سفراؤنا قي قلب الحدث الطبي


الدكتور موفق العجلوني

=

بقلم السفير الدكتور موفق العجلوني

المدير العام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية.

 ====

تألقت الدبلوماسية الأردنية ممثلة بسفراء جلالة الملك في المشاركة في منتدى جمعية المستشفيات الخاصة و الذي شارك به ما يزيد  عن ٧٠٠ مشارك من ٥٠ دولة  من خلال مشاركة وزارة الخارجية و شؤون المغتربين  في جلسة خاصة متخصصة في دور الدبلوماسيين  الأردنيين في تعزيز التعاون الصحي  بين  الأردن و الدول الشقيقة والصديقة و تفعيل الاتفاقيات المعنية بزيادة السفر الصحي حيث شارك كل من اصحاب السعادة المخضرمين السفير منتصر العقلة سفير الاردن في جمهورية العراق الشقيق و سعادة السفير امجد القهيوي سفير الأردن في سلطنة عمان الشقيقة و سعادة السفير إسماعيل المعايطة  مدير الدائرة الاقتصادية ، و هم سفراء مشهود لهم بالكفاءة العالية و الدبلوماسية العريقة و دورهم النشط في تعزيز العلاقات الثنائية بين الأردن والدول الشقيقة المعتمدين لديها  ، و قد زاملتهم ما يقارب ثلاثون عاماً عرفتهم عن قرب خلقاً  و ادباً و دبلوماسية و انتماءأ لبلدهم و لقيادتهم و هم يمثلون الأردن خير تمثيل.

 

واكتملت المشاركة الدبلوماسية بتألق كل من سعادة سفير دولة الكويت عزيز الديحاني وسعادة سفير جمهورية السودان السفير حسن سوار الذهب، من خلال التأكيد على العلاقات الأردنية الكويتية الممتازة وكذلك العلاقات السودانية الممتازة أيضاً ودورهم الرائد في تعزيز العلاقات بشكل خاص في الجانب الصحي. وتميزت هذه الجلسة بإدارة حصيفة أشرفت على ادارتها معالي وزيرة السياحة السابقة السيدة مجد شويكة المعروفة بدورها في ترويج الأردن سياحياً وتآلقها بعفوية طرح الأسئلة على المشاركين.


تطرق أصحاب السعادة السفراء للعلاقات الطيبة في مختلف المجالات بين الأردن و الدول العربية الشقيقة  و سعيهم الدائم الى تعزيز و تطوير هذه العلاقات و خاصة في جانب السياحة العلاجية ، من خلال اتباع اليات جديدة لتطور العمل الدبلوماسي؛ بهدف زيادة التنسيق والتشارك في جميع المجالات والقطاعات، لا سيما الصحية منها وتعزيز السياحة العلاجية والسفر الصحي إلى الأردن، والتشارك مع وزارة الصحة والجهات الحكومية المعنية وجمعية المستشفيات الخاصة؛ من اجل تسهيل كافة الاجراءت و دخول المرضى للسياحة العلاجية الى الأردن اخذين بعين الاعتبار  حجم الإنفاق على العلاج من الدول العربية، مع  ضرورة التنسيق لاستفادة الأردن من هذا الإنفاق في ضوء توفر جميع  الخدمات  الطبية و الاستشفائية   بكافة تخصصاتها وبأسعار تنافسية. داعين إلى تعديل بعض الإجراءات لجذب السياحة العلاجية إلى المملكة، عبر فتح المزيد من الأسواق غير التقليدية واستهدافها عبر الترويج، وفتح رحلات الطيران المباشرة إلى الأردن. مع ضرورة تفعيل اتفاقيات التعاون الصحي بين الأردن والدول الشقيقة والصديقة.


بنفس الوقت فقد أكد السادة السفراء على الجودة العالية للعلاج في الأردن ، وهذا مؤكد بشهادات عربية ودولية حيث عبر سعادة السفير الديحاني عن اعتزازه بوجود أكثر من ٤٠٠٠ طالب كويتي في الأردن، منهم أطباء كويتيين تخرجوا من الجامعات الأردنية ويعدون من النخبة ويعملون في مستشفيات الكويت. هذا و قد لفت سعادة السفير السوداني سوار الذهب، إلى أن مقصد العلاج الأول للسودانيين هو الأردن، متوقعا زيادة أعداد المرضى السودانيين الذين يعالجون في الأردن الآن بعد جائحة كورونا، مطالبا بتفعيل بروتوكول التعاون الصحي الموقع بين البلدين الشقيقين .


تأتي حقيقة مشاركة وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في هذا المنتدى غير المسبوق تحت الرعاية الملكية وبدعوة كريمة من جمعية المستشفيات الخاصة الذي يقودها عطوفة الدكتور حمزة الحموري والذي يستحق كل الشكر والتقدير على الجهد المنقطع النظير الذي بذله بمشاركة هذا الجمع الغفير من خمسين دولة شقيقة وصديقة. حيث جاء هذا المنتدى ليؤكد ضرورة وأهمية تفعيل دور الدبلوماسيين الأردنيين وسفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج وبدعم مباشر من معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين السيد ايمن الصفدي؛ لإعطاء الصورة الناصعة عن القطاع الطبي الأردني وما يتمتع به من كفاءات عالية وفي مختلف التخصصات الطبية والعلاجية علاوة على البيئة الصحية التي يتمتع بها الأردن، وتفعيل محاور إعلان عمان لتوسيع نطاق السفر الصحي وزيادة زوار المملكة.

