صحب الناس قبلنا ذا الزمانا….


د. عزت جرادات

بقلم /د. عزت جرادات

*حرص الصديق العزيز الشريف فواز (أبو شرف) حرص على أن يتأكد من تسلمي نسخة من : ” صحب الناس قبلنا ذا الزمان”… أوراق فواز شرف، كنت أعلم من خلال تواصنا أثناء (حصار كورونا) أنه يعكف على وضع اللمسات الأخيرة لهذا السِّفر الذي جاء بأكثر من خمسماية صفحة، كما كنت معتكفاُ على إنجاز مشروعين: خاص وعام عن التربية في الأردن.

*لقد اختار (أبو شرف) هذا العنوان ليذكرنا بالنزعة الأنسانية في الخير الشامل، وبالتطرّف الذي يفسد ذلك الخير بالدمار: كلما أنبت الزمان قناة ركّب المرء في القناة سنانا

(المتنبي)

ومع أنه زيّن الكتاب بمأثورة الأمام علي رضي الله عنه.

(ليس كل ما يعرف يُقال…. الخ المأثورة) الأ أنني أرى أنه أودع الكتاب ما أراد أن يُعرف عن حقبة من تاريخ الأمة ومكانة (بني هاشم) في ذلك التاريخ، فهم أول من شرع (رحلة الشتاء والصيف) فاستشهد القرآن الكريم، إلى نهضة العرب الكبرى، ويُسهب في تفاصيل ما آلت إليه تلك النهضة، ومشاريعها التي أغتيلت في سورية والعراق، وتهيأت فرص النجاح للمشروع الأرني، بحكمة قيادية متواصلة متوارثة، وشعب تواّق لمبادىء تلك النهضة في الحرية والأستقلال والحياة الفضلى.

*يعبرّ (أبو أشرف) عن الرؤية العروبية، موضع إعتزاز مثقفي الأمة وأجيالها، والتي سادت تلك الحقبة النضالية بعد الخط الذي رسم في الرمال، ليصبح حدوداً مرجعية لا أساس لها، متمثلاً ب (سايكس –بيكو) التي درسناها مؤآمرة إستعمارية مؤلمة لأجيالنا، وبالمشروع الصهيوني لاستلاب فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني متمثلا بأسرائيل وكان لهذين الشرّيْن، سايكس –بيكو، والمشروع الصهيوني، أثرهما في أحياء المشاعر القومية العربية، وإيجاد المشروع العربي المضادّ، والذي كان يُفضي على فرسانه قبل الأوان؛ فيعتبر غياب المرحوميْن وصفي التل وعبدالحميد شرف من أولئك الفرسان.

*وأعتقد أن من حق (إبي شرف) أن يسهم في التعريف بأدواره، محلياً وخارجياً، فكثيرة هي المشاريع الوطنية التي أسهم في إنجازها بما وجده من تشجيع وتحفيز متواصليْن من المغفور له (الحسين): وغنية كانت تجاربه وإسهاماته الخارجية في مسيرته الدباماسية، والتي كان يحرص فيها على تأصيل العمل الدبلوماسي بأبعادهِ الوطنية الأردنية، والعربية بتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة مختلف القضايا العربية على الساحة الدولية، والأنسانية بالدفاع عن قضايا حقوق الأنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وإنقاذ الأنسانية من شرور العنصرية والاحتلال.

*هذه بعض الخطواطر التي أقدمها بأيجاز بعد صحبتي لسفر الصديق العزيز في صحبته للزمان.

وأنني على يقين أن هذا الايجاز لا يُعطي تلك الأوراق حقها من التعريف، لكنها رسالة وُدٍّ وتحية لأبي شرف، وتهنئة على هذا الأصدار الجميل… ودعوة للأستفادة من الخبرات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.