خلي المركب سائرا


نسيم العنيزات

عندما تحاول ان تجلس مع النفس وتقلب دفاتر الوطن ، يمينا وشمالا قبل ان تغوص داخل سطوره او تتعمق بكلماته تجد ثمة اشياء تحتاج الى توضيح ، وشرح اكثر، لتفهم سبب تفاقم ازماتنا وتراكم اسئلتنا التي لا تزال تبحث عن إجابات وسط اكوام من الغيوم .

فمهما حاولت ان تغض النظر ، او ان تدير بوجهك الى اتجاه اخر حتى لا تتعرض الى الاتهام او تصنف في خانة انت لست منها ولا تننمي إليها ثمة امر ما يدفعك الى التوقف والسؤال.

فهل الهيئات المستقلة قدر محتوم وضرورة لا بد منها وبدونها تتوقف عجلة السير والتقدم الى الامام؟

ام انها وجدت وفصلت لاجل أشخاص بعينهم ليمكثوا فيها قرنا من الزمن.

هيئات ومؤسسات وطنية نقدر دورها وكل ما تقوم به تجاه الوطن ، لكن بعضها ارهقت الوطن بسبب بعض القائمين عليها الذي يبدو انهم منفصلون عن الواقع ، ولا يرون الناس الا من شرفات مكاتبهم واطلالاتها «البانورامية» فاصابتهم عقدة « الانا» او الشعور بالعظمة وكأنهم حققوا ما لم يقدر أحد على انجازه او تحقيقه ، في واقع اصبح كل شيء مكشوفا ومعروفا لا يحتاج الى شرح او تفسير، وكأن تطبيق القانون وتنفيذه والسير باجراءته عمل خارق يحتاج شخصا من الفضاء،

اليس القانون وما يصدر عنه او يتبعه من تعليمات هو الذي ينير لنا الطريق و يحكم الية العمل في كل مؤسسة او وزارة وهل هذا يحتاج الى معجزات بشرية ليتصرف بعض المسؤولين في بعض المؤسسات والهيئات كأنها املاك خاصة بامتيازات الواحدة منها تفوق مجموعة من المؤسسات الأخرى مجتمعة .

او كأن كرسي المسؤولية ومقعد القيادة في بعضها فصل لمسؤول واحد ولا يليق بغيره بعد ان طبع عليه» ممنوع اللمس او الاقتراب» ليمكث سنوات وسنوات يصول ويجول دون حسيب او رقيب ولا حتى سؤال ايمانا بشعار» سكن تسلم» او خلي المركب» ساير» لا لشيء اخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.