عبد الاله الخطيب


نسيم العنيزات

=

يتساءل الكثيرون في بلدنا عن النخب والشخصيات الوطنية وغيابهم عن المشهد على الرغم من التحديات والمنعطفات التي مرت بها دولتنا خلال السنوات الماضية واسباب غيابهم وعدم تسجيل حضورهم في بعض الأحيان.

نعم هناك غياب واضح للبعض خاصة الذين لهم بصمات في الذاكرة لن تنسى ، ومواقف وطنية في سجلات الوطن ، اينما حلوا ، وفي جميع المواقع العامة التي تسلموها او شغلوها ، الا ان غيابهم احيانا لم يكن هروبا من المسؤولية ، بل الحرص على مصلحة الوطن كان وراء غيابهم عن الاضواء فقط ،و بقي الاردن في عقولهم ووجدانهم بعد ان تصدر المشهد شخصيات بقيت تكرر نفسها وتدافع باسلحة منتهية الصلاحية ترتد الى صدورها لانها مكشوفة اجتماعيا ومرفوضة جملة وتفصيلا .

وفي ظل ذلك كله بقيت الأسئلة نفسها تتكرر كل يوم ، هل الاردن بلا نخب ؟ لنجد انفسنا مضطرين دائما لمشاهدة نفس الوجوه ونسمع نفس الكلمات والعبارات التي لا تسمن ولا تغني ولا تضيف للمشهد شيئا بل على العكس فان ضررها اكثر من فائدها ، لانها تزيد الامور تعقيدا وتشابكا في ظل التنظير الذي يعكس حجم العقم السياسي لدى البعض الذي لم يسد فراغا ، او كأن صاحبه لم يعش في الاردن او كان في موقع المسؤولية يوما .

وعند الاجابة على هذا السؤال فان اول ما يخطر على البال ويتذكره العقل دون تردد الوزير الاسبق والسياسي والاقتصادي عبد الاله الخطيب الذي لعب دورا سياسيا ودوليا واقتصاديا خلال مسيرته السياسية والعملية وفي جميع المواقع التي تسلمها ،فكان الاردن ومصالحه شغله الشاغل وهمه الوحيد .

شخصية لا تحتاج الى شهادة من كاتب السطور فسجله يتحدث عنه ومليىء بالاحداث والانحازات ، والا لما اختاره الامين العام للامم المتحد بان كيمون مبعوثا شخصيا له في جنوب افريقيا وليبيا عام 2011 ابان الربيع العربي والاحداث التي شهدتها ليبيا والمنطقة العربية في ذلك الوقت .

اختيار جاء لمكانته الدولية وشبكة العلاقات التي شكلها أثناء عمله الدبلوماسي خاصة في الولابات المتحدة الأمريكية وقدرته على فهم العقل الامريكي وآلية تفكيره خاصة أن اختياره لهذا المنصب جاء بعد لقاء كيمون مع الرئيس الامريكي باراك أوباما انذاك، ما يؤكد احترام السياسة الأمريكية لهذه الشخصية التي تحظى باحترام دولي رفيع .

شخصية كانت بعيدة عن الشبهات دائما، وبقيت صفحتها ناصعة بيضاء دون اي خدش ، ليأتي اختياره اول رئيس لمجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب عام 2012 بعد صدور الارادة الملكية السامية .

وما تضمنته الرسالة الملكية، وهنا اقتبس «فقد عرفناك جنديا من جنود الوطن المخلصين الذين عملوا بكل أمانة واخلاص في كل المواقع التي تحملت فيها امانة المسؤولية على المستوى الوطني والدولي « انتهى الاقتباس .

فأي شهادة او قول بعد هذه الكلمات من رأس الدولة وزعيمها وتوقيتها. بعد ان قوبل هذا التعيين بارتياح شعبي ومجتمعي انذاك .

وبعيدا عن المواقع الوزارية وبصماته المحفوظة في الذاكرة الوطنية علينا ان نتذكر ايضا رئاسته للمجلس الاقتصادي والاجتماعي عام 2009 بهدف تقديم المشورة للحكومة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي .

لنقول ان الخطيب جمع السياسة والاقتصاد وقبل ذلك وبعده حب الناس واحترامهم له .

فالبلد الذي يعيش على ترابه وارضه هذه النخب والشخصيات سيبقى بخير ان شاء الله.

والله من وراء القصد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.