عجلون : مشاريع سياحية ضخمة تُرفع لها القبعات ولكن !


منذر محمد الزغول

=

حقيقة عندما يتجول الزائر  في جميع مناطق محافظة عجلون يلاحظ  على الفور ثورة حقيقية في مجال المنشآت  السياحية الخاصة التي أصبحت تُنافس أكبر المنشآت على مستوى الوطن والمنطقة .

الأمر اللافت في هذه المنشآت  أنها تختلف تماماً عن كافة المنشآت السياحية في الأردن لأكثر من سبب  منها أنها تقع بين أحضان الطبيعة الخلابة ووسط الغابات الكثيفة والبعض منها وسط ينابيع وشلالات المياه ، إضافة الى أن  أصحاب هذه المنشآت  لم يبخلوا عليها بأي نوع من أنواع التطوير والتحديث لتراعي طبيعة البيئة في محافظة عجلون ، لذلك أصبحت هذه المنشآت علامة فارقة تتميز فيها المحافظة عن غيرها من المحافظات الأردنية الأخرى .

الجميل أيضاً في أمر هذه المنشآت السياحية أن بعضها أقيم في البيوت التراثية  التي أقيمت بطريقة مميزة جداً قلما تجدها في منطقة أخرى ، إضافة الى أن الكثير من هذه المنشآت أصبحت تتميز  بالأكواخ الخشبية المخصصة للمبيت ولقضاء أجمل الأوقات فيها 

على كل مهما تحدثت عن طبيعة هذه المشاريع السياحية  وجمالها فلن أوفيها حقها ، خاصة وأن أصحابها صرفوا عليها مبالغ طائلة جداً ومنهم من اضطر لبيع أرضه ليتمكن من إكمال مشروعه، والقليل جداً منهم من استطاع  الحصول على قرض أو منحة لمواصلة عمله .

أخيراً ما أحببت أن أشير عليه في مقالي هذا الى  أن محافظة عجلون أصبحت تحتضن اليوم أرقى وأجمل المشاريع السياحية ، ولا تكاد تجد منطقة في المحافظة إلا وفيها مشاريع سياحية خاصة مميزة جداً ، لذلك أتمنى على الدولة أن تلتفت جيداً لهذه المشاريع العملاقة وأن تحاول دعمها بشتى الطرق والسبل لأنها أولا وضعت محافظة عجلون على الخارطة السياحية من جديد وأصبح الزائر للمحافظة يجد فيها ضالته  بعد أن كنا نعاني قبل عدة سنوات من قضية هامة جداً وهي أن  زوار المحافظة كانوا بعد انتهاء زيارتهم لمحافظة عجلون يتوجهون الى المحافظات المجاورة لتناول وجبات الطعام ، لكن اليوم بحمد الله تعالى أصبحت محافظة عجلون تحتضن أرقى المطاعم والمنشآت السياحية  .

القضية الأخرى التي لا تقل أهمية هي أن هذه المنشآت السياحية أصبحت توفر مئات فرص العمل لشباب وشابات المنطقة ، لذلك دعم هذه المنشآت والوقوف معها سيؤدي حتماً الى المساهمة الى حد كبير في  تنمية المجتمع  المحلي ككل في المحافظة خاصة إذا علمنا أن المحافظة  تشهد كل يوم ميلاد مشروع سياحي كبير  وهذا من شأنه أن يساهم بتشغيل أكبر عدد ممكن من شباب  وشابات المنطقة .

الحديث يطول ويطول عن أهمية دعم الدولة للمشاريع السياحية في محافظة عجلون والوقوف معها وخاصة في مجال قضايا الترخيص والمنح ودعم موظفيها بالتدريب والتأهيل وتوفير البنية التحتية المناسبة للطرق المؤدية لهذه المشاريع وغير ذلك من القضايا والهموم والتحديات التي تواجه أصحاب هذه المشاريع الذين دفعوا كل ما يملكون وأكثر من ذلك بكثير ليتمكنوا من رؤية مشاريعهم على أرض الواقع ، ولذلك أصبحت قضية الوقوف معهم ودعمهم بشتى الطرق والسبل أقل ما يمكن تقديمه لهم .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة عجلون

 

2 تعليقات

  1. Munther Zghoul يقول

    معك تماما استاذنا العزيز كرم حداد ، رأي رائع ينم أن صاحبه صاحب خبرة واسعه جدا في مجال السياحة ، أتمنى على أصحاب القرار في بلدنا أن يأخذوا برأي الخبراء من أمثال أستاذنا الحبيب كرم حداد

  2. كرم سلامه حداد يقول

    شكرا استاذ منذر الزغول المحترم على هذا الايضاج الرائع عن مشاريع منطقتنا عجلون الخضراء,
    ولكن,,,
    كثيرا من المشاريع الفردية ينقصها الخبرة في مجال السياحة والخدمات المرافقة
    ولانها مشاريع فردية ,فاي تراجع او توقف في السياحة ستسبب المعاناة لاصحابهاوللعاملين
    ما يمنع ان تكون هناك جمعيات تعاونية سياحية ,لتقوم بمشروع ضخم, او تاسيس شركة سياحية تطرح اسهمها للتداول لانشاء مجمع فندقي ومطاعم ,,,,الخ
    معظم المشاريع الفردية معرضة للخسارة او التوقف نظرا لكثرتها وقربها من بعض والتنافس فيما بينها, واذا عملت فان المردود يكون قليلا لمعظمها,
    التراخيص مرتفعه جدا, واتذكر او اعتقد ان كل دونم في الموقع رسومه 900دينار لاول مره, وتعليمات الطرق المودية اليه مكلفة, مع علمنا ان معظم طرقنا في عجلون ضيقة, ومراجعات عدة دوائر (اكثر من 7دوائر) مكلفة ,اضف الى ذلك التراخيص السنوية وكثرة جهات الاشراف, والتدخلات مما يعيق المستثمر من تحسين الاداء,
    مشكلة كبرى تعانيها المحافظة من مكاتب سياحة عمان, ان تناول وجبات الغداء للاجانب(وهي المربحة)يكون خارج عجلون بشكل شبه دائم,وخاصة في مطاعم جرش, وقد يكون لهم عذرا لبعض الامور التي لا تتواجد خدماتها في مطاعم عجلون اطلاقا.
    في السياحة لا بد من توائم بين السكان والمكان, فاذا لم يك السكان ومقدمي الخدمات على ثقافة سياحية جيدة فلا يمكن ان يكون المكان جاذبا, على قاعدة{لاقيني ولا تغديني},,,
    في البتراء و رم والعقبة والمخيمات السياحية بتلك المناطق هناك انصهار ما بين السكان والمكان مما يجذب السائح للمنطقة وانبهاره بالمواقع رغم انها ليست اجمل من عجلون,
    واقبلوا فائق الاحترام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.