدا لامنها حتى لا تتراجع حالة الدعم التي يحظى بها .
لذا فان كلا من الطرفين الروسي والاوكراني يلعبان على عامل الوقت ولعبة عض الاصابع ومن يصبر او يتحمل اكثر ، فمن ناحية فان الروس لديهم ورقة الضغط العسكري والقوة الاكبر اضافة الى ورقة الانفصاليين و اعداد اللاجئين والنازحين الاوكرانيين ومدى قدرة الغرب على تحمل واستيعاب الاعداد الكبيرة التي تجاوزت ال 3 ملايين لاجىء في ظل ارقام تزايد كل يوم لا بل كل ساعة .
في حين يعتمد الاوكرانيون على ورقة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية على روسيا ، التي تعتبر غير مسبوقة ومتى قدرة الروس على تحملها واستيعابها والتعامل معها .
لذلك فان الحرب الروسية الأوكرانية ومن خلال مجرياتها وطريقة سيرها فإنها لا تعتمد بشكل كلي على الناحية العسكرية فقط ، التي تمنح تفوقا روسيا دون شك .
و باعتقادنا فانه بامكان الروس حسم المعركة لصالحهم لامتلامها قوة عسكرية ضخمة على الرغم من المقاومة الأوكرانية التي لم تكن متوقعة لدى البعض ، الا ان الروس يبدو انهم غير مستعجلين في حسم الموضوع عسكريا بقدر رغبهم الى حلول سياسية من خلال الضغط العسكري وإطالة امد الحرب لاحبار الاوكرانيين على التفاوض وحسم الملف بشكل كامل مع أمريكا والغرب بشكل عام .
لان قضية روسيا ليست اوكرانيا بقدر ما هي امريكية غربية التي تسعى الى فرص شروطها على روسيا واخراجها من الساحة الدولية التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على العالم والعودة الى احادية القطب فقط .
ومن هنا ايضا فان نهاية الملف ايضا يعتمد على الموقف الصيني الذي يبدو غامضا ، ينتظر ميل الكفة لاتخاذ موقفه الذي نعتقد بانه سيكون حاسما وذات اثر في مستقبل العالم وشكل الخريطة الدولية في المستقبل .
ولا ننسى ايضا فان الانتصار الامريكي يعني بان الدور سيكون على الصين باستخدام ورقة تايون التي تشكل ارقا للصين.
فهل ستفعلها الصين وتعلن موقفا واضحا يجنبها الوقوف على المذبح الامريكي و بسكين تايواني؟ ام ان لها حسابات اخرى؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.