عرسان فوق أكتاف الزعران


محامي محمد صدقي الغرايبة

=

 

في الاعراس غالبا ما يكون هنالك اشخاص متخصصين في حمل العريس وأحيانا حمل اشقاءه وبعض أصدقاءه المقربين على أكتافهم ويبدأوا بالرقص والحنجلة بين الدبيكة مستعرضين بذلك جزء من عضلاتهم وبذات الوقت حققوا تسلية لمعشر الجمهور والحاضرين وكسبوا جميلة اهل العريس بما قدموه لهم من تعب وارهاق طيلة السهرة اما بقية الحضور فتكون مهمتهم احتساء القهوة والفرجه المجانية وربما المشاركة في الدبكة لبضع دقائق والمغادرة بسلام الى حيث غرفة النوم .

في الوظائف العامة هنالك بضعة موظفين في المؤسسة يقومون بأغلبية الأعمال المناطة بها ويقضون جل وقتهم غارقين بالأعمال من لحظة دخولهم مكاتبهم وحتى مغادرتها وباقي الموظفين لا يمارسون من الأعمال الا الشئ اليسير بحجج واهية منها ان بعضهم ربما لا يتقن العمل وآخرين يعانون من المرض والبعض حموله زائدة تم تعينه بالواسطة وموظف ( بايعها برأس مالها ) كناية على انه غير مكترث بوظيفة وأسباب أخرى منها الترهل الإداري وعدم قدرة بعض المدراء ورؤساء الأقسام على ضبط موظفيهم لأسباب متعددة .

في إحدى المؤسسات الموظف يأتي إلى دوامه متأخرا غير مكترث وأحيانا لا يأتي مطلقا الى العمل ولا احد يسأل عنه أو عن حضوره ولا احد يستطيع أن يتخذ بحقه اي اجراء رسمي كون الواسطة والمحسوبية قد أتت اوكولها منذ بداية تعيينه أو نقله إلى ذلك المكان وآخر يلتزم طيلة العام بالحضور الى دوامه بالوقت المحدد وربما قبل الوقت بساعة ويغادر بعد انتهاء الوقت بنصف ساعة وعندما يحدث ويتأخر عن الحضور إلى وظيفته لأسباب قاهرة يجد الاقلام المسنونة قد شحذت لأستجوابه عن سبب التأخير .

اصحاب الهمم العالية في الوظائف العامة تماما مثل إخوانا اصحاب الهمم العالية في الاعراس يحملون الأعباء الثقيلة على أكتافهم وفي نهاية الأمر لا يجدون من يقدم لهم الشكر والثناء ويغادرون موافعهم بلا حمدا او شكورا .

دمتم بخير
محمد الغرايبه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.