زمن الأعطيات


نسيم العنيزات

بقلم/ نسيم عنيزات

ما نسمعه كل يوم من نوايا وتسريبات وما يتبعها من إجراءات وقرارات يدفعنا الى زاوية واحدة وضيقة تصيبنا بحالة من الانفصام وما ينجم عنها من اعراض من الهلوسة والاوهام والتغيير في السلوكات وعدم القدرة على التعبير .

فمع كل المبررات والدوافع وما يواجهنا من تحديات تكاد ان تؤدي بنا الى مستقبل مجهول واوضاع صعبة تفرض علينا سلوك معين واتباع طريق ونهج جديد وسليم نتفاجأ بان ما يتم هو العكس وكأننا نتحدي الواقع او اننا منفصلين عنه تماما .

فمازالت نفس الاجراءات ونفس الوجوه نشاهدها كل يوم دون تغيير او حتى وجود ادى نية لذلك وكأننا نجلس على طاولة مستديرة نتناول طعامنا من خلال دورانها المستمر للحصول عل ما نريد من طعام .

اصبحنا في وقت لا نعلم من هو الصح ومن منا على خطأ ، فالكل متهم فالدفاع عن الوطن ومصالحه والخوف عليه اصبح تسحيجا ، وانتقاد الاجراءات او بعض القرارات والمطالبة بتصويبها لمصلحة الوطن اصبح معارضة وخروجا عن المألوف والاقتراب من المحرمات ، لان هناك من يمنحك شهادة وعلامة بالولاء والانتماء.

ولا يوجد أي معيار او «سكيل»يحدد سير العلامة ومقدارها لانها لا تخضع لمعيار واحد ولا علاقة لها بالاختبار فهي توزع او تمنح بطريقة الفزعة او اعطيات دون اي اسس، فموقف واحد او اختبار واحد قد يمنحك علامة كاملة او صفرا دائريا دون ان تعرف لماذا ، وقد يحصل غيرك علامة او تقدير يفوقك بكثير على الرغم من نفس الاجابة ، والغريب انك احيانا تعتقد بأن ايجابتك صحيحة 100% لتفاجأ بعدها انها ليس المقصودة ،فالمقصود انت بشخصك .

يبدو اننا كل ما نوهم انفسنا بالامل والتفاؤل نجد ان مشوارنا طويل وان ما نشاهده عبارة عن خداع الصحراء» مجرد سراب»، لان القضية عبارة عن اعطيات مقابل مواقف متناقضة لشخوصها وابطالها لتصل الى نتيجة واحدة ان المشهد واحد ولن يتغير فما زلنا نسير على نفس النهج والطريق .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.