رمضان دون كورونا


نسيم العنيزات

يبدو ان كل شيء من حولنا تغير وان امورنا لم تعد كما كانت ، فجائحة كورونا لم تبق شيئا على حاله ولن تسمح بعودته كما كان قبل قدومها وتأثيرها .
ومع قدوم شهر رمضان هذا العام بظروف مختلفة عما كان قبل سنتين الذي جاء تحت حظر كلي وجزئي ودون صلاة في المساجد وضغوط نفسية واجتماعية الا اننا لم نفقد الامل برحمة وقدرة الله .
نعيش رمضان هذا العام دون كورونا وضغوطها ، التي سيبقى تأثيرها فينا ما حيينا ، وما خلفته من تأثيرات نفسية واجتماعية ، بعد ان عشنا شبه عزلة داخلية وخارجية وما رافقه من خوف وما شكلته من انعكاسات وارتدادات ما زالت باقية ..
فرمضان قبل وبعد الجائحة لم يتغير بما يحمله من صفات واهمية في حياة الناس ولمنزلته الدينية باعتباره ركنا من أركان الإسلام.
كما يشكل فرصة للمسلمين لما فيه من خير وحسنات وفرصة للتضامن مع الفقراء والمساكين، فالصوم كونه انقطاعًا عن ملذات البطن والفرج يُعودُ النّفس على الإحساس بمن يفتقدون النعم في حياتهم،
كما أن هذا الشهر هو مظنة تكافل المسلمين وتعاضدهم فيما بينهم من خلال قضاء الحاجات وإعانة المحتاج وإغاثة الملهوف وتفريج الكروب..
رمضان هذا العام يجب ان يكون مختلفا لتوثيق علاقتنا بربنا الكريم وتعميق الصلة وتطبيق كل ما امرنا به ، امانا بقدرته وشكره على نعمته بزوال الجائحة .
كما يشكل فرصة لترميم اثار كورونا واعادة التفكير بنمط الحياة واسلوب العيش بكل ما فيها من تفاصيل وتعميق الايمان شكرا وعرفانا لله عزوجل.
وكذلك زيادة التواصل بين الناس والمجتمع والارحام الذي انقطع قليلا او ضعفت حباله نتيجة ما مر به المجتمع من هزات وضربات في السنتين الماضيتين .
ولا بد من الإدراك انه شهر عبادة وايمان لا شهر طعام وإسراف، شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار له حكم كثيرة كما له فضائل عديدة سواء على البشر بشكل عام او النفس البشرية بكل مكوناتها وتفاصيلها لانه يصقلها ويوجهها نحو الخير والإصلاح ومساعدة الناس والشعور مع الاخرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.