 

يدرك سفراؤنا ودبلوماسيينا في الخارج أهمية تعزيز محاور التعاون الصحي بين الأردن والدول الشقيقة والصديقة والمتمثلة في السفر الصحي الواردة في إعلان عمان ٢٠١٧، والتي تشمل السياحة العلاجية، وسياحة طب الأسنان، والسياحة الاستشفائية، وسياحة المنتجعات، وسياحة الأكل الصحي، والسياحة الرياضية، وسياحة التقاعد، والسياحة المتاحة للجميع. و من هنا يقع على عاتق سفاراتنا في الخارج بذل مزيد من الجهد في ترويج الأردن في هذا المجال الطبي الواسع والهام والذي ينعكس على الأردن سياسيا؛ و اقتصاديا واجتماعياً، فالدور الدبلوماسي الأردني هو دور نشط، هذا الدور الذي يقوده جلالة الملك حفظه الله وولي عهده الميمون سمو الامير الحسين رعاهما الله ، حيث مهد جلالته وولي العهد الطريق للدبلوماسية الأردنية لتنطلق بكل اريحية لمواصلة المسيرة في تعزيز العلاقات الأردنية و خاصة في الجانب الصحي و الشراكة بين القطاعين العام والخاص . وما قامت به جمعية المستشفيات الخاصة هو فرصة سانحة للدبلوماسيين الأردنيين في الخارج لأخذ هذه المبادرة الرائدة وغير المسبوقة للتواصل مع وزارات الصحة وجمعية المستشفيات الخاصة وهيئة تشجيع السياحة، ومؤسسات القطاع الطبي والصحي في البلدان الشقيقة والصديقة وتسهيل كافة الإجراءات بخصوص منح التأشير وحجوزات الطيران عن طريق الخطوط الملكية الأردنية والتنسيق مع المؤسسات الطبية الأردنية سواء من خلال وزارة الخارجية او مباشرة من اجل تحقيق المصالح الأردنية العليا. و العمل مع مؤسسة الغذاء و الدواء لمراجعة أسعار الادوية والأجور الطبية و اجور المستشفيات ليكون حافزاً لاستقطاب المرضي و السياحة العلاجية للأردن، ليكون الأردن المحج العلاجي و الاستشفائي للأشقاء و الأصدقاء من كافة الدول .

 

وبحمد الله اثناء عملي كدبلوماسي وسفير ممثلاِ لجلالة الملك و لبلدي الأردن الحبيب في عدة دول و لأكثر من ٣٠ عاماً استطعت ترويج الأردن و تعزيز العلاقات الأردنية مع الدول الشقيقة والصديقة وخاصة الادوية الأردنية ومنتجات البحر الميت ( الكوزماتكس ) و التمور الأردنية و زيت الزيتون و دعوة وفود طبية الى الأردن بالتعاون مع جمعية المستشفيات الخاصة و هيئة تشجيع السياحة. اطلعوا على التقدم الطبي في الأردن وعادوا الى بلدانهم يشيدون في مستوى هذا التقدم.

 

من هنا سفراؤنا و دبلوماسيينا في الخارج يمكن ان يلعبوا دوراً هاماً و رئيسياً في هذا المجال ، و آن حضور سفراءنا من العراق و عُمان والسودان للمشاركة في هذا المنتدى الهام ،هو نداء و دعوة من جمعية المستشفيات الخاصة لكافة سفاراتنا في الخارج ببذل المزيد من الجهد لتعزيز الحضور الطبي الأردني و السياحة العلاجية في البلدان الشقيقة و الصديقة علاوة على الجهد الذي يبذلونه حالياً ،  و الامل كبير معقود على الدبلوماسية الأردنية المعروفة بنشاطها في كافة المجالات و خاصة في تعزيز الحضور الأردني سياسياً و اقتصادياً و سياحياً .  

 

تناولت موضوع مشاركة السفراء الأردنيين في هذا المنتدى الهام في هذه العجالة فقط، حقيقة ان ما تناوله المشاركين الاجلاء في المنتدى من منطلق الانصاف والشفافية والذي احتضن نخبة النخبة من الأطباء والمشاركين ورؤساء الجلسات، يحتاج الى موسوعة طبية لتغطية كافة الموضوعات التي تناولها المشاركين والذين جاءوا من دول شقيقة وصديقة يكن لها الأردن كل تقدير واحترام. وبالتالي على كافة وسائل الصحافة والاعلام الأردنية والمجلات الطبية نشر كل ما ورد في هذا المنتدى الهام وبالتنسيق مع جمعية المستشفيات الخاصة التي تستحق كل الشكر والتقدير على إنجاح هذا المنتدى.

 

وأخيرا وليس اخراً اضم صوتي الى كافة المشاركين والحضور الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم الى عطوفة الدكتور فوزي الحموري رئيس جمعية المستشفيات الخاصة وفريقه المتميز بالأعداد للتحضير لهذا المنتدى وبالمستوى العالي لكافة المشاركين والحضور، والجهد المبذول لدعوة هذا الجمهور الغفير من المشاركين والذين أسهموا اسهامات راقية في ترويج الأردن في مجال الرعاية الصحية والسياحة العلاجية.

 

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

ajlounifamily@hotmail.com

muwaffaq@ajlouni.me

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